خاص – قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار إن إيران تتبع استراتيجية "الحرب غير التلامسية" مقترنة بـ"الصبر الاستراتيجي"، وذلك عبر استخدام مزيج من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، والصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، لتحقيق أهداف استراتيجية وعملياتية تهدف إلى تدمير البنية التحتية الإسرائيلية.

وأضاف أبو نوار ل الاردن ٢٤ أن إيران تعرضت لضربات موجعة طالت بنيتها التحتية ومطاراتها الاقتصادية، ما دفع البعض إلى التساؤل: هل إيران "نمر من ورق"؟ وهل تملك القدرة على الرد؟

وأشار إلى أن إيران أعادت هيكلة سلسلة قياداتها وفعلت منظومات دفاعها الجوي، وردت بضربات صاروخية كانت قليلة من حيث العدد لكنها ذات فاعلية كبيرة، مرجحًا أن تستخدم في المرحلة القادمة صواريخ ذات رؤوس حربية أكبر، وربما أسلحة جديدة تحدث دمارًا كبيرًا في الداخل الإسرائيلي.

وأوضح أبو نوار أن إسرائيل تتعامل مع المواجهة باعتبارها "حربًا حاسمة وسريعة"، واستهدفت منشآت نووية إيرانية وألحقت بعض الأضرار، إلا أن تأثير تلك الضربات على البرنامج النووي الإيراني كان محدودًا للغاية.

كما نبه إلى أن عدد صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية التي تمتلكها إسرائيل أقل من عدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمتلكها إيران، محذرًا من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى حرب استنزاف ستكون في غير صالح إسرائيل، وربما تصب في مصلحة إيران على المدى الطويل.

وكشف أن القيادة الإسرائيلية تسعى إلى إدخال الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب، إلا أن هذا الأمر يواجه ممانعة من بعض الدول الخليجية التي تخشى امتداد الصراع إلى أراضيها، ما يجعل طلب إسرائيل للمساعدة الأمريكية مؤشرًا على عجزها عن الحسم.

وأضاف أبو نوار أن إسرائيل فشلت في تقويض النظام الإيراني أو تعطيل البرنامج النووي، ما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقف الحرب، نظرًا لتداعياتها الكبيرة على استقرار المنطقة والعالم، خاصة في ظل الأهمية الجيوسياسية لمنطقة الخليج وإيران.

ولفت إلى أن دخول باكستان المحتمل على خط الأزمة قد يدفع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اتخاذ قرار بوقف الحرب، مشيرًا إلى أن إيران تملك أوراقًا ضاغطة مثل إغلاق مضيق هرمز وباب المندب، وهو ما من شأنه أن يشل حركة الاقتصاد العالمي.

وختم أبو نوار بالقول: "هذه حرب عبثية، غير حاسمة، ولا أمل لإسرائيل بتحقيق نصر فيها، لذلك فإن وقفها بات أمرًا حتميًا".