نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: رصاص داخل المستشفى.. هل تخلت قيادة الدعم السريع عن مصابيها؟ - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 08:46 مساءً
نيالا- تليجراف الخليج
شهدت مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، احتجاجات متصاعدة من مصابي قوات الدعم السريع، ما أدى إلى إغلاق المستشفى التخصصي لمدة 48 ساعة، قبل أن تعود خدماته الطبية تدريجيًا يوم أمس الثلاثاء، بعد سلسلة من التفاهمات والمفاوضات بين إدارة المستشفى والمحتجين.
أسباب الأزمة: أوامر بإخلاء المستشفى
أكدت مصادر محلية لـ”دارفور24″ أن الأزمة بدأت عندما طالبت إدارة المستشفى التخصصي مصابي الدعم السريع بإخلاء أسرتهم ومغادرة المستشفى “في أقرب وقت”، وهو ما قوبل باعتراض واسع من المصابين. واحتجاجًا على القرار، قام عدد من الجنود المصابين بإغلاق الصيدلية الداخلية للمستشفى، وبنك الدم، ومركز غسيل الكلى، كما ضغطوا على الصيدليات الخارجية المجاورة للمستشفى لإغلاق أبوابها.
دعم مالي واتفاق مسبق بين الدعم السريع والمستشفى
من جانبه، كشف مصدر في قوات الدعم السريع – طلب عدم ذكر اسمه – أن هناك اتفاقًا مسبقًا تم بين المستشفى التخصصي وقوات الدعم السريع، تلتزم بموجبه إدارة المستشفى بتقديم الرعاية الطبية والصحية والإعاشة للجنود المصابين، خصوصًا ذوي الإصابات البالغة مثل الكسور، لمدة شهرين، مشيرًا إلى أن “المبلغ المالي المتفق عليه تم إيداعه بالفعل في حساب المستشفى”.
اتهامات بالإهمال وسوء المعاملة للمصابين
وفي حديثه لـ”دارفور24″، عبّر أحد الجنود المصابين عن غضبه الشديد من ما وصفه بـ”الإهمال المتعمد” في تقديم الرعاية الطبية، قائلاً إن التوصيات الصادرة عن قادة الدعم السريع والدائرة الطبية كانت تنص على تقديم العلاج مجانًا، ولكن الواقع مختلف تمامًا.
وأوضح المصاب أن إدارة المستشفى تطلب من المصابين شراء مستلزمات العلاج مثل “الشاش والدرب” من السوق على نفقتهم الخاصة، إلى جانب تقديم وجبة طعام واحدة في اليوم مكونة من عدس وبيض وقطعتين من الخبز. كما اتهم المدير الطبي والإداري، بالإضافة إلى مسؤول الخدمات في قوات الدعم السريع، بالتصرف في الإمدادات الطبية المخصصة للمصابين.
استخدام القوة لتفريق المحتجين
أشار الجندي المحتج إلى أن سبب رفض قرار الإخلاء هو أن العديد من المصابين لا يملكون مساكن أو أقارب في نيالا، ما يجعل مغادرة المستشفى تعني البقاء في العراء. وأضاف أن إدارة المستشفى استعانت بعناصر من قوات الدعم السريع لتفريق المحتجين بالقوة، حيث تم إطلاق وابل من الرصاص داخل المستشفى لإخراجهم.
تفاهمات جزئية واستئناف النشاط الطبي
بحسب مصادر متعددة لـ”دارفور24″، تم التوصل إلى تفاهمات مبدئية بين إدارة المستشفى والمصابين، أسفرت عن استئناف نشاط المستشفى يوم الثلاثاء. وتضمنت التفاهمات إعادة بعض المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، في حين أصر آخرون على استرداد مستحقاتهم المالية، رافضين العودة دون تسوية نهائية.
مصير المصابين: تساؤلات مستمرة واتهامات بالتمييز
عاد ملف مصابي قوات الدعم السريع إلى الواجهة بعد مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب في السودان، وسط اتهامات متكررة من الجنود وأسرهم بتخلي قيادة الدعم السريع عنهم، ووجود “تمييز واضح” في نوعية الخدمات العلاجية التي يحصلون عليها.
وكانت قوات الدعم السريع قد تعاقدت مع عدة مستشفيات في نيالا، من بينها “التركي” و”مجمع اليقين الطبي” و”المستشفى التخصصي”، لعلاج جرحاها، بحسب ما أفادت به مصادر محلية مطلعة.
أصوات تطالب بالحسم والمساءلة
يثير هذا الوضع تساؤلات حادة حول دور قيادة الدعم السريع في تأمين الرعاية الطبية لجرحاها، ومدى التزام المؤسسات الطبية المحلية بالاتفاقات المبرمة. كما يعكس هذا الملف حالة من الفوضى والتباين في المعاملة، دفعت المصابين للخروج عن صمتهم، والمطالبة علنًا بمحاسبة من وصفوهم بـ”المتسببين في معاناتهم”، سواء داخل المستشفى أو من عناصر في صفوف الدعم السريع أنفسهم.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق