نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لبنان على خطّ النار.. فهل يبقى خارج الصراع؟ - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 12:08 صباحاً
على وقع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، لا يزال لبنان يحبس أنفاسه، انطلاقاً من السؤال التالي: هل تبقى هذه الحرب تحت السيطرة؟ فيما لسان حال اللبنانيين القلقين من الحرب المندلعة في الإقليم يسأل: متى تنتهي هذه الحرب؟ وكيف؟ وما تداعياتها على لبنان؟.
ولأن تقديم الإجابات عن هذه الأسئلة ليس سهلاً، كون حرب «الأسد الصاعد»، التي أعلنتها إسرائيل على إيران، لا يمكن، بحسب تقدير مصادر سياسية متابعة، أن تنتهي سريعاً، أو على الأقلّ، لا مؤشر حتى الآن على أن نهايتها قريبة، فإن ثمّة ترجيحاً ألا يقوم «حزب الله» بأيّ عمل عسكريّ لإسناد إيران، بعدما دفع غالياً ثمن إسناده لغزّة. أما على المقلب الآخر من الصورة، فإنّ ثمّة إجماعاً على أن الزلزال العنيف، الذي يحظى بدعم أمريكي، يضع منطقة الشرق الأوسط كلها، ومنها لبنان، على «كفّ عفريت»، ويشرّع الأبواب أمام احتمالات وسيناريوهات صعبة.
وعلى غرار الكثير من دول المنطقة، يبدو لبنان في قلب الحدث، يرصد التطورات بحذر شديد، و«حبْس أنفاس»، خشية تداعيات الحرب عليه. فصحيح أن لبنان لم يُقحم نفسه هذه المرّة في القتال، ولا تطوّع لذلك أيّ طرف داخلي فيه، لاعتبارات ووقائع معروفة، غير أنه، عملياً، جزء لا يتجزأ من التطورات المتسارعة في المنطقة، ومستقبله السياسي سيكون جزءاً من الصورة السياسية الجديدة الكبرى للمنطقة.. فهل ينجح المسؤولون اللبنانيون في التقاط الفرصة، لإخراج لبنان من عنق الزجاجة الذي دخل فيه، مع انسداد الأفق حول مختلف الملفات العالقة، من الجنوب إلى النزوح وما بينهما، عسى أن يدخل المرحلة الجديدة بأمل جديد، أم يكتفي هؤلاء بمنطق إدارة الأزمة؟.
وفي معرض الإجابة عن هذا السؤال، أجمعت مصادر سياسية مراقبة، لـ «تليجراف الخليج»، على أن لبنان يقع على خطّ النار. ومن موقف «حزب الله»، الذي اعتمد سياسة الحياد، إلى موقع المسؤولية الوطنية للرؤساء، حكومةً ومجلساً نيابياً، المبادرة في الجلوس فوراً إلى طاولة التفاوض، واتخاذ قرار حصريّة السلاح بيد الدولة، وإمهال إسرائيل 60 يوماً للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وتسويق هذا الاتفاق، الذي يوازي بين تسليم السلاح وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، وكلّ الأراضي اللبنانية، وإبلاغه إلى الأمم المتحدة واللجنة الخماسيّة، ووضعه بتصرّف سفراء الدول، وكلّ من يعنيهم الأمر، لسحب الذرائع من يد إسرائيل، ونزع فتيل استدراج لبنان إلى حريق نأى «حزب الله» عنه بنفسه.
فإذا ما رفضت إسرائيل الانسحاب، عندها ما على لبنان إلا البلاغ. ونقلت أوساط حكومية مطّلعة، أن «حزب الله» أبلغ جهات رسمية بوضوح، أنه ملتزم بالكامل باتفاق 27 نوفمبر الفائت، ولا يخطّط لأيّ تحرّك عسكري في الوقت الراهن.
نأي بالنفس
وفي السياق، أكدت أوساط رئاسة الجمهورية لـ «تليجراف الخليج» أن موقف الرئيس جوزيف عون «حاسم ودقيق» في هذا الشأن، ومفاده أن لبنان غير معنيّ بالصراع القائم، ولن يُستخدم كساحة لتصفية حسابات إقليمية. أما الإجراءات المتخذة في هذا الإطار، وفق قول مصادر أمنية لـ «تليجراف الخليج»، فشملت تكثيف المراقبة الجويّة، وتفعيل الجهوزية العسكرية في محيط مطار بيروت، مع التشديد على قدرة لبنان على اتخاذ قرار إغلاق الأجواء، إنْ دعت الحاجة.
أما جنوباً، فقد أوضحت المصادر نفسها، أن وحدات من الجيش اللبناني باشرت، منذ فجر أول من أمس، تسيير دوريات مكثفة على كامل رقعة جنوب الليطاني، مشيرة إلى أن نحو 7 آلاف جندي في حال تأهب قصوى، وأن هذه الإجراءات ليست تعبيراً عن خشية آنية، بل هي تدابير احترازية، لمنع استغلال الأراضي اللبنانية من قبل أيّ جهة أو فصيل. ووسط هذه المعطيات المتسارعة، لا يزال المشهد في لبنان ساكناً وحذراً إلى أقصى الحدود، وإنْ بدا ترجمة دقيقة لمعادلة واضحة: الجهوزية الأمنية كاملة، القرار السياسي موحّد، والموقف الوطني لا لبْس فيه: لبنان خارج الصراع.
0 تعليق