في قلب حصص التدريب، حيث كانت تؤدي حصة الشامسي تمارينها بمفردها، بعيداً عن معسكرات المنتخب، كان صوت العزيمة يعلو فوق كل ضجيج.. لم تكن ظروفها مثالية، لكنها لم تكن تبحث عن المثالية، بل كانت تبحث عن المجد، وبين الصبر، والإصرار، والصوت الداخلي الذي لم يخفت يوماً، واصلت رحلتها، وتسعى لتكون قدوة تفتح الطريق أمام جيل كامل من البطلات الصاعدات، وقد نالت ثمرة جهدها حين توّجت بذهبية بطولة آسيا للجوجيتسو 2024، لتُهدي الإمارات إنجازاً جديداً يُعزز حضورها في ساحة الجوجيتسو القارية.

وقالت حصة لـ«تليجراف الخليج»: «بطولة آسيا كانت الأقرب إلى قلبي، لأنني خضت استعداداتها داخل الدولة، في حين كان باقي الفريق في معسكر خارجي، واصلت المتابعة والتدريبات بنفسي، رغم صعوبة التمارين، خاصة تلك التي تتطلب وجود شريك، فقد كنت أنفذها بمفردي.. لكن، الحمد لله، العزيمة لم تخذلني».

وتمارس حصة الجوجيتسو منذ تسع سنوات، وتحمل اليوم الحزام البني، وتنافس في فئة الكبار، وتعد من أبرز الأسماء في اللعبة داخل الدولة.. ومن خلال مسيرتها، رصدت التطور الكبير الذي شهدته رياضة الجوجيتسو النسائية في الإمارات، قائلة: «اليوم.. نحظى بدعم متكامل يشمل الجهاز الطبي، وأخصائيي التغذية، ومدربي اللياقة والجوجيتسو، إلى جانب الكوادر الإدارية.. هذا التحول انعكس بشكل مباشر على مستوانا، وأنا شخصياً أشعر بتطور واضح في أدائي مقارنة بما كنت عليه قبل خمس سنوات، وذلك بفضل الدعم المتواصل، خصوصاً الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، برياضة الجوجيتسو».

تحديات

لكن التحديات التي ترى حصة أنها تواجه اللاعبات لا تتعلق بالإمكانات، بل بالقدرة على الاستمرارية، كما أوضحت: «كثير من الفتيات يكتفين بإنجاز محدود ثم يتوقفن، مع أنني على يقين بأن العديد منهن لو واصلن التدريب والمنافسة، لأصبحن خصمات يصعب التفوق عليهن.. لذلك، رسالتي إليهن واصلن المسيرة، أنتن قادرات على تحقيق المزيد».

وتضع حصة نصب عينيها هدفاً كبيراً يتمثل في خوضها بطولة الألعاب الآسيوية 2026، إذ قالت بثقة: «حلمي أن أحقق ميدالية في هذه البطولة، وبإذن الله أستطيع»، أما على المدى القريب، فهي تركز حالياً على تطوير أسلوبها التكتيكي، بعد انتقالها إلى فئة جديدة تتطلب مستوى أعلى من الذكاء والتحكم، وترى في كل يوم فرصة جديدة للتطور والتقدم خطوة نحو الأفضل.

ووجهت حصة رسالة لكل فتاة إماراتية تفكر في دخول عالم الجوجيتسو لكنها ما زالت مترددة، قائلة: «بادري بالتجربة، فهي خير برهان.. ليس من الضروري أن تشاركي في البطولات، فمجرد الالتزام بالتدريب كفيل بأن يحدث تغييراً حقيقياً فيكِ، رياضة الجوجيتسو ليست مجرد منافسة، بل أسلوب حياة يهذّب النفس ويصقل الشخصية، ويجعل الإنسان أقوى وأفضل».