في بداية حكايتها، حملت شما العبري روحاً مقاتلة، وسيفاً لا يكل، وطموحاً كبيراً يُكتب اليوم بسطر جديد في قصة الرياضة النسائية الإماراتية.. حين تقف شما على بساط المبارزة، لا تمسك فقط سيف «الفلوريه»، بل تحمل في قلبها قصة فتاة بدأت من حلم طفولي، وواصلت الطريق رغم ألم العمليات الجراحية، حتى أصبحت اليوم واحدة من أبرز الوجوه الشابة في منتخب الإمارات للمبارزة.

وتمثل شما العبري نادي أبوظبي الرياضي ومنتخب الإمارات، وحققت حضوراً مشرفاً في بطولات الخليج والعرب، أبرزها تتويجها بذهبية البطولة العربية في البحرين، وبرونزية بطولة آسيا للناشئين في السعودية، قبل أن تخوض تجربة دولية مميزة بمشاركتها في بطولة الجائزة الكبرى بمدينة شنغهاي.

وقالت شما لـ«تليجراف الخليج»: «شعرت بفخر كبير بالمشاركة في بطولة بهذا المستوى العالمي، كانت تجربة مختلفة مليئة بالتحديات، لكنها منحتني خبرة كبيرة من خلال الاحتكاك بلاعبات من مدارس فنية متنوعة».. وأضافت: «مثل هذه المشاركات ترفع مستواي وتمنحني الدافع الأكبر لتحقيق الأفضل».

لكن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود، فشما خضعت لعمليات جراحية في يدها، أثرت على مسيرتها، لكنها رفضت التوقف.. وتحدثت عنها قائلة: «كانت من أصعب المراحل في حياتي، لكني واصلت رغم الألم، وكنت أضع أمامي دائماً صورة رفع علم الإمارات».

لحظات مؤثرة

تحمل شما في ذاكرتها العديد من اللحظات المؤثرة، لكنها تعتبر ارتداء قميص المنتخب وتمثيل الوطن على الساحة الدولية، محطة استثنائية لا تضاهيها أي لحظة أخرى، قائلة: «منذ الطفولة كان حلمي أن أرفع علم الإمارات في المحافل الكبرى، واليوم تحقق هذا الحلم، لكن طموحاتي لا تزال في بدايتها».

وترى شما أن الطريق نحو المجد لا ينتهي عند محطة واحدة، بل يمتد إلى أبعد مما يُتوقع، وتؤمن بقدرتها على الوصول، مضيفة: «هدفي التتويج بميدالية ذهبية في بطولات العالم، وأن أحقق الحلم الأكبر... ميدالية أولمبية تُخلَّد باسم الإمارات».

ووجهت شما دعوة من القلب إلى الفتاة الإماراتية، قائلة: «لا تترددي.. الرياضة تصقل الشخصية، تعزز الثقة بالنفس، وتفتح آفاقاً جديدة.. كوني فخورة بأنك تمثلين وطنك، واعملي بجد لتكوني قدوة للجيل القادم».