الكتابة رحلة شائقة وشاقة، يمضي فيها المبدع متبعاً ظلال شغفه، ويعكف على أفكاره التي يتوالد بعضها من بعض، لينحت رؤية جمالية، تخط مساراً جديداً في دنيا الفكر والإبداع، وخلال تلك المسيرة لا بد له بين الحين والآخر من دفعة معنوية تحفز نشاطه، وتشجيع يحث تتابع خطاه.

ولقد كان الكاتب الإماراتي محظوظاً بتوافر تلك الدفعات، التي تدعم موهبته، والمبادرات المؤمنة بقيمة ما يقدمه لمجتمعه ووطنه، حتى غدت بحق أعراساً ثقافية، تبتهج بها نفوس المبدعين والقراء، وتضيء المشهد الأدبي بكل ومضة عبقرية، وترسم مستقبلاً حافلاً بالمواهب والمنجزات.

إيمان بالقدرات

وأكدت الكاتبة عائشة سلطان لـ«تليجراف الخليج» أن الكاتب الإماراتي يحظى بدعم مجتمعي ومؤسسي من خلال العديد من المبادرات الثقافية، التي تعزز قوة المنتج الأدبي بشكل إيجابي، مشيرة إلى أن أي مثقف في العالم يحتاج إلى دعم قوي ودائم لمواصلة مسيرته الإبداعية، وأن هذا ما أدركته القيادة الإماراتية، وعملت على تحقيقه على أرض الواقع بصورة واضحة.

ولفتت إلى أن حداثة التجربة الإماراتية في مجال الكتابة، وإيمان القيادة الرشيدة بقدرات الكتَّاب الإماراتيين، من أهم العوامل التي جعلت المثقف الإماراتي يتمتع باهتمام أكبر من نظرائه في أي بلد آخر، منوهة بالاحتفالات الوطنية، التي تركز على قيمة الكتابة خصوصاً، كفعالية «يوم الكاتب الإماراتي» النبيلة، التي تدعو إلى الفخر والاعتزاز.

من جانبه أشاد الشاعر كريم معتوق بمبادرات دعم الكتَّاب والأدباء الإماراتيين، التي تجمع المثقفين تحت سقف واحد، وتتيح لهم فرص الاطلاع على منجزاتهم المتنوعة، وتبادل الخبرات بين مختلف الأجيال، معرباً عن إعجابه بما شهدته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية من احتفالية حاشدة، ضمَّت مئة كاتب لتوقيع إصداراتهم.

وقال معتوق: «فرحت كثيراً بالمشاركة في ذلك العرس الثقافي، والتقاء المبدعين الإماراتيين من شعراء وكتَّاب للرواية والقصة، وأسعدني أن تحفل المبادرة المتفردة بأبناء الأعمار المختلفة، بحيث نرى جيل السبعينيات إلى الألفين يحتفون بنتاجاتهم الأدبية، ويوقِّعون مؤلفاتهم في مشهد بديع».

إقبال واسع

ورأى الكاتب جمال الزيودي أن السنوات القليلة الماضية شهدت إقبالاً واسعاً من الكتَّاب الإماراتيين على التأليف والنشر، وأن الواقع يبشر بمستقبل حافل بالإبداع والزخم الثقافي، مؤكداً تميز المثقفين الإماراتيين بالإلمام والاطلاع على أشكال الكتابة الأدبية وأنواعها المختلفة، سواء الواقعية والخيالية.

ودعا الزيودي إلى تكثيف جهود الكتابة في العصر الحالي؛ لما تشكِّله من أهمية كبرى في حياتنا الراهنة، متمنياً التوفيق لسائر الكتَّاب الإماراتيين، وأن تستمر المبادرات الوطنية التي توفر لهم الدعم والتشجيع.

وأشارت الكاتبة ميثاء الخياط إلى أهمية ما تصنعه الفعاليات الثقافية في الإمارات من مناخ فكري، تلتقي خلاله الوجوه والإبداعات، لتثري المشهد الأدبي بمزيد من التألق والإنجازات، مشيدة بحفلات توقيع الكتب، التي تنشر البهجة وترسخ قيمة الكتابة والتأليف، كالتي نظمتها مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، بمناسبة «يوم الكاتب الإماراتي».

وتطرقت ميثاء، المهتمة بكتابة القصص والرسم، إلى الحديث عن منجزها الأدبي الأخير، الذي اختارت له عنوان «ابنة غواص اللؤلؤ وعقد البعو»، لافتة إلى أنه يندرج ضمن أدب الأطفال، ويتسم بالجمع بين التراث والفنتازيا.