أظهر أحدث بيانات صادرة عن دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، أن الشقق الفندقية في الإمارة واصلت تسجيل معدلات إشغال قوية خلال الفترة بين يناير وأبريل من العام الجاري، متفوقة على مختلف فئات الغرف الفندقية الأخرى، حيث وصل متوسط إشغال 26 ألفاً و219 شقة ضمن 187 منشأة إلى 84.5%، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري.

ووفقاً لبيانات حصلت عليها «الإمارات اليوم»، تضم السوق الفندقية في دبي 14 ألفاً و61 شقة فاخرة ضمن 81 منشأة بمعدل إشغال 86%، و12 ألفاً و158 شقة متوسطة المستوى ضمن 106 منشآت بمعدل إشغال 83%، وتخطى أداء الشقق الفندقية منذ بداية العام الجاري مستوياتها خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.

واستحوذت الشقق الفندقية الفخمة على نسبة 9% من إجمالي حجم السوق الفندقية في دبي، فيما استحوذت الشقق الفندقية متوسطة المستوى على نسبة 8% من إجمالي حجم السوق، وتستحوذ الشقق الفندقية في الإجمال على 17% من حجم السوق الفندقية التي تصل طاقتها إلى أكثر من 153 ألف غرفة.

وقال مديران لـ«الإمارات اليوم»، إن الشقق الفندقية في دبي تشهد أداءً قوياً، مدعوماً بالنمو المتواصل في شريحة العائلات التي تزور الإمارة، وارتفاع الطلب على الإقامات الطويلة، ما يعكس جاذبية دبي المتزايدة كوجهة سياحية عالمية تلبي احتياجات مختلف الفئات.

وذكر المدير العام لفندق «تماني مارينا»، وليد العوا، أن «الشقق الفندقية في دبي حققت مستويات أداء مرتفعة من حيث الإشغال، متفوقةً بذلك على الفئات الأخرى من المنشآت الفندقية، وذلك بفضل الطلب المتزايد على هذا النوع من الإقامة»، موضحاً أن هذه المؤشرات في الأداء تعكس النجاح المستمر الذي يحققه قطاع السياحة في الإمارة، والذي لا يتوقف عن النمو مع تزايد أعداد الزوار من جميع أنحاء العالم. ويعود هذا التفوق إلى عوامل عدة، أبرزها تنوع الخيارات المتاحة للسياح، ما يجعل من دبي وجهة مثالية للعديد من الفئات، خصوصاً العائلات التي تبحث عن إقامات طويلة لمختلف شرائح المسافرين.

وقال العوا إن «شريحة العائلات التي تزور دبي تزداد باستمرار، ما ينعكس على قوة الطلب على الشقق الفندقية»، لافتاً إلى أن «الشقق الفندقية تعتبر خياراً مفضلاً لدى العديد من الزوار، خصوصاً العائلات التي تحتاج إلى مساحات أكبر وخصوصية أكبر مقارنة بالفنادق التقليدية. كما أن الإقامات الطويلة، التي تراوح بين أسبوع وأسبوعين، أصبحت شائعة بشكل كبير، الأمر الذي يسهم في زيادة الإشغال».

وأضاف: «تشهد دبي نمواً مستمراً في عدد الزوار ومن مختلف الأسواق، إضافة إلى ارتفاع متوسط مدة الإقامة مقارنة بالأعوام السابقة، وهذا يعكس ثقة السياح بالإمارة كوجهة سياحية لا تقتصر على زيارة قصيرة، بل توفر تجارب سياحية طويلة ومتنوعة لزوارها».

وأوضح أن البيانات التي تصدرها دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي تشير إلى زيادة ملحوظة في تدفق السياح إلى المدينة، وقد لوحظ أن زوار دبي يقضون وقتاً أطول في الإمارة، ما يسهم في زيادة الطلب على الشقق الفندقية، التي توفر خيارات أكثر مرونة. فإلى جانب تميز دبي بموقعها الجغرافي، فهي تتيح للزوار التمتع بمجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي تُنظم على مدار العام، ما يعزز من مكانتها على الخريطة السياحية العالمية.

وبيّن أن معدل الإشغال في الشقق الفندقية ارتفع بنسبة كبيرة خلال الأشهر الماضية، وهذا النمو المستمر في أعداد السياح لا يقتصر فقط على مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، بل يشمل أيضاً زواراً من مناطق مختلفة، مثل أوروبا وآسيا وإفريقيا، ما يعكس مكانة دبي كوجهة سياحية عالمية.

في السياق نفسه، قال الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة تايم للفنادق»، محمد عوض الله: «يعود ارتفاع الطلب على الإقامة في الشقق الفندقية في دبي لأسباب عدة، أهمها الزيادة الكبير في عدد السياح الوافدين، كما أن نسبة متزايدة من السياح تُفضّل الإقامة المرنة قصيرة ومتوسطة المدى في شقق فندقية».

وأضاف: «شهدت دبي زيادة كبيرة في عدد الفعاليات والأنشطة السياحية خلال الربع الأول من عام 2025، ما أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب على الإقامة المؤقتة، بما في ذلك الشقق الفندقية. كما أن الشقق الفندقية أصبحت مرنة أكثر، لأنها تجمع بين خصوصية البيت وخدمات الفنادق (تنظيف، إنترنت، مساحات عمل)، إذ يستقطب هذا النموذج شريحة متنوعة من الموظفين، والعائلات».

وذكر أن «دبي تعد واحدة من أكثر الوجهات زيارة في العالم، واستمرار دبي في تحقيق أرقام قياسية في عدد السياح، مع بنية تحتية عالمية، جعل الشقق الفندقية خياراً مريحاً واقتصادياً للعائلات والمجموعات، حيث توفر الشقق الفندقية إقامة قصيرة أو متوسطة المدى، مع خدمات متكاملة، وقد أسهم التطور المستمر في البنية التحتية لمدينة دبي، بما في ذلك شبكات النقل والمرافق الترفيهية، في تعزيز جاذبيتها كوجهة للسياحة والإقامات الطويلة».

وبيّن أن ارتفاع الطلب على الشقق الفندقية في دبي هو نتيجة تفاعل بين عوامل السياحة القوية والمرونة السكنية، والتحولات في أنماط المعيشة والعمل، وهذا يعزز من مكانة هذا النوع من الإقامة كخيار مفضل للعديد من الفئات، ويُتوقع استمرار هذا النمو في ظل التوجه العالمي نحو المرونة في السكن والعمل.

وأضاف: «شهدت سوق الشقق الفندقية في دبي تطوراً ملحوظاً في جودة الخدمات والمرافق المقدمة، ما جعلها خياراً أكثر تنافسية وجاذبية للنزلاء على حد سواء، ويشير ارتفاع الطلب على الشقق الفندقية في دبي إلى قوة سوق العقارات في المدينة، والنمو المستمر في قطاع السياحة والضيافة، إذ سجل متوسط العائد على الغرفة الفندقية في دبي مستويات قياسية في نهاية أبريل 2025».