نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مصر تتجاهل حميدتي بـ «ثوابت لا تتغير» - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 01:06 مساءً
متابعات – تليجراف الخليج
قوبلت الرسائل التصالحية الأخيرة التي وجهها قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي) تجاه القاهرة، بفتور واضح من جانب السلطات المصرية، التي أكدت تمسكها بثوابتها في التعامل مع السودان، والمتمثلة في احترام سيادته ودعـم الشرعية المؤسسية دون تدخل في شؤونه الداخلية.
ظهور ميداني لافت ورسالة تصالحية
جاء ذلك عقب ظهور نادر لحميدتي بين قواته في معسكر ميداني بإقليم دارفور، هو الأول منذ قرابة عام، حيث بثّ كلمة مسجلة مساء الأحد عبر قناة “تلغرام” الرسمية لقواته، قال فيها: “راجعنا حساباتنا، وتوصلنا إلى أن الحوار مع مصر أجدى من التصعيد”، مؤكداً أن قواته ليست في عداء مع أي دولة، وتسعى لتعزيز التعاون الحدودي مع دول الجوار.
التصريحات التصالحية جاءت بعد أسابيع من تسجيل مرئي وجّه فيه حميدتي اتهامات مباشرة لمصر بدعم الجيش السوداني بالسلاح والطيران، وهي مزاعم نفتها القاهرة في حينها بشدة، مؤكدة التزامها بالحياد ودعم الاستقرار في السودان.
ردود مصرية: ثوابت لا تتغير
في أول رد فعل رسمي، قال مصدر مصري مطلع لـ”الشرق الأوسط” إن موقف مصر تجاه السودان لم يتغير، ويتمثل في السعي لتحقيق الأمن والاستقرار ودعم المؤسسات الشرعية. وأضاف أن القاهرة تتعامل مع الحكومة السودانية الشرعية فحسب، وفق المعايير الدولية.
وأكد عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري، أن خطابات حميدتي “لا تلقى اهتماماً يذكر في القاهرة”، مشيراً إلى أن التضارب في تصريحاته يضعف مصداقيته السياسية. وشدد على أن أي تعاون مع حميدتي يمثل تهديداً لوحدة السودان، وهو ما تعتبره مصر خطاً أحمر يمس أمنها القومي.
المثلث الحدودي وتداعياته
وجاءت تصريحات حميدتي بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة الحدودية المعروفة بـ”المثلث”، الواقعة بين السودان، ليبيا، ومصر، والتي أعلن الجيش السوداني انسحابه منها ضمن ما أسماه “ترتيبات دفاعية”.
وقال دقلو في كلمته إن “دخولنا إلى المثلث لا يستهدف أحداً، بل يُعزز أمن الجيران المصريين والليبيين والتشاديين على حد سواء”.
لكن مراقبين مصريين اعتبروا هذه التصريحات محاولة لتهدئة المخاوف الإقليمية بعد تمدد قوات الدعم السريع في مناطق حساسة، مؤكدين أن القاهرة تراقب الوضع عن كثب دون أن تغير بوصلتها السياسية.
الموقف الأمني والميداني
من جهته، اعتبر اللواء محمد رشاد، الوكيل السابق لجهاز المخابرات العامة، أن تصريحات حميدتي مجرد “مناورة سياسية” تستهدف إدخال مصر كطرف في الصراع السوداني، بهدف خلق شرعية ميدانية لقواته. وشدد على أن مصر لن تنزلق إلى صراع داخلي في السودان، وأن سياستها تنطلق من دعم الاستقرار والتعامل فقط مع الكيانات الشرعية.
وأكد رشاد أن مصر “تعرف كيف تحمي أمنها وحدودها جيداً، ولا تعتمد على وعود من أطراف غير رسمية أو خارجة عن مؤسسات الدولة السودانية”.
ويأتي هذا التراشق السياسي في وقت تشهد فيه الساحة السودانية تدهورًا متسارعًا في الأوضاع الأمنية والإنسانية، بينما يستمر الجمود الدبلوماسي بشأن أفق الحل السياسي الشامل.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق