أكد مرضى ثلاسيميا أن التبرع بالدم يمثّل شريان الحياة المتجدد بالنسبة لهم، مشيرين إلى أن استمرارهم في العيش مرتبط بشكل مباشر بعطاء المتبرعين الذين يجودون بدمائهم، لمنحهم الأمل.
ويُعدّ مرض الثلاسيميا اضطراباً وراثياً ناتجاً عن خلل في إنتاج الهيموغلوبين داخل كريات الدم الحمراء، ما يجعل الجسم غير قادر على إنتاج الدم بشكل طبيعي، ويضطر المصابون به إلى الخضوع لنقل دم دوري كل ثلاثة أو أربعة أسابيع مدى الحياة.
وأشاد مرضى وذووهم بالجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة الرشيدة وحكومة دبي لتوفير أعلى مستويات الرعاية الصحية والدعم المالي والنفسي واللوجستي لهم، كما ثمّنوا الخدمات المتكاملة التي يقدمها مركز الثلاسيميا التابع لـ«دبي الصحية»، والدور الحيوي الذي يؤديه بنك الدم في ضمان توافر الدم، وتيسير حصولهم عليه بكل سلاسة، ما يخفف من أعباء المرضى ويوفر لهم بيئة علاجية آمنة وإنسانية.
وفي مشاهد مؤثرة، عبّر عدد من المرضى عن امتنانهم العميق لدولة الإمارات وللمتبرعين بالدم، مؤكدين أن كل قطرة دم تصل إليهم تمثّل فرصة جديدة للحياة، وأن استمرار حملات التبرع وتوعية المجتمع بأهمية هذا العمل الإنساني، هما الضمان الحقيقي لاستمرارهم على قيد الحياة.
وقال فهد محمد الهاشمي، البالغ 42 عاماً، إن رحلته مع الثلاسيميا بدأت منذ كان عمره ستة أشهر، ومنذ ذلك الحين وهو يخضع لجلسات نقل دم منتظمة كل ثلاثة أسابيع، إلى جانب علاجات مستمرة لتقليل نسبة الحديد في جسمه.
وروى موقفاً إنسانياً لايزال عالقاً في ذاكرته، حدث أثناء وجوده في الولايات المتحدة: «عندما نفدت الأدوية التي أتناولها بانتظام، توجهت إلى سفارة الإمارات، وخلال وقت قصير تم ترتيب جلسات نقل الدم وتوفير الأدوية التي أحتاج إليها، لكن اللحظة التي لن أنساها أبداً كانت عندما رأيت فاتورة العلاج التي دفعتها الدولة، فقد تجاوزت قيمتها 30 ألف درهم، وشعرت حينها بفخر لا يوصف، ودمعت عيناي امتناناً، لأن هناك وطناً لا يترك أبناءه مهما بعدت المسافات».
وأضاف: «كل من يتبرع بدمه هو شريك في الحياة التي نعيشها، شكراً من القلب، لأن تبرعكم يمنحنا الأمل».
أما والدة الطفل حمدان عبدالله (سبعة أعوام)، فقالت إنها لاحظت الأعراض التي ظهرت على طفلها منذ كان عمره أربعة أشهر، من اصفرار بشرته وتعبه الشديد. وبعد الفحوص تبيّن أنه مصاب بالثلاسيميا، مضيفة: «منذ ذلك الوقت، ونحن نعتمد على التبرع بالدم، وكل كيس دم يصل إليه هو بمثابة حياة جديدة له، شكري لكل متبرع لا يوصف، فأنتم من تمنحون ابني فرصة ليعيش حياة جديدة».
وقالت الطفلة ماهينور عمران (13 عاماً): «بفضل الدم الذي يصلني من المتبرعين، أعيش مثل بقية الأطفال، أذهب إلى المدرسة وألعب وأحلم، شكراً لكم من القلب».
بدوره، عبّر صهيب عاظم عن شكره العميق للمتبرعين، معتبراً أن «التبرع بالدم هو الأمل الوحيد لمرضى الثلاسيميا».
وأكد أن «كل جلسة نقل دم هي فرصة جديدة للحياة، شكراً لكل من يمد ذراعه ليمنحنا الأمل، عطاؤكم لا يُقدّر بثمن».
كما شكرت زهرة رسول، المتبرعين، وقالت: «التبرع بالدم عمل نبيل يتجاوز الحدود، ننتظر تبرعاتكم بشغف وأمل، فأنتم تصنعون الفارق في حياتنا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «مرضى ثلاسيميا»: كل تبرع بالدم فرصة جديدة للحياة - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 12:27 صباحاً
0 تعليق