كشفت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها أن المليشيا الحوثية في اليمن تُعدّ اليوم الحليف الأكثر خشية من هزيمة النظام الإيراني، وتعتبر أن بقاء نظام "المرشد" في طهران مسألة وجودية بالنسبة لها، مؤكدة أنها لن تستطيع الاستمرار من دونه لا عسكرياً ولا سياسياً.

ووفقاً للتقرير، فإن المليشيا الحوثية تدرك تماماً أن الدعم الإيراني - الذي يتراوح بين الدعم العسكري، والتقني، والمالي، والسياسي - هو ما مكّنها من الاستمرار في تمردها منذ أكثر من عقد، وهو ما جعلها تتماهى تماماً مع الخطاب والسياسة الإيرانية، حتى بات مصيرها مرتبطاً عضوياً بمصير النظام في طهران.

وأوضح التقرير أن المليشيات الحوثية باتت ترى في نفسها القاعدة المركزية المتبقية لمشروع طهران في العالم العربي، خاصة بعد تراجع دور حزب الله في لبنان وتغير موازين القوى هناك، ما جعل الحوثيين يشعرون بثقل الدور الذي أوكل إليهم، وفي الوقت ذاته بالخطر الذي يتهددهم في حال تعرض النظام الإيراني لأي انتكاسة حقيقية.

وأضافت الصحيفة أن المليشيا الحوثية تعيش حالة من القلق المتصاعد في ضوء الضغوط الإقليمية والدولية على النظام الإيراني، خاصة مع اشتداد العقوبات وتصاعد وتيرة الرفض الشعبي داخل إيران، فضلاً عن المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة التي لم تعد تصب في مصلحة أذرع طهران، ومنها المليشيا في اليمن.

وتابع التقرير: "المليشيا في اليمن باتت تدرك أن أي انهيار سياسي أو اقتصادي في طهران سيقود إلى تفكك منظومتها العسكرية والأمنية، وهو ما سيفتح الباب أمام تصدع داخلي كبير في بنيتها التنظيمية، وبالتالي سقوط مشروعها في اليمن".

ويؤكد مراقبون أن ارتهان المليشيا في اليمن للنظام الإيراني لم يعد مجرد تحالف سياسي أو عقائدي، بل أصبح ارتباطاً وجودياً يجعلها في حالة تبعية مطلقة، ويدفعها للقيام بدور الوكيل الأهم لإيران في المنطقة، حتى وإن كان ذلك على حساب مصالح الشعب اليمني ومستقبله.