نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل تنجح الجهود الدولية في تهدئة الحرب بين إسرائيل وإيران؟ - تليجراف الخليج اليوم الأحد 22 يونيو 2025 12:40 صباحاً
تتصاعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران بشكل غير مسبوق، ما يثير مخاوف واسعة بشأن سيناريوهات أكثر خطورة تلوح في الأفق، وفي الأثناء تثار تساؤلات حول مدى فرص نجاح الجهود الدولية والإقليمية في احتواء المواجهة، ووقف دوامة الرد، والرد المضاد، التي تتجسد في رشقات صاروخية متبادلة، وهجمات نوعية عبر الأجواء.
لم تتأخر القوى الإقليمية والدولية الكبرى في التحرك، إذ أطلقت بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا دعوات واضحة إلى التهدئة، محذّرة من انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة قد تهدد أمن الطاقة العالمي والاستقرار الإقليمي، وهي دعوات تعكس قلقاً مشتركاً لدى القوى الكبرى من انفجار الموقف خارج حدود السيطرة، خاصة مع ارتباط الصراع الإسرائيلي - الإيراني بساحات إقليمية ملتهبة.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد ذكر في منشور عبر منصة تروث سوشيال، أن سلاماً قريباً بين إسرائيل وإيران ممكن، مؤكداً وجود اتصالات ومشاورات نشطة، تهدف إلى استعادة التهدئة.
كذلك على مستوى الإقليم تبذل بعض الدول جهوداً دبلوماسية لاحتواء الموقف، ومع استمرار المواجهات يبدو أن الطرفين قد يقتربان من مرحلة الإنهاك العسكري والسياسي، وهو ما قد يدفعهما إلى القبول بمقترحات التهدئة؛ فإسرائيل تواجه تحديات داخلية، وتخشى اتساع رقعة المواجهة على أكثر من جبهة، فيما تعاني إيران من ضغوط اقتصادية شديدة، وتوترات داخلية لا تحتمل حرباً طويلة الأمد.
وفي هذا السياق، يقول أستاذ الدراسات الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور: «أرى أن هناك إنهاكاً متبادلاً، فثمة ألم داخل إيران خاصة في يوم الضربة الأولى، وينطبق الأمر ذاته على الجانب الإسرائيلي، الذي بادر بهذه المعركة، وكان يعتقد أنه مستعد لها، وظن أن هذا هو التوقيت المناسب، لكنه فوجئ بوابل من الصواريخ».
ويضيف لدى حديثه مع «تليجراف الخليج» أن استمرار المعركة دون تدخل مباشر من الولايات المتحدة أمر يثير قلقاً بالغاً داخل إسرائيل، فقد كان الاعتقاد السائد أن واشنطن ستشارك في الهجوم، وتحسم المعركة، فضلاً عن دعمها الدفاعي، معتبراً أن هذا الواقع الراهن قد يدفع الجانبين نحو تسوية سياسية ومفاوضات جدية.
حافز تفاوض
ويستطرد: «بعد تخلي موسكو ربما في إطار تسوية سياسية عن بشار الأسد، وانسحاب عناصر حزب الله، والقوات الإيرانية من سوريا، بدأت إيران تتعرض لضغوط وملاحقات داخل أراضيها، لذا فإن أي تراجع أو رفع للراية البيضاء من الطرفين سيكون أمراً صعباً ومؤلماً، لكنه في نهاية المطاف قد يكون موضع تفاوض، مشيراً إلى أن كل طرف في الصراع الحالي يمارس الضغوط بطريقته، ولديه أهداف لم تتحقق بعد. وأرى أن الحرب النفسية وعمليات الردع قد تكون في الأخير حافزاً للتفاوض، خاصة مع الدعم العربي علاوة على تركيا لوقف التصعيد، وإدانة التصرفات الإسرائيلية، التي أشعلت هذا الصراع».
إعادة حسابات
ويبقى نجاح جهود التهدئة رهناً بمدى استعداد إسرائيل وإيران لإعادة حساباتهما الاستراتيجية، فإذا استمر التصعيد دون أفق سياسي، فإن الحرب قد تنزلق نحو انفجار إقليمي واسع، أما إذا أدرك الطرفان كلفة الاستمرار في التصعيد فإن النوافذ الدبلوماسية بدعم من قوى إقليمية ودولية قد تفتح فرصة لوضع حد لهذا الاشتعال. يقول أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد عطيف، في تصريحات لـ«تليجراف الخليج»: «إن العلاقات بين إسرائيل وإيران تشهد توتراً متصاعداً ينذر بمواجهة مفتوحة، فيما تبذل أطراف دولية جهوداً مكثفة لاحتواء هذا التصعيد، غير أن طبيعة الصراع المعقدة، المرتبطة بتضارب المصالح الإقليمية والاعتبارات الأيديولوجية تجعل فرص التهدئة محدودة في المدى القريب».
غياب رؤية
ويضيف: «الملاحظ في هذه الحرب أن المبادرات الدولية تعاني من ضعف الفعالية، بسبب غياب رؤية موحدة بين القوى الكبرى، خاصة بين الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل، ودول أخرى تسعى للحوار مع إيران.
هذا التباين يعرقل أي توافق دولي حول مسارات التهدئة المستدامة، مشيراً إلى أن كلاً من إيران وإسرائيل تستخدمان التصعيد وسيلة لتحسين مواقعهما في الملفات الإقليمية والدولية، ما يجعل من التهدئة مجرد إدارة مؤقتة للأزمة لا تعالج جذورها، وتظل الحسابات الداخلية لدى الطرفين عاملاً أساسياً في إدامة التوتر، ورغم التحذيرات من الانزلاق إلى حرب شاملة تظل الجهود الدولية محكومة بميزان الردع والمصالح الاستراتيجية، ما يعني أن فرص النجاح مرهونة بإعادة بناء الثقة، وتقديم تنازلات متبادلة، وهو ما لا تلوح بوادره حالياً»، وفق عطيف.
0 تعليق