نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: حلم إسرائيل الكبرى .. هل تتحول سيناء إلى... - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 04:48 مساءً
منذ تأسيسها عام 1948، لم تُخفِ النخبة السياسية والعسكرية الإسرائيلية طموحاتها في توسيع نفوذها الإقليمي، وكانت سيناء دائمًا جزءًا من هذه الأطماع، وهو ما يظهر بوضوح في خرائط "إسرائيل الكبرى" التي تتداولها أوساط اليمين الإسرائيلي، وتشمل أجزاءً من مصر، تحديدًا شبه جزيرة سيناء، هذا الطموح التاريخي، الذي كبحته معاهدة السلام الموقعة عام 1979 بين القاهرة وتل أبيب، بدأ يعاود الظهور في ضوء متغيرات استراتيجية كبرى تشهدها المنطقة.
عودة القلق المصري: لماذا الآن؟
رصد الأقمار الصناعية لمنشآت عسكرية سرية تقوم مصر بحفرها في عمق جبال سيناء، أثار ضجة في الصحافة العبرية، التي اعتبرت أن مصر تستعد لحرب محتملة، رغم التزامها الظاهري باتفاقية السلام، وفي المقابل، تنظر القاهرة بريبة متزايدة إلى ما تسميه "أوهام التوسع الإسرائيلي"، خاصة مع استمرار العدوان على غزة وتزايد التهديدات الإقليمية التي قد تستغلها تل أبيب لإشعال صراع يبرر التدخل في سيناء تحت غطاء "الأمن القومي".
سيناريو المواجهة: هل نقترب من انفجار عسكري؟
في ظل حالة الاحتقان الإقليمي، يتساءل مراقبون عما إذا كانت سيناء قد تصبح مجددًا ساحة معركة مفتوحة بين مصر وإسرائيل، خصوصًا إذا شعرت تل أبيب بأن قدرات مصر الصاروخية المتنامية باتت تشكل تهديدًا مباشرًا، ومع تسليح مصر لمنصات صواريخ بالستية مدفونة داخل الجبال، ومع تزايد حضورها العسكري على حدود غزة، تعلو أصوات إسرائيلية تحذر من "خطر مستتر" يتبلور في الجنوب المصري.
ميزان القوى العسكري المقارنة بين الجيشين
لفهم طبيعة المواجهة المحتملة، لا بد من مقارنة دقيقة بين الجيشين المصري والإسرائيلي، من حيث العدد والتسليح والجاهزية القتالية.
الجيش المصري
-
يُعد من أكبر الجيوش في الشرق الأوسط وأفريقيا، من حيث عدد الأفراد والأسلحة
-
يملك قرابة 1.3 مليون عنصر بين قوات عاملة واحتياط
-
يمتلك أسطولًا بريًا هائلًا، يشمل آلاف الدبابات والمركبات المدرعة
-
القوات الجوية تشمل مقاتلات متعددة المهام مثل "رافال" الفرنسية و"إف-16" الأمريكية
-
الدفاع الجوي المصري متنوع ومعقّد، ويشمل أنظمة روسية مثل "إس-300" و"بوك" وأنظمة محلية الصنع
-
القوة البحرية المصرية شهدت طفرة خلال السنوات الأخيرة، مع امتلاك حاملتي مروحيات "ميسترال" وغواصات ألمانية حديثة
-
الذراع الصاروخية باتت حديث الساعة، مع معلومات عن تطوير صواريخ بالستية بالتعاون مع كوريا الشمالية والصين
الجيش الإسرائيلي
-
جيش متطور تقنيًا ويعتمد على الدعم الأمريكي المباشر
-
عدد القوات العاملة أقل من مصر (حوالي 170 ألف مقاتل دائم)، لكنه يمتلك قوة احتياط ضخمة
-
تفوّق في الطائرات من الجيل الخامس "إف-35" المتطورة
-
قوة صاروخية دقيقة مع أنظمة "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" و"حيتس"
-
أسطول بحري صغير الحجم مقارنة بمصر، لكنه يمتلك غواصات نووية ألمانية
-
يشتهر بتفوّقه في الحروب الإلكترونية والاستخبارات العسكرية، وهو ما يمنحه ميزة في الضربات الوقائية والمباغتة
لمن تكون الغلبة في حال نشوب الحرب؟
رغم التفوّق النوعي لإسرائيل في بعض المجالات، مثل التقنيات المتقدمة والاستخبارات، إلا أن مصر تمتلك تفوقًا عدديًا واضحًا، وترسانة سلاح ثقيلة قادرة على خوض حرب استنزاف طويلة، كما أن الطبيعة الجغرافية لسيناء تمنح الجيش المصري أفضلية لوجستية في حالة الدفاع، خاصة مع تحصينات الجبال التي باتت مراكز إطلاق صواريخ بالستية.
ومع الأخذ في الاعتبار احتمال انخراط أطراف عربية أو مقاومة فلسطينية في أي مواجهة، فإن كفة المعركة قد تميل لصالح مصر، خاصة إذا تحولت إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.
السلام الهش في مهب التهديدات
من الناحية السياسية، لا تزال مصر ملتزمة باتفاقية السلام، لكن المؤشرات على الأرض تقول غير ذلك، فبينما تزداد دعوات التطبيع العلني من قبل بعض الدول العربية، تنشغل مصر بإعادة بناء ترسانتها الصاروخية وتحديث قدراتها الدفاعية، ما يؤكد أن القيادة المصرية تضع في حساباتها أسوأ السيناريوهات، وأن سيناء قد لا تبقى ساحة هادئة إلى الأبد.
إسرائيل وتكتيك الضغط المسبق
من جانبها، لا تُخفي إسرائيل قلقها من القدرات الصاروخية المصرية المتعاظمة، وتسعى عبر الإعلام والدبلوماسية لإبقاء الملف تحت السيطرة، لكنها لا تستبعد الحل العسكري، خصوصًا إذا رأت أن ترسانة مصر تهدد ميزان القوى القائم، ولعل ما يزيد من قلق تل أبيب هو تنامي الشعور الشعبي المصري المعادي لها، ورفض الشارع المصري لأي تطبيع سياسي أو عسكري معها.
معادلة ردع جديدة
في نهاية المطاف، تبدو سيناء مجددًا في قلب المعادلة الاستراتيجية الإقليمية؛ فإسرائيل التي طالما حلمت بضم هذه الأرض، تواجه الآن جيشًا مصريًا مسلحًا ومستعدًا، يحفر في الجبال، ويخزّن الصواريخ، ويبني الردع. وبينما تبدو الحرب مستبعدة على المدى القريب، إلا أن أي خطأ في الحسابات أو تصعيد إقليمي قد يُشعل المواجهة، ويحوّل الحلم الإسرائيلي إلى كابوس واقعي.
سيناء، إسرائيل الكبرى، الحرب المصرية الإسرائيلية، الجيش المصري، الجيش الإسرائيلي، الصواريخ البالستية، سيناريو المواجهة، معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، التوازن العسكري، منصات الصواريخ في سيناء، القبة الحديدية، القوات المسلحة المصرية، حلم احتلال سيناء، تل أبيب، القاهرة، نهر النيل، سد النهضة، غزة، الحرب في الشرق الأوسط
0 تعليق