تقوم عدة دول بإجلاء رعاياها من إسرائيل وإيران في ظل التصعيد المتزايد في المواجهة بين البلدين، والذي تضمن ضربات صاروخية متبادلة وارتفاعاً في أعداد الضحايا المدنيين.

وتنظم ألمانيا رحلات طيران عارض من عمّان إلى مدينة فرانكفورت اليوم، في ظل إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي بسبب تبادل الصواريخ مع إيران.

وفي بولندا، أعلنت نائبة وزير الخارجية هنريكا موسيكا-دينديس في وارسو عن إطلاق خطة لإجلاء البولنديين من إسرائيل في موكب بري إلى الأردن، حيث سيتم نقل من تم إجلاؤهم جواً إلى بولندا.

وبدأت سلوفاكيا في نقل مواطنيها ومواطنين آخرين من الاتحاد الأوروبي جواً من إسرائيل عبر الأردن وقبرص.

وأعلنت وزارة الخارجية في براتيسلافا، مساء الاثنين، أن أول رحلة إلى العاصمة السلوفاكية نقلت 73 شخصاً، بينهم 30 سلوفاكياً و43 مواطناً من دول الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر تنظيم المزيد من رحلات الإجلاء يومي الثلاثاء والأربعاء.

وقالت وزارة الخارجية الإيطالية إنها قامت بإجلاء العشرات من مواطنيها من إيران في قوافل تتجه إلى أذربيجان وتركيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن السفارة الروسية في طهران تعمل «على مدار الساعة» لضمان إمكانية مغادرة المواطنين الروس إيران. كما نصحت الصين مواطنيها بمغادرة إسرائيل.

وبدأت باكستان عملية إعادة طوعية لمواطنيها من إيران بالحافلات إلى المعابر الحدودية البرية.

تأتي هذه التطورات فيما اشتدت المواجهة بين إسرائيل وإيران عبر القصف المتبادل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عدة مواقع في غرب إيران، وذلك بحسب بيان عسكري.

وجاء في تليجراف الخليج «قبل وقت قصير، أنهى سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الغارات في غرب إيران. وكجزء من هذه الغارات، تم استهداف عدد من المواقع وعشرات منصات لإطلاق صواريخ أرض-أرض».

وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن «إسرائيل تضع أكثر من 10 أهداف نووية داخل طهران ضمن قائمة الاستهداف المحتملة»، على حد قوله. وقال، في تصريحات متلفزة: «في منطقة طهران ذاتها، هناك أكثر من 10 أهداف نووية. نحن على وشك تدمير هذه المواقع، كما أن منشأة «فوردو» هي مسألة سيتم التعامل معها بالتأكيد أيضاً».

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، قال أمس، إن «الأضرار التي تم تسجيلها في المنشأة النووية الإيرانية لتخصيب اليورانيوم «فوردو» كانت محدودة للغاية».

وأضاف إن «أجهزة الطرد المركزي في موقع نطنز النووي ربما تضررت بشدة إن لم تدمر بالكامل»، مشيراً إلى أن «المساحات تحت الأرض في منشأة أصفهان لا يبدو أنها تأثرت».

قواعد جوية

في طهران، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه شنّ أمس، هجمات على قواعد جوية في إسرائيل، قائلاً إن الطائرات التي تشنّ ضربات على إيران أقلعت منها. وكان الحرس أعلن في وقت سابق أمس، أنه استهدف «مركز تخطيط العمليات» التابع لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد في تل أبيب.

ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن بيان للحرس قوله إنه خلال عملية القصف، ورغم وجود أنظمة دفاعية إسرائيلية متطورة، قصفت القوات الجوفضائية التابعة للحرس مركز تخطيط العمليات للموساد في تل أبيب، مضيفاً «هذا المركز مشتعل حالياً».

مواقع استراتيجية

وأعلن الجيش الإيراني تدمير «مواقع استراتيجية» إسرائيلية في تل أبيب وحيفا، وفقاً لقائد القوات البرية للجيش الإيراني، كيومرث حيدري، مضيفاً: «خلال اليوم الماضي، دمرت طائرات مسيرة مختلفة، دقيقة وذات قوة تدميرية، مواقع استراتيجية إسرائيلية في تل أبيب وحيفا». ووفقاً له، فقد استخدمت إيران مئات الطائرات المسيرة لهذا الغرض.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، العميد رضا طلائي، إنه تم استخدام صاروخ لأول مرة، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من رصده أو اعتراضه. وقال «استخدمنا اليوم صاروخاً لم يتمكن الإسرائيليون من رصده أو اعتراضه ونعدهم بالمزيد من المفاجآت».

حرب طويلة

واعتبر طلائي أن إسرائيل لا تمتلك القدرة على تحمل حرب طويلة، وفيما بعد، سيُكسر ظهرها، حسب تعبيره. وكان قائد عسكري إيراني كبير كشف، في وقت سابق أمس، عن بدء استخدام أسلحة «جديدة ومتطورة»، وأن الهجمات ضد إسرائيل ستشتد خلال الساعات القادمة، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».

وقال قائد القوات البرية الإيرانية «شرعنا في استخدام أسلحة جديدة ومتطوّرة وستزداد شدّتها في الساعات المقبلة». ونقلت وكالة أنباء إيرانية عن الحرس الثوري الإيراني أنه تم «إطلاق موجة جديدة أكثر قوة من الصواريخ مؤخراً نحو إسرائيل».