وبعد سنوات من التخفي، تبيّن أن مؤسس الموقع هو سيباستيان بوند، المعروف عبر الإنترنت باسم باستيان دوروارد، وهو مؤثر في مجال وصفات الطعام النباتية وصاحب موقع "Nest & Glow".

ويبلغ بوند من العمر 43 عاماً، وكان موظفاً مكتبياً سابقاً قرر ترك الحياة الحضرية المزدحمة في لندن للانتقال إلى الريف، حيث بات يُروّج لوصفات طبيعية ونمط حياة صحي، وفقاً لسيرته الذاتية على الإنترنت.

دعوى قضائية تكشف المستور

وجاء هذا الكشف في أعقاب دعوى تشهير رفعها الزوجان الأيرلنديان نيل ودونا ساندز ضد موقع "تاتل لايف"، بعد أن نُشرت تعليقات مسيئة بحقهما على المنصة. واعتبر الزوجان أن الموقع يُستخدم كمساحة للتنمر، والملاحقة، والتشهير بالآخرين دون رادع، مطالبَين بمحاسبة المسؤولين عنه.

وقضت المحكمة العليا في أيرلندا الشمالية لصالح الزوجين، ومنحتهما تعويضاً قدره 300 ألف جنيه إسترليني، كما أمرت بتجميد أصول بوند. ووصف القاضي ماكاليندن الموقع بأنه "منصة لتحقيق الربح من بؤس الآخرين"، مشيراً إلى أن القائمين عليه "يحمون مصالحهم المالية من خلال التستر على هوية المعلقين المسيئين".

منصة تثير الجدل

تأسس موقع "تاتل لايف" في عام 2018 كمكان مخصص لما وصفه مؤسسوه بـ"النقد العادل للمشاهير"، لكن سرعان ما تحول إلى منصة يتعرض فيها الأشخاص للإساءة العلنية. وتقول الصفحة الرئيسية للموقع إنه مخصص للتعليق على حسابات عامة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة من يختارون نشر تفاصيل حياتهم الشخصية باعتبارها جزءاً من أعمالهم.

ويُصنّف الموقع مستخدميه بـ"تاتلرز" (Tattlers)، الذين يُعرف عنهم نشر تعليقات قاسية حول الوزن، والإعاقات، وحتى أطفال المشاهير. وتشير بيانات موقع "سيميلار ويب" إلى أن "تاتل لايف" سجل أكثر من 15.5 مليون زيارة في شهر واحد فقط.

شركات غامضة وهوية مزيفة

يبدو أن بوند كان يدير الموقع عبر واجهات متعددة، منها شركة مسجلة باسم "Yuzu Zest Limited" في المملكة المتحدة، وشركة أخرى تُدعى "Kumquat Tree Limited" في هونغ كونغ. كما ورد في الموقع أن "هيلين ماكدوغال" من شركة "Lime Goss" هي من تتولى الإدارة، وهو ما وُصف بمحاولة لإخفاء الهوية الحقيقية.

ردود فعل واسعة من صناع المحتوى

منشئو المحتوى في أيرلندا الشمالية رحبوا بالحكم القضائي. وقالت المؤثرة إنديا ساشا إن "تاتل لايف هو أكثر المواقع بؤساً وإثارة للاشمئزاز"، داعية المستخدمين إلى التوقف عن دعمه أو المشاركة في "الدائرة السامة".

أما الممثلة الأيرلندية أبيغيل باركنسون، فوصفت الحكم بأنه "انتصار لكل من تعرّض للتنمر عبر الإنترنت"، موجهة شكرها لدونا وزوجها على شجاعتهما، وفقاً لما ورد في " ميترو".

نهاية وهم الخصوصية؟

وفي بيان نشره الزوجان على إنستغرام، أكدا أن قرار المحكمة "جاء متأخراً للأسف لإنقاذ سمعة العديد من الأشخاص"، لكنه "يشكل نقطة تحول مهمة، وتذكيراً بأن الإنترنت ليس فضاءً مجهول الهوية بلا مسؤولية".