ما بعد هزيمة إيران : سيناريوهات متوقعة وتداعيات إقليمية - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ما بعد هزيمة إيران : سيناريوهات متوقعة وتداعيات إقليمية - تليجراف الخليج اليوم الخميس 19 يونيو 2025 04:11 مساءً

في ظل التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، ومع ازدياد الضغوط الأمريكية والعقوبات والانهيار الاقتصادي الداخلي، يبرز سؤال محوري:

ماذا لو انكسرت إيران سياسيًا أو عسكريًا؟
وهل سيؤدي ذلك إلى استقرار المنطقة أم إلى إعادة رسمها بطريقة تخدم مصالح إسرائيل وتصفّي القضية الفلسطينية؟

أولاً: ما المقصود بـ “هزيمة إيران”؟
• هزيمة سياسية: سقوط النظام الحاكم أو تحوّله إلى نظام موالٍ للغرب.
• هزيمة عسكرية: تدمير مراكز القوة النووية والعسكرية للحرس الثوري.
• هزيمة وظيفية: فقدان إيران لنفوذها الإقليمي في العراق، سوريا، لبنان، اليمن، وفلسطين.

ثانيًا: المستفيدون من هزيمة إيران
1. إسرائيل
• إنهاء التهديد النووي.
• تفكيك محور المقاومة.
• تمهيد الأرض لـ”التطبيع الشامل” وفرض مشروع “الشرق الأوسط الجديد”.
• التفرغ لتصفية القضية الفلسطينية عبر:
• تفريغ غزة من المقاومة.
• تقويض الوصاية الأردنية على القدس.
• تسويق “الدولة الواحدة اليهودية” بالقوة.
2. الولايات المتحدة
• فرض هيمنة سياسية واقتصادية على الخليج والعراق.
• التحكم في موارد الطاقة وخطوط الملاحة.
• استعادة زمام المبادرة العالمية في وجه الصين وروسيا.
3. بعض الأنظمة العربية
• التخلص من تهديدات إيران الأمنية.
• توظيف الهزيمة الإيرانية داخليًا لشرعنة علاقاتها مع إسرائيل.
• تعزيز التحالف الأمني العربي-الإسرائيلي ضد أي “عدو مشترك مستقبلي”.

ثالثًا: الخاسرون من انكسار إيران
1. القضية الفلسطينية
• ضعف الدعم العسكري والسياسي للمقاومة.
• تصاعد ضغوط التطبيع العربي.
• تسريع مشاريع “الضم”، وتهجير سكان الضفة.
• تفكيك غزة وتكريس الانقسام الفلسطيني.
2. سوريا ولبنان
• فراغ استراتيجي قد تملؤه إسرائيل أو تنظيمات متطرفة.
• احتمالات عالية لتقسيمات جغرافية-طائفية.
• انهيار ما تبقى من الدولة في لبنان.
3. العراق واليمن
• صراع داخلي بين بقايا مليشيات إيران وقوى سنية أو قومية.
• عودة التوترات الطائفية.
• احتمال استغلال إسرائيل أو الغرب للفوضى لتثبيت قواعد أمنية أو استخباراتية.
4. محور المقاومة والممانعة
• ضياع شبكة التمويل والتسليح.
• غياب الغطاء السياسي.
• تراجع الدعم الشعبي بسبب الانكشاف الإعلامي.

رابعًا: السيناريوهات المحتملة

1. السيناريو الإسرائيلي: شرق أوسط بدون إيران ولا مقاومة
• تسوية على الطريقة الأمريكية.
• “حكم ذاتي فلسطيني اقتصادي” بلا سيادة.
• تحالف عسكري عربي-إسرائيلي رسمي ضد أي تهديد مستقبلي.

2. السيناريو الفوضوي: أفغنة المنطقة
• ميليشيات متناحرة.
• تمدد داعش وتنظيمات متطرفة.
• تهديد دائم للحدود الخليجية.

3. السيناريو التركي القطري: وراثة النفوذ الإيراني
• محاولة تركيا ملء الفراغ في سوريا وقطر في غزة.
• توازن هش ومؤقت.
• صراع مع القوى الخليجية والإسرائيلية على النفوذ.

4. السيناريو المقاوم: ولادة محور جديد
• اعتماد المقاومة الفلسطينية على قدراتها الذاتية.
• انفتاح محدود على دول مثل الجزائر، جنوب أفريقيا، ماليزيا.
• صعود تيار عربي مستقل يواجه التطبيع والانهيار القيمي.

خامسًا: التوصيات لمنع الهيمنة الإسرائيلية وتصفية القضية
1. دعم مسار سياسي فلسطيني مقاوم غير مرتهن للخارج.
2. تعزيز الكتلة العربية المستقلة (الجزائر، الكويت، قطر، عمان، تونس).
3. مراقبة أي تقارب عربي-إسرائيلي يهدد الثوابت.
4. دعم الحركات الشعبية العربية المناهضة للتطبيع.
5. كبح الفوضى في العراق وسوريا واليمن عبر مبادرات عربية مستقلة.

إن هزيمة إيران ليست بالضرورة نصرًا للعرب، بل قد تكون بوابة لانهيار جديد يخدم المشروع الصهيوني.
الخيار الحقيقي للمنطقة هو التوازن، لا الاستئصال. والعدو الأخطر ليس إيران ولا تركيا، بل المشروع الإسرائيلي الذي لم يزل يرى في العرب أدوات وممرات لا شركاء ومستقبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق