نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: انهيار أسطورة إسرائيل.. من عتمة الليل إلى قلب النقب الصواريخ الإيرانية تتحدى «الدرع الحديدي» - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 12:56 صباحاً
في مشهد غير مسبوق، انطلقت الصواريخ الإيرانية من أعماق الظلام، تحمل في جوفها رسالة واضحة إلى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية: لا حصانة في زمن التكنولوجيا المتطورة، رغم تعدد الطبقات الدفاعية التي يفترض أن تحمي إسرائيل من أي تهديد صاروخي، فإن الواقع خالف النظرية، والنتائج على الأرض كانت صادمة. فما الذي حدث تحديدًا؟
نظريًا: شبكة دفاعية معقدة "من نار وحديد"
من الناحية النظرية، تواجه الصواريخ الإيرانية تحديات لا يُستهان بها. أولها منظومة القبة الحديدية المصممة للتعامل مع الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية، وإن تجاوز الصاروخ هذه العقبة، فإنه يصطدم بـمقلاع داوود، القادر على اعتراض صواريخ كروز والبالستية والطائرات بدون طيار ضمن مدى يتراوح بين 100 إلى 200 كم، مع إمكانية تتبع مئات الأهداف في وقت واحد.
لكن ما يُوصف بالدرع الأخير، هو منظومة "السهم" (أرو 2 و3)، المخصصة لاعتراض الصواريخ البالستية بعيدة المدى، بل وحتى تلك المزودة برؤوس غير تقليدية، هذه المنظومة تتابع الصاروخ من لحظة خروجه من الغلاف الجوي، وتشتبك معه على مسافة تتجاوز 2400 كم، وإن فشل هذا الدفاع، تتدخل منظومة THAAD الأمريكية، كملاذ أخير في لعبة الدفاع الجوي.
لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا
الهجمات الإيرانية الأخيرة لم تُقابل بما هو متوقع من أنظمة الدفاع عالية التقنية. فعلى العكس، سقطت الصواريخ الإيرانية فوق القواعد الإسرائيلية، تحديدًا قاعدة "نيفاتيم" الجوية في النقب، دون اعتراض فعّال، بل ما هو أسوأ من ذلك، أن التقارير والمشاهد المتداولة أظهرت أن بعض المنظومات الدفاعية أطلقت النار على أهداف وهمية أو حتى على بعضها البعض داخل القاعدة.
سيناريو كارثي: الدفاعات تشتبك مع نفسها
ما حدث في قاعدة "نيفاتيم" تجاوز كل التوقعات العسكرية، حيث أطلقت منظومة "السهم 3" صواريخها لتسقط في المطار نفسه، أما الصواريخ الإيرانية، فقد مرت من فوقها دون أن تعترضها أي منظومة بفاعلية، واعتبر البعض، كالإعلامي جمال الشعيب، أن ما جرى هو "عطل وفشل كامل في المنظومة الإسرائيلية"، فيما أكد آخرون استخدام إيران لتقنيات متطورة أربكت أنظمة الدفاع الإسرائيلية عبر تشويش إلكتروني أو تلاعب زمني في توقيت الضربات.
نموذج من الانهيار المعنوي: تغريدات تصف الفوضى
على منصات التواصل، تلقت إسرائيل سيلًا من الانتقادات الحادة، كتب خالد منسي: "الإيرانيون يتطورون في كل مرحلة بأسلحة وتكتيكات جديدة، بينما الإسرائيلي نفدت جعبته"، وعلّقت الناشطة "أسر": "القبة الحديدية لا تعمل، ونظام الدفاع الجوي في نيفاتيم تم تدميره بالكامل"، أما محمود العيلة، فقد ربط ما جرى بـغزة قائلاً: "هذه القاعدة التي تقصفنا يوميًا، الآن تحترق، ولا أحد يعرف عذاباتها كما يعرفها أهل غزة".
نيفاتيم: قلب القوة الجوية تحت النار
قاعدة نيفاتيم الجوية ليست منشأة عسكرية عادية، بل هي أكبر قواعد سلاح الجو الإسرائيلي في صحراء النقب، وتضم أكثر الطائرات تطورًا، منها تنطلق الغارات على القطاع الفلسطيني، ومنها تنفذ المهام الخارجية في عمق الدول العربية، وقد سبق أن استُهدفت في هجوم إيراني عام 2024، وأكدت تقارير آنذاك أن الأضرار جسيمة.
لكن الضربة الأخيرة وضعت القاعدة في قلب الحدث من جديد، وكشفت عجزًا تكتيكيًا يثير تساؤلات جوهرية: هل فشلت إسرائيل في حماية أكثر منشآتها تحصينًا؟
دروس ما بعد الصدمة: لا منظومة محصنة
أهم ما يمكن استخلاصه من الهجوم الأخير أن المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، مهما بلغت من التطور، ليست منيعة بالكامل، فالهجوم الإيراني كشف عن ثغرات ليست فقط في التكنولوجيا، بل في الاستجابة والتنسيق، ربما كانت المنظومات تعمل، لكنها لم تُفلح في توقيت المواجهة الحقيقي، وربما أخفقت في التمييز بين الهدف الحقيقي والخداعي.
كيف تجاوزت إيران كل هذه الطبقات؟
يرى مراقبون أن إيران اعتمدت تكتيكًا معقدًا يقوم على "إغراق المنظومة" من خلال إطلاق دفعات متزامنة من أنواع متعددة من الصواريخ والمسيّرات، ما شتت أجهزة الرادار ومنعها من تحديد أولويات الاعتراض، كما يُرجح أن الهجمات تضمنت تشويشًا إلكترونيًا أو تقنيات تمويه متقدمة.
"الملعب انقلب": تشبيه واقعي لفشل إسرائيل
في تعليق ساخر انتشر بكثافة، شُبّه ما جرى بمباراة كرة قدم ارتبك فيها الفريق لدرجة أنه أطلق الكرات نحو مرماه بالخطأ، "فريق شاط الطابة على حاله"، بهذه العبارة لخص أحد النشطاء المشهد الدفاعي في نيفاتيم، الذي تحول من رمز للتفوق العسكري إلى رمز للفشل التقني والتنسيقي.
هل انتهت أسطورة التفوق الدفاعي الإسرائيلي؟
بينما تستمر إسرائيل في تقييم الخسائر، يدور نقاش صاخب في الأوساط العسكرية: هل انتهت فعليًا أسطورة التفوق الدفاعي الإسرائيلي؟ وهل نشهد بداية حقبة جديدة في المواجهات غير المتكافئة، حيث لم تعد التكنولوجيا وحدها كافية لضمان النصر؟ الأيام القادمة ستجيب، لكن المؤكد أن ما جرى في نيفاتيم لن يُنسى سريعًا.
منظومة الدفاع الإسرائيلية، فشل القبة الحديدية، قاعدة نيفاتيم الجوية، الصواريخ الإيرانية، هجوم إيران على إسرائيل، منظومة السهم 3، مقلاع داوود، صواريخ أرو، تشويش إلكتروني، إغراق المنظومات الدفاعية، حرب إيران وإسرائيل، الدفاع الجوي في النقب، فشل الجيش الإسرائيلي، تحليل عسكري، قاعدة جوية إسرائيلية، تكنولوجيا الدفاع، منظومة ثاد، الأسلحة الإيرانية، فشل الاستخبارات العسكرية
0 تعليق