بين التهدئة والتصعيد.. 4 سيناريوهات محتملة للمواجهة الإسرائيلية - الإيرانية - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

لاتزال المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران مستمرة، منذ الجمعة الماضية، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستواصل ضرباتها طالما رأت ذلك ضرورياً، مشيراً إلى أن العملية التي أطلقت عليها تل أبيب اسم «الأسد الصاعد»، قد تستمر أسابيع.

الهدف الإسرائيلي المعلن يتمثل في تدمير البرنامج النووي الإيراني وإضعاف القدرات العسكرية الإيرانية بشكل كبير.

من جهتها، ردت إيران في عملية «الوعد الصادق 3» بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ باليستية تجاه إسرائيل، وقالت إن لديها العديد من خيارات الانتقام الأخرى.

ورغم احتمالية حدوث تصعيد كبير خلال الأيام المقبلة، فليس من المتوقع التفكير في التهدئة على نحو مبكر، وكذلك بالطرق وبسيناريوهات إنهاء هذه الحرب أو تطورها.

حفظ ماء الوجه

وأول هذه السيناريوهات هو اختيار إيران الاستمرار في تنفيذ ضربات على إسرائيل كلما استهدفتها تل أبيب، بهدف إقناع شعبها بأنها ترد بشكل قوي، لحفظ ماء الوجه، ثم تقبل - على مضض - بوقف إطلاق النار بوساطة أميركية أو دولية.

هذا السيناريو يشبه إلى حد كبير ما قام به «حزب الله»، الحليف الإيراني، بعد الضربات الإسرائيلية المكثفة عليه في خريف 2024، التي شملت استهدافات دقيقة للبنية التحتية والقيادات، حيث قبل الحزب حينها بوقف إطلاق النار من دون أن يرد بفاعلية.

قد تجد إيران نفسها اليوم في وضع مشابه، فضرباتها على إسرائيل بطائرات مسيرة وصواريخ لم تحقق النتائج المرجوة، مقارنة بما حققته إسرائيل من استهدافها إيران، حيث قامت بضربات مدمرة على البنية التحتية للجيش الإيراني رافقتها العديد من عمليات الاغتيال للقيادة التي تظهر اختراقاً أمنياً كبيراً تعانيه طهران، كما أن حلفاءها، لاسيما «حزب الله»، أصبحوا أضعف بكثير، ما يشير إلى أن ردعها الذي كان موثوقاً به في السابق بات غير فعال.

قد تؤدي الهجمات المدمرة التي تشنها إسرائيل على القيادات الإيرانية إلى حالة من الفوضى، ما يجعل من الصعب تنسيق الضربات الصاروخية أو حتى اتخاذ القرارات الأساسية في الوقت الفعلي، وعلى الرغم من أن طهران أعلنت أنها تستبدل كبار القادة بسرعة، فإن فاعلية هذه القيادة الجديدة خلال الصراع الدائر غير واضحة، كما أن إسرائيل يمكنها استهداف القادة الجدد، ولا تريد إيران بالطبع الاستسلام تحت النيران، لكنها قد تسعى إلى العيش والقتال في يوم آخر بدلاً من تحمل القصف المستمر.

الصمود والضغط الدولي

هناك سيناريو ثانٍ، وهو أن تصمد إيران لبعض الوقت، وتتمكن من تنفيذ ضربات مؤثرة ضد إسرائيل، قد تنجح بعض الصواريخ في تجاوز الدفاعات الإسرائيلية، ما يُعزز الضغوط الدولية على تل أبيب لوقف الحرب، وبينما تعرضت منشآت نووية، مثل «نطنز»، لأضرار فإن إيران قد تكون قادرة على إصلاحها بسرعة.

وعموماً عندما تنفذ إسرائيل ضربات على أعدائها، يكون هناك دعم لها على المدى القصير من الولايات المتحدة، وحتى من حلفائها الأوروبيين، إلا أن هذا الدعم يتحول لاحقاً إلى دعوات لوقف الأعمال القتالية حتى مع سعي إسرائيل إلى مواصلة هجماتها.

وقد طالبت كل من فرنسا وبريطانيا بالفعل بخفض التصعيد، وهو ما قد لا يُقلق إسرائيل كثيراً، لكن الموقف الأميركي، لاسيما موقف الرئيس دونالد ترامب، يبقى مؤثراً في حال ضغط ترامب على نتنياهو، وقد تقرر إسرائيل تقليص عملياتها العسكرية، معتبرة أنها حققت ما يكفي من الأهداف في هذه المرحلة.

ومن غير الواضح ما إذا كان هذا سيؤدي إلى دبلوماسية مثمرة، حيث دعت واشنطن إلى مفاوضات للاتفاق على البرنامج النووي الإيراني، وكانت إيران تأخذ المفاوضات على محمل الجد، بدعم واضح من قيادة البلاد، على الرغم من استمرار التوترات بشأن تخصيب اليورانيوم.

وقد دعا ترامب بالفعل إلى العودة إلى المفاوضات بعد الضربات، وقال على موقع «تروث سوشيال»: «على إيران إبرام صفقة قبل أن يضيع كل شيء، وإنقاذ ما كان يُعرف سابقاً بالإمبراطورية الإيرانية»، مضيفاً: «ليس هناك حاجة لمزيد من الموت، والدمار، افعلوا ذلك فقط قبل فوات الأوان».

التصعيد الإقليمي

من السيناريوهات الأكثر خطورة أن تتطور المواجهة إلى حرب إقليمية شاملة، حيث سبق أن هددت إيران بضرب المصالح الأميركية، وفي حال تنفيذ هذه التهديدات، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها منخرطة مباشرة في الصراع، رغم نفيها المشاركة في الضربات الأولية على إيران.

قد ترى طهران أن الدعم الأميركي لإسرائيل هو بمثابة إعلان حرب، وربما يُستخدم ملف المفاوضات النووية غطاء لتحضيرات عسكرية، وقد يقرر صانعو القرار في الولايات المتحدة استكمال ما بدأته إسرائيل، بقصف منشأة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم، بقنابل خارقة للتحصينات، والتكفل بما تبقى بعد الهجمات الإسرائيلية.

في المقابل، قد تدعو إيران حلفاءها في العراق ولبنان واليمن للانخراط في الحرب، عبر تنفيذ هجمات على إسرائيل أو حتى استهداف المصالح الأميركية في المنطقة، وهذا قد يجر الولايات المتحدة إلى جبهات متعددة، منها اليمن والعراق، ما يعقد المشهد أكثر، وربما تلجأ إيران أيضاً إلى تنفيذ عمليات «انتقامية» دولية.

حرب طويلة

هناك أيضاً احتمال ألا تنتهي الحرب بشكل رسمي، بل تتحول إلى صراع منخفض الحدة يستمر فترة طويلة، قد تتوقف الهجمات الكبرى مؤقتاً، لكن تبقى الضربات المتفرقة والاغتيالات والهجمات السيبرانية والعمليات التخريبية مستمرة.

في المقابل، ستطلق إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل من حين لآخر، إلى جانب محاولات أخرى للرد.

في ظل استمرار هذا النوع من الصراع، قد تعمل إيران على تطوير برنامج نووي سري بعيداً عن أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مبررة ذلك بالاعتداءات الإسرائيلية، وإذا لم تنجح إسرائيل في تدمير مستودعات اليورانيوم المخصب، فإن استئناف البرنامج سيكون ممكناً. عن «فورين بوليسي»


احتمالات مركبة

من المرجح أن يتداخل أكثر من سيناريو في الوقت ذاته، فوقف إطلاق النار، في حال حدوثه بوساطة أميركية، قد يكون مدخلاً لاتفاق نووي جديد، ورغم التنازلات المؤقتة قد تلجأ إيران لاحقاً إلى أعمال انتقامية، على شكل هجمات إرهابية أو عمليات تخريب، ما يطيل أمد الحرب بصور متقطعة وغير رسمية.


السيناريوهات الـ 4

• اختيار إيران الاستمرار في تنفيذ ضربات على إسرائيل لحفظ ماء الوجه.

• صمود إيران لبعض الوقت، وتمكنها من تنفيذ ضربات مؤثرة ضد إسرائيل، يُعززان الضغوط الدولية على تل أبيب لوقف الحرب.

• توسع الحرب إقليمياً، حيث سبق أن هددت إيران بضرب المصالح الأميركية.

• احتمال ألا تنتهي الحرب بشكل رسمي، بل تتحول إلى صراع منخفض الحدة يستمر فترة طويلة.

• في حال ضغط ترامب على نتنياهو قد تقرر إسرائيل تقليص هجماتها، معتبرة أنها حققت ما يكفي من الأهداف في هذه المرحلة.

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: بين التهدئة والتصعيد.. 4 سيناريوهات محتملة للمواجهة الإسرائيلية - الإيرانية - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 03:09 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق