نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «إكسبو 2020 دبي».. لحظة تاريخية ألهمت المبدعين لتوثيقها بعدساتهم - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 12:25 صباحاً
تستطيع الصورة الاحتفاظ باللحظة، والقبض على جزء من القصة، لكنها تتمكن من نقل الحكاية فيما بعد، ربما لا تنقل الحكاية كاملة، لكنها تبقى تحتفظ بذاكرتها الأولى، وتفاصيلها العتيقة مهما مر الزمن، لتبقى شاهدة على التغيرات التي حدثت على تلك التفاصيل الخاصة بالمنطقة أو المكان أو الأشخاص في تلك الصورة.
وفي دبي، اجتمع عدد من المصورين الشباب من الإمارات ومختلف أنحاء العالم، على إنجاز كتاب واحد يحمل صوراً خاصة بمعرض «إكسبو 2020 دبي»، الذي أقيم في دبي ولاقى نجاحاً مبهراً على كافة الصعد، وتمكنوا خلال ذلك الكتاب، المكون من جزأين، من توثيق وحفظ كل تلك الخطوات المتعلقة بـ«إكسبو 2020 دبي» منذ اليوم الأول للإعلان عنه وحتى نهاية الحدث.
فكرة
المصورة الإماراتية علا اللوز، صاحبة فكرة الكتاب، وهو بعنوان «أرشفة الحاضر»، عملت على التواصل مع العديد من المصورين والفنانين، سواء من الهواة أو المحترفين، الذين توافدوا على «إكسبو 2020 دبي»، أو كانوا من المغرمين بمتابعة الحدث بكاميراتهم، وأقنعتهم جميعاً بفكرة الكتاب ليبقى توثيقاً للحاضر، مشيرة إلى أن اللحظة الحاضرة ستكون في يوم ما ذكرى بحاجة إلى أرشفة، والصورة خير من يفعل ذلك.
وأكدت علا اللوز لـ«تليجراف الخليج» أن الكتاب في نسختيه عمل على أن يكون أرشيفاً كاملاً لـ «إكسبو 2020 دبي» منذ بدايته وحتى نهايته، بمشاركة 45 مصوراً من داخل الدولة وخارجها، بعضهم مقيم فيها والبعض كان زائراً للحدث، تمكنوا من رصد تفاصيل المعرض العالمي، الذي رأيت من الأهمية بمكان أن يتم توثيقه وحفظه بشكل يليق به للأجيال الحالية والقادمة أيضاً.
أرشفة
وأوضحت أن النسخة الأولى من الكتاب كانت بتواصل فردي منها مع المصورين المشاركين في «إكسبو 2020 دبي»، الذين تعرفت إليهم خلال الحدث، وتم الاتفاق على أرشفة الجزء الأول منه، ثم بعد التوسع في مشروعها وانتشار صدى النسخة الأولى من الكتاب، تمكنت من التواصل مع عدد أكبر من المصورين من كل أنحاء العالم وأقنعتهم بضرورة الانضمام لفريق الجزء الثاني من الكتاب، ليكون أرشيفاً متكاملاً لهذا الحدث التاريخي.
وحصلت اللوز على منحة وزارة الثقافة لطباعة النسخة الثانية من الكتاب، مؤكدة أن هذه المنحة ساعدتها هي وبقية المصورين ليروا أعمالهم حقيقة أمامهم مجسدة في كتاب يبقى لأزمنة طويلة.
وحول كيفية أرشفة الحاضر بالصورة، أكدت اللوز أن من الأهمية بمكان تذكير الأشخاص بأهمية توثيق اللحظة الراهنة، فالكثير منا يضع قيمة كبرى للصور الأرشيفية القديمة، ومشاعرنا تكون عارمة عندما نشاهدها، ولكن حين نتذكر أن الصورة اليوم ستكون أرشيفاً في المستقبل، فإن ذلك يجعلنا نهتم أكثر بأرشفة الحاضر ليبقى ذكرى في المستقبل كتلك الصور القديمة التي نحبها ونحنّ إليها.
توثيق
وفي السياق ذاته، أكدت مريم بن ثنية، النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن فكرة أرشفة الحاضر لم تكن موجودة ربما في فكر الغالبية منا، فقد كان الجميع يصور لتوثيق اللحظة نفسها أو تخليد الذكريات المرتبطة بها، أما التصوير للمستقبل فلم يكن موجوداً، وقالت: «عندما نصور حدثاً أو مكاناً أو مبنى، أو غير ذلك، هذا يجعلنا ننتبه إلى المحيط الذي نحن فيه، وهذا أمر غير سهل، خاصة أننا في زمن نبقى فيه مشتتين طوال الوقت، سواء بهواتفنا الذكية أو عملنا أو غيرها من الأمور التي لا تسمح لنا بعيش اللحظة الحالية، أما فكرة أرشفة الحاضر فهي تجبرنا على توثيق اللحظة، والاحتفاظ بها للحاضر والمستقبل، وتجعلني الصورة أتذكر كلما نظرت إليها تفاصيل المناسبة والحضور والمكان وأقارن كيف طرأت عليها جميعاً تغييرات الزمن».
رصد
المصور الإماراتي محمد العلوي شارك في الكتاب بنسختيه الأولى والثانية، حيث بدأ عشق التصوير لديه قبل 15 عاماً، ولا يزال يؤمن بأهمية الصورة في توثيق الماضي والحاضر والمستقبل، أشار إلى أن أول تجربة له في «إكسبو 2020 دبي» كانت مع المصورة الإماراتية علا اللوز، حيث اجتمع مع مصورين تواجدوا في الحدث الفريد من نوعه، كانوا يمارسون شغفهم بالتصوير، ويعلمون ويتعلمون ويتفاعلون بشكل جميل مع الحدث ومع بعضهم البعض. وأوضح أنه رصد أحداث «إكسبو دبي» منذ بدايته إلى نهايته، الناس الذين توافدوا إليه من مختلف الجنسيات والأعمار، والفعاليات التي حدثت فيه كعيد الاتحاد وغيرها من الأحداث.
وأضاف: «مصطلح الأرشفة ربما يكون مبهماً للبعض، أما عندما نضعه في إطار فني أو تصويري فتكون له أبعاد مختلفة، فالمصور يجسد القصة والمكان بعدسته، وكذلك السرد الذي يحدث بعد إنتاج الصورة وتأثر الناس بها، سواء في المعارض أو الكتب أو على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل استقبال الناس لها كأرشيف جميلاً».
أسلوب
الفنان سعيد شكري شارك بكتيب كامل يضم مختلف أجنحة «إكسبو 2020 دبي» قام برسمها عوضاً عن توثيقها بالكاميرا، مشيراً إلى أن ذلك كان أسلوبه في التقاط اللحظة والحفاظ عليها كذكرى للأجيال القادمة، تحكي لهم حكاية هذا الحدث العالمي الفريد، حيث كان يرسم يومياً منذ التاسعة صباحاً إلى العاشرة مساء، وتمكن من أن يرسم بأقلامه العديد من الصور التي ستبقى شاهدة على هذا الحدث التاريخي، وتبقيه حياً لسنوات طويلة قادمة، يمكن من خلالها إعادة تلك الأحداث والتعرف عليها، خاصة لمن لم يعاصرها.
0 تعليق