نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الموساد ينهش قلب طهران.. خبير عسكري يحلل ما... - تليجراف الخليج اليوم السبت 21 يونيو 2025 01:42 صباحاً
وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، تواصل طهران إعلانها اليومي عن كشف خلايا تجسس واسعة قالت إنها مرتبطة بجهاز الموساد الإسرائيلي، في تطور يثير تساؤلات جدية حول مدى تماسك المنظومة الأمنية للنظام الإيراني.
وفي هذا السياق، اعتبر المحلل العسكري اليمني العميد الركن محمد الكميم أن ما يجري ليس مجرد اختراق عابر، بل يمثل "أكبر اختراق في تاريخ الأنظمة المغلقة"، ويكشف عن انهيار أمني عميق في صميم النظام الإيراني.
وحصدت عمليات الاغتيال الإسرائيلية عشرات القيادات العسكرية والأمنية البارزة خلال الأيام الأولى للهجوم على إيران، بمن فيهم رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني.
انهيار داخلي ممنهج
الكميم أشار في تحليل رصده "تليجراف الخليج" ، إلى أن الكشف عن معسكرات تجميع طائرات مسيّرة، ومئات خلايا التجسس، وآلاف المتعاونين المحتملين مع الموساد، يمثل تحولاً نوعياً في عمل الاستخبارات العالمية، ويعكس نجاحاً غير مسبوق في اختراق منظومة استخباراتية تعتبر من الأكثر انغلاقًا في المنطقة.
وأوضح أن هذا الاختراق ليس الأول، بل يأتي ضمن سلسلة عمليات نوعية طالت حزب الله اللبناني، والنظام السوري، وحتى مليشيا الحوثي في اليمن، ما يدل على وجود استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد تعتمد على تفكيك الأنظمة المغلقة التي تموّلها وتديرها طهران.
خمس نقاط خلل داخل النظام الإيراني
وبحسب الكميم، فإن هذا الاختراق الكبير سببه جملة من العوامل المتشابكة، أبرزها:
انغلاق القيادة في دائرة ضيقة تقوم على الولاء الديني والأمني وتفتقر إلى الكفاءة، ما يسهل عمليات الاختراق عند المستويات العليا.
الصراعات الداخلية العميقة بين التيارات السياسية، والتي تؤدي إلى تفكك في بنية المؤسسات، وخلق ثغرات استخباراتية واضحة.
تضارب وتعدد الأجهزة الأمنية، مثل الحرس الثوري ووزارة الأمن والباسيج، دون وجود تنسيق فعّال بينها، ما يزيد من هشاشة المنظومة.
التركيز المفرط على التوسع الخارجي وتمويل المليشيات في الخارج، مقابل إهمال الداخل الإيراني، ما فتح الباب أمام الاختراقات.
النقمة الشعبية الواسعة الناتجة عن القمع والتمييز والانهيار الاقتصادي، والتي تجعل قطاعات من المجتمع أكثر قابلية للتعاون مع أي خصم للنظام.
عمليات أمنية تكشف حجم الفجوة
وفي وقت سابق، أعلنت السلطات الإيرانية عن تفكيك ورشة سرية مكوّنة من ثلاثة طوابق في مدينة ري جنوب طهران، عُثر فيها على أكثر من 200 كيلوغرام من المواد المتفجرة، وعدد من الطائرات المسيّرة الانتحارية، ومنصات الإطلاق، ومعدات تصنيع متطورة.
والإثنين الماضي، أعلنت قيادة شرطة محافظة أصفهان، أن قواتها تمكنت من ضبط ورشة متقدمة لتصنيع الطائرات المسيّرة في ضواحي المدينة، واعتقلت أربعة أشخاص يشتبه بتورطهم في أنشطة مرتبطة بالموساد الإسرائيلي. كما كشفت الأجهزة الأمنية عن مصنع آخر لتجميع وتصنيع الطائرات المسيّرة في أطراف العاصمة طهران.
وفي طهران، جرى اعتقال 28 شخصاً، وُجهت إليهم تهم التعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية، إلى جانب أكثر من 60 موقوفاً آخر في أصفهان، بتهم تشمل "نشر محتوى مؤيد لإسرائيل" و"تهديد الأمن النفسي للمجتمع"، بحسب البيانات الرسمية.
"تفكيك من الداخل"
ويخلص العميد الكميم إلى أن ما يحدث في إيران اليوم يمثل "تفكيكاً من الداخل"، يشير إلى انهيار فعلي لمنظومة كان يُعتقد أنها منيعة، مضيفاً: "الموساد لم يضرب النظام من الخارج، بل تسلل إلى العمق، إلى الصميم... وهذا ما يفسّر الذعر غير المسبوق في طهران اليوم".
0 تعليق