رفعت ميليشيا الحوثي الإرهابية منذ انقلابها الشعارات الزائفة لخدمة الأجندة الإيرانية، فالصراع الإسرائيلي والإيراني الذي لا يمت لليمنيين بصلة جعلته الميليشيا شماعة دائمة لتبرير لفشلها الداخلي، وتحويل حياة الناس إلى سلسلة متواصلة من المعاناة الاقتصادية، فكلما تصاعد التوتر في المنطقة، سارع الحوثي إلى فرض جبايات جديدة، وزيادة الإتاوات، وإطلاق دعوات "للتبرع للجبهات"، بينما لا يرى المواطن اليمني أثرا لهذه الجهود إلا في ارتفاع الأسعار، وانعدام الخدمات، وانقطاع الرواتب.

وبينما يطلق الحوثي تهديداته "لإسرائيل"، تتضاعف معاناة الشعب اليمني يومًا بعد يوم، فالمقاومة التي لا توفر لقمة العيش ولا تحفظ كرامة المواطن، ليست مقاومة، بل غطاء لتمكين سلطة ظالمة، وإذا كان الحوثي صادقًا في ادعاءاته عن مقاومة العدو، فليبدأ بتحرير اليمن من الفقر والفساد والقمع، وليُعيد الرواتب، ويفتح المدارس، ويُفعّل القضاء، ويحترم الشعب، أما أن يُحاصر الشعب بالشعارات، ويُجوعه باسم معارك لا تغني ولا تسمن، فتلك تجارة سياسية لا تختلف عن الاحتلال الذي يدعي محاربته، والشعب اليمني لا يريد أن يكون وقود لحروب إقليمية، ولا أدوات في صراعات لا تعنيهم، بل يريدون دولة تحترمهم، واقتصادا يخدمهم، وقيادة تنهي الحرب بدل إشعالها، أما من يتاجر بالقضايا الإقليمية ليبرر النهب والقمع، فلا علاقة له لا بالمقاومة ولا باليمن.