نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل يواصلُ البيتكوينُ زعامتَه؟ مقارنةُ أداءِ العملاتِ الرقميّةِ أمامَ الدولار في عام ٢٠٢٥ - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء الموافق 25 يونيو 2025 12:08 صباحاً
مقارنةُ أداءِ البيتكوين والعملاتِ الرقميّةِ الأُخرى مُقابِل الدولار
منذُ مطلعِ عامِ ٢٠٢٥ والأسواقُ الماليّةُ العالميّةُ تعيشُ حالةَ شدٍّ وجذبٍ بينَ مخاوفِ تباطؤ الاقتصادِ في بعضِ الدولِ الكبرى ورغبةِ المستثمرينَ في البحثِ عن ملاذاتٍ بديلةٍ تحمي مدّخراتِهم من التضخّم. في هذا المناخِ المضطربِ بقيتِ العملاتُ الرقميّةُ –وعلى رأسِها البيتكوين– في صدارةِ المشهد، ويهمّنا هنا رصد
لمحةٌ سريعةٌ عن العملاتِ الرقميّةِ الرئيسة
البيتكوين (BTC)
يُوصَف غالبًا بـ«ذهب العصر الرقميّ» بفضل ندرة معروضه وانخفاضِ معامل الارتباط مع معظم الأصول التقليديّة على المدى الطويل. وقد عزّز التنصيف الرابع –الذي حدث في أبريل ٢٠٢٥– هذا التصوّر عبر خفض إصدار الكُتل إلى حوالَي ١٫٥ BTC كلَّ عشرِ دقائق؛ وهو ما قلَّصَ الضغوطَ البيعيّة الناتجةَ من المُعدّنين، وساند السعرَ في البقاء ضمن نطاقٍ مرتفعٍ نسبيًّا.
الإيثريوم (ETH)
ما زالت البنيةُ التحتيّةُ لمعظم تطبيقات التمويل اللامركزيّ (DeFi) والتطبيقات الذكيّة، لكنّ انتقالَ جزءٍ معتبرٍ من السيولة إلى حلول الطبقة الثانية خفَّف الطلبَ المُباشر على ETH بوصفها «وقود الغاز». ورغم ترقية «دينكون» الواسعة –التي حسَّنت سرعةَ الشبكة وخفَّضت الرسوم– فإنّ غيابَ محفِّزٍ مؤسَّسيٍّ واضح (مثل ETF فوريّ) تركَ العملةَ في مسارٍ جانبيّ.
سولانا (SOL)
تَقدَّم المشروعُ بسرعةٍ في استقطاب مطوّري الألعاب وخدمات الويب٣ بفضل سرعات المعاملات التي تُقاس بالآلاف في الثانية ورسومٍ شبه مجّانيّة. لكنّ أزمات الانقطاع غيرِ المتكرِّرة أبقَت على عامل شكٍّ لدى المحافظ الكبرى، ما جعل النموَّ تدريجيًّا لا انفجاريًّا.
XRP (ريبل)
تاريخٌ طويلٌ من المواجهة القضائيّة في الولايات المتّحدة انتهى –مبدئيًّا– بقرارٍ يُعدُّ انتصارًا نسبيًّا للشركة، ما فتح البابَ أمام اتفاقيات تحويل أموالٍ عابرةٍ للحدود مع بنوكٍ في آسيا وأمريكا اللاتينيّة. وأيّ إعلانٍ عن شراكةٍ مصرفيّةٍ كبرى بات كافيًا لإطلاق موجات شراءٍ قصيرةٍ وسريعة.
أداءُ البيتكوين أمام الدولار: ثباتٌ رغم العواصف
دخل البيتكوين عام ٢٠٢٥ بسِعرٍ يفوق ٩٥ ألفَ دولار، ثمّ تخطّى حاجز ١١٢ ألفًا في الثاني والعشرين من مايو بعد تدفّق سيولةٍ مؤسّسيّةٍ غيرِ مسبوقةٍ عبر صناديق ETF الفوريّة المُعتمَدة حديثًا في الولايات المتّحدة وأوروبا. وعلى الرغم من ارتفاع عوائد السندات الأمريكيّة، ما زالت حيازة هذا الأصل الرقميّ تُعَدُّ «تحوُّطًا» ضدّ ضعف العملات الورقيّة في عيون شرائح متزايدة من المستثمرين. أمّا أحجامُ التداول فقد تراجعت في يونيو بنحو ١٠ ٪ مقارنةً بمعدّل مارس–أبريل، وهو انخفاضٌ يُفسَّر بتوجّه المحافظ طويلة الأجل نحو سياسة «اشترِ واحتفظ» بدل المضاربة اليوميّة.
العوامل الداعمة
١- الحدثُ النصفويّ قلَّل المعروضَ الجديد بنسبة ٥٠ ٪ بالضبط، مِمّا خفّض الضغطَ البيعيَّ الدائم.
٢- صناديقُ ETF تضخُّ تدفّقاتٍ مؤسّسيّةٍ يوميّةً منتظمةً تقابلُ—وربّما تفوق—الإصدارَ الجديد، فيخلق ذلك توازنًا موجبًا.
٣- الأزماتُ الجيوسياسيّةُ (منطقة البحر الأسود، وشرق آسيا) رفعت الطلبَ على الأصول القابلة للنقل والرقابة المنخفضة.
قراءةٌ في مسار الإيثريوم مقابل الدولار
سعرت ETH مع بداية العام حول ٢٧٥٠ دولارًا، لترتفع بسرعةٍ إلى حدود ٣٢٠٠ في فبراير متأثرةً بنجاح ترقية «دينكون». لكنّ الزخمَ انطفأ لاحقًا مع تخارج بعض رؤوس الأموال إلى سلاسل بديلةٍ أرخصَ في الرسوم. ومع بداية يونيو وجدت العملةُ نفسها بين مطرقة تباطؤ السيولة في أسواق DeFi وسندان ترقُّب هيئة الأوراق الماليّة قرارَها بشأن ETF فوريٍّ للإيثريوم. النتيجةُ: نطاقٌ عرضيٌّ تراوحت فيه الأسعارُ بين ٢٨٥٠ و٣٠٥٠ دولارًا.
نقاط الضغط
•انتقالُ المستخدمين إلى منصّات الطبقة الثانية قلّص عدد التحويلات المباشرة على الشبكة الأم.
•المشاريعُ الناشئةُ تفضّل عقودًا ذكيّةً أكثرَ تخصصًا (مثل Aptos وSui)، ما يخلق منافسةً على جذب المطوّرين.
•قلقٌ من تأجيل محتملٍ في اعتماد ETF فوريٍّ، ما يُبطئ سيلَ الاستثمار المؤسّسي.
صعودٌ متوازنٌ لسولانا: بين سرعةِ الشبكة وإشكالاتِ الانقطاع
لم تَعُد قصّةُ سولانا تدور فقط حول «أسرع بلوكتشين»؛ فقد تمكّنت خلال الربع الأوّل من ٢٠٢٥ من إطلاق برنامج حوافزٍ ضخمٍ للمطوّرين، وتشجيع نشر ألعابٍ عالية التفاعليّة تعتمد إمكانات التوصيل الفوريّ للمحافظ. وعلى الرغم من انقطاعٍ تقنيٍّ لمدّة ساعتين في مارس، فإنّ سرعةَ معالجة الخطأ أعادت بعض الثقة، ليُغلق SOL شهر يونيو فوق ١٤٥ دولارًا، مرتفعًا نحو ٤٠ ٪ منذ يناير.
قفزاتٌ على وقع الأخبار التنظيميّة
استفادت العملةُ من انتهاء ملفّها القضائيّ الأمريكيّ، حيث دخلت ريبل في عدّة شراكاتٍ مع بنوكٍ آسيويّةٍ لتسوية المدفوعات اللحظيّة بعملةٍ مستقلّةٍ عن شبكة سويفت التقليديّة. هذه التطوّرات دفعت السعرَ من ١٫٦٥ دولارًا مطلع العام إلى حدود ٢٫١٣ في منتصف يونيو. الملفُّ الأبرز الآن هو توسّع الاستخدام الفعليّ عبر الحدود؛ فإذا تحقّق على نطاقٍ واسعٍ قد يُحرِّك السعرَ إلى مناطق لم تُختبر منذ ٢٠١٨.
الأسبابُ الرئيسةُ لتفوُّق أو تراجع كلّ عملة
١- السياسة النقديّة الأمريكيّة: كلُّ زيادةٍ أو تثبيتٍ لسعر الفائدة ينعكس مباشرةً على شهيّة المخاطرة؛ البيتكوين الأكثرُ صمودًا لأنّ الطلب المؤسّسي يَتجاوز المضاربة البحتة.
٢- التطوراتُ التنظيميّة: XRP مثالٌ حيٌّ على قفزةٍ بعد حسمٍ قضائيّ؛ بينما ETH يَعلَق في انتظار موافقة ETF.
٣- هيكلُ العرض: الانكماشُ الصارم في البيتكوين، والحرقُ الدوريّ في BNB، مقابل نموذجٍ انكماشيٍّ مرنٍ في ETH.
٤- حالاتُ الاستخدام والتحالفات: سولانا تكسب مطوّري الألعاب، وريبل تكسب البنوك، بينما يهيمن البيتكوين على سرديّة التحوُّط.
٥- قوّةُ المجتمع (Network Effect): عدد العقد النشطة، حجم المطوّرين، وتنوّعُ المحافظ؛ جميعها عوامل تحدِّد قدرةَ أيّ شبكةٍ على تجاوز أزماتها.
نصائحُ استثماريّةٌ مُرتكِزةٌ إلى المقارنة
•نوّع محفظتك: اجمع بين البيتكوين للتحوُّط طويل الأجل، وعملةٍ ذات إمكان ابتكارٍ مرتفعٍ (مثل SOL)، وعملةٍ مدفوعاتٍ مؤسّسية (XRP) لمَزج العوائد والمخاطر.
•تابع مفكّرة القرارات التنظيميّة: إعلانٌ واحدٌ من لجنة الأوراق الماليّة قد يُغيِّر مسار السوق بالكامل في ساعاتٍ قليلة.
•احسب السيولة العالميّة: عندما تتراجع أحجام التداول يكون السوق أكثرَ عرضةً لقممٍ وقِيَعٍ حادّة؛ ضع أوامرَ إيقافٍ محكمةً ولا تُغامر برافعةٍ ماليّةٍ مرتفعة.
•ادمج التحليل الأساسيّ مع التقنيّ: مستوياتُ الدعم والمقاومة تظلّ مهمّةً، لكنّها تكتسب قوّةً إضافيّةً عندما تتوافق مع أحداثٍ أساسيّةٍ (ترقيةٌ تقنيّة، أو إدراجٌ بورصيٌّ جديد).
•حدِّد أفقًا زمنيًّا واضحًا: البيتكوين مناسبٌ لنهج «اشترِ واحتفِظ» لسنوات؛ بينما تُطلَب العملاتُ البديلةُ عادةً لاستراتيجيات تداولٍ أسرع، مع ضبطٍ مستمرٍّ للمخاطر.
خاتمة
أثبت النصفُ الأوّل من ٢٠٢٥ أنّ البيتكوين ما يزال المُحرِّكَ الأوّل للسوق، لكنّ قصصَ النجاحِ الجزئيّة التي صاغتها سولانا وXRP والإيثريوم أكّدت أن قيمةَ أيّ أصلٍ رقميٍّ لا تُبنى على رأس المال السوقيّ وحده، بل على مزيجٍ من التطوير التقنيّ، ودعم المستثمرين المؤسّسيّين، ووضوح الأطر التنظيميّة. وفي عالمٍ تتغيّر فيه العواملُ بسرعةٍ أكبر من أيّ وقتٍ مضى، يبقى نظامُ إدارةِ المخاطر الصارِم، والاطِّلاعُ المستمرّ على الأخبار، والتقييمُ العميقُ لمقوّمات كلّ مشروعٍ هي الركائزَ الأهمّ لبناء قرارٍ استثماريٍّ صائب، سواءٌ أكان في البيتكوين أم في غيره من العملات الرقميّة الناشئة.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق