مالك عبيدات - قال الخبير الاقتصادي منير دية إن الحرب الإسرائيلية الإيرانية مرشحة للتصعيد خلال الأيام المقبلة، مع اتساع دائرة الردود المتبادلة، ما قد يؤدي إلى تطورات غير متوقعة ورفع منسوب التوتر، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني سيتواصل ليكون بمستوى الضربة الإسرائيلية التي هزت إيران، وقد يُشكّل بداية لحرب أوسع تؤثر على المنطقة بأكملها اقتصاديًا.

وأضاف دية لـ الاردن24 أن أسعار الطاقة مرشحة للارتفاع خلال الأيام القادمة، سواء النفط أو الغاز، في ظل توسع وتزايد وتيرة التصعيد العسكري، ما سينعكس على الاقتصاد العالمي من خلال ارتفاع أسعار النفط والذهب والمعادن، إضافة إلى تكاليف الشحن، خاصة في حال امتناع شركات الشحن العالمية عن دخول البحر الأحمر والخليج العربي خوفًا من استهداف منشآت نفطية، خصوصًا إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر بعد الرد الإيراني.

وأوضح دية أن استهداف حاملات طائرات أو منشآت وقواعد عسكرية أمريكية في الخليج العربي سيُدخل المنطقة في دوامة صراع جديدة، تؤثر على خطوط الشحن البحري وكلف التأمين وطرق الإمداد وسلاسل التوريد، وقد يدفع ذلك شركات الشحن الكبرى إلى الامتناع عن التوجه إلى موانئ الخليج العربي، والبحر الأحمر، وحتى المتوسط.

وأشار إلى أن الرد الإيراني المحتمل قد يكون كبيرًا ويستهدف منشآت إسرائيلية حيوية، مثل البنية التحتية، ومرافق النفط والغاز، والمطارات، وهو ما سيؤدي إلى توسع رقعة الحرب وتأثيراتها الاقتصادية على المنطقة.

ولفت إلى أن تداعيات الحرب ستنعكس على حركة النقل البحري والجوي، وعلى قطاع السياحة، نتيجة عزوف السياح عن زيارة المنطقة، خصوصًا مع بداية الموسم السياحي الصيفي.

وختم دية بالتأكيد على أن تداعيات الحرب ستؤثر بعمق على اقتصادات دول المنطقة، خصوصًا الدول ذات الاقتصادات الضعيفة والتي تعاني أصلًا من تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكثر من 18 شهرًا، مثل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وحتى إسرائيل، إلى جانب دول أخرى ستتأثر سلبيًا على المستوى الاقتصادي.