نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: صفعة للمغاربة المتعاطفين مع طهران.. السفير الإيراني في مدريد يؤكد لأحد مرتزقة البوليساريو حلمه بتقسيم المغرب - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 08:44 مساءً
في مشهد يكشف بوضوح عن النوايا الحقيقية التي تضمرها بعض الأطراف الإقليمية تجاه وحدة المملكة المغربية، نشر الطالب علي سالم، أحد المرتزقة الموالين لجبهة البوليساريو، تدوينة مثيرة للجدل على حسابه الشخصي توثق لتواصل مباشر جمعه بسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العاصمة الإسبانية مدريد، رضا زبيب.
ووفقا لما جاء في التدوينة، فقد تم هذا اللقاء خلال مشاركة المرتزق المذكور في مظاهرة نظمت دعما لإيران ومحور ما يسمى بـ"المقاومة"، حيث استغل الحدث ليقدم نفسه للسفير الإيراني على أنه من "الصحراء الغربية"، معربا له عن دعمه لطهران في مواجهتها للغرب، فما كان من السفير إلا أن بادره بابتسامة وأجابه قائلا: "وأنا أيضا أتمنى أن تصبح الصحراء الغربية حرة مستقلة".
الطالب المرتزق، الذي لم يخف انتماءه لجبهة البوليساريو الانفصالية، اعتبر هذه اللحظة اختصارا لمسافة بين ما وصفها بـ"قضيتين عادلتين"، واضعا كيانا وهميا لا شرعية له في كفة واحدة مع دولة تسعى لتثبيت نفوذها الإقليمي تحت شعارات المقاومة والكرامة، مرفقا تدوينته بصور توثق للقاء الذي جمعه بالسفير الإيراني، بما في ذلك عناق وتصريحات علنية توضح مدى تماهي الموقف الإيراني الرسمي مع الأطروحة الانفصالية.
ويضرب هذا الموقف الإيراني، الذي يأتي في ظرف إقليمي شديد الحساسية، عرض الحائط كل شعارات "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول"، ويؤكد مرة أخرى الدور التخريبي الذي تلعبه طهران في منطقة شمال إفريقيا، سواء عبر الدعم العسكري غير المباشر لميليشيات البوليساريو، أو من خلال تصريحات ديبلوماسية غير محسوبة من ممثليها في الخارج، كما يضع هذا التصرف الحكومة الإسبانية أمام مسؤولية سياسية وأخلاقية، بحكم استضافتها لبعثات ديبلوماسية أجنبية تتورط علانية في دعم أطروحات تهدد وحدة أراضي جار وشريك استراتيجي.
وتطرح الواقعة، التي لاقت تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، سؤالا عريضا حول مدى انسجام الموقف الإيراني مع قواعد القانون الدولي، كما تعيد فتح ملف العلاقة الملتبسة بين النظام الإيراني والجبهة الانفصالية، في وقت بات فيه المغرب يحظى بدعم متزايد من المنتظم الدولي لعدالة قضيته وسيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
وفي ضوء هذا التطور الخطير، يجد المغاربة الذين ما فتئوا يناصرون إيران بدعوى دعم "قضايا الأمة" أنفسهم اليوم أمام حقيقة صادمة تستدعي مراجعة شاملة لمواقفهم، إذ لا يمكن لعاقل أن يواصل تبرير الدعم المستميت لدولة باتت تصرح علنا، وعلى لسان ممثليها الرسميين، برغبتها في تقسيم المغرب، ناهيك عن تورطها الموثق في تسليح وتدريب جبهة البوليساريو الانفصالية.
ولا تعتبر هذه الحادثة مجرد زلة ديبلوماسية، بل رسالة مباشرة لكل من يغض الطرف عن الأجندات التوسعية لإيران في المنطقة، بأن دعم نظام يستهدف وحدة المغرب الترابية لا يمكن أن يندرج إلا ضمن خانة التواطؤ أو السذاجة السياسية، وهي دعوة صريحة لمراجعة الأولويات ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبارات أيديولوجية أو عاطفية عابرة.
0 تعليق