حسابات نتنياهو وترامب وخامنئي في الحرب والديبلوماسية - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: حسابات نتنياهو وترامب وخامنئي في الحرب والديبلوماسية - تليجراف الخليج ليوم الاثنين 16 يونيو 2025 01:46 مساءً

إن المقالات المنشورة في خانة "مقالات وآراء" في "تليجراف الخليج" تعبّر عن رأي كاتبها، وقد نشرت بناء على طلبه.

صحيح أن الضربة الاسرائيلية الاستباقية لايران أعطت رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين ​نتنياهو​ انطباعا بـ’’فائض القوة‘‘ خصوصا في ظل اغتيالات لقادة عسكريين وعلماء نوويين ايرانيين. غير أن ’’الإستفاقة الايرانية‘‘ من هذه الضربة العسكرية وإن كانت ’’متأخرة‘‘ نسبيا أعادت الإعتبار بسرعة لكون الحرب الايرانية – الاسرائيلية هذه المرة مختلفة عن سابقاتها مع العالم العربي أو عن الإستفراد الاسرائيلي لغزة ولبنان. فايران دولة كبيرة وتجمعها حدود مع ستة عشر دولة وتملك من الإمكانات ما يجعلها قادرة على المواجهة الطويلة إضافة إلى كون اسرائيل التي بادرت إلى الحرب وحّدت المجتمع الايراني ذلك أن امتلاك القدرة النووية هو محل إجماع ايراني حتى في زمن الشاه.

ما ساعد ايران على ’’الإستفاقة‘‘ من مفاجأة الضربة الاسرائيلية المبكرة هو سرعة القرار الايراني بـ’’تسمية‘‘ سريعة للقادة العسكريين وبكشف مبكر لعملاء الداخل الذين ساهموا في ضرب مواقع الدفاع الجوي واغتيال العلماء وأيضا ظاهرة الصبر الايراني الذي يمتاز به الشعب الايراني المستند إلى حضارة تمتد في التاريخ وتعطي مكانة بارزة لفكرة الدولة الامبراطورية.

لا شك أن الرئيس الأميركي دونالد ​ترامب​ كان يعرف سلفا بالضربة الاسرائيلية الإستباقية التي كان نتنياهو يستعجلها كونها تقطع الطريق على إقالة حكومته في الكنيست الاسرائيلي بعد تخلي الحريديم الاشكيناز (اليهود الغربيين) عن دعم حكومته. ويعرف الرئيس الأميركي سلفا أن واشنطن لا تخسر شيئا في المغامرة العسكرية الاسرائيلية ذلك أنها تعطي الأولوية للديبلوماسية في معالجة الملف النووي الايراني ويمكنها أن تستخدم نتنياهو كعنصر تهديد عسكري لايران كعامل مساعد في تسريع الحل الديبلوماسي كمخرج للخلاف الأميركي – الايراني في موضوع دائرة النفوذ الايراني التي تنجم عن هذا الحل خصوصا وأن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر أنه تم تجاوز موضوع التخصيب النووي طالما أن ايران ملتزمة بامتلاك ​الطاقة النووية​ السلمية.

إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تأمل من الحرب الاسرائيلية على ايران أن تتراجع هذه الأخيرة عن مطالبها في الحل ’’الديبلوماسي‘‘ وتغيير ’’السلوك الايراني‘‘ فإن مجرى هذه الحرب لا يوحي بذلك حتى أن الرئيس ترامب يريد أن يتحاشى التورط عسكريا ويأمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توفير المخارج الديبلوماسية بعدما تبيّن أن هناك توازنا في الردع بين ايران واسرائيل وقدرة ايرانية على هز ثقة الاسرائيليين بمبالغات نتنياهو بعد إصابة أهداف عسكرية واقتصادية في قلب اسرائيل (تل أبيب وحيفا) وبعد دمار هائل في الأبنية لم تشهده الدولة العبرية في تاريخ حروبها المتعددة.

واقع الأمر أن ايران لا يناسبها إطلاقا أن تنجر الولايات المتحدة الأميركية إلى المشاركة في هذه الحرب. وهي بالتالي يناسبها الحل الديبلوماسي الذي يوقع الضرر بالحكومة ال​إسرائيل​ية ومستقبلها ويفتح الباب أمام تفجّر الخلافات الاسرائيلية الداخلية وأمام انقسام حاد بين اليهود الغربيين والشرقيين (الاشكيناز والسفرديم) وكذلك في سقوط النظرية الاسرائيلية لليمين الديني اليهودي القائلة بتغيير خريطة ​الشرق الأوسط​ وبكون اسرائيل هي الفاعل الأساسي فيه. واستطرادا فإن حسابات هذا اليمين الديني لا تلتقي مع الحسابات الأميركية بالضرورة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق