كشف تقرير استخباراتي أميركي أولي أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة بالتنسيق مع إسرائيل على مواقع نووية إيرانية، أخّرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، دون أن تؤدي إلى تدمير شامل كما أُعلن رسميًا.

وذكر التقرير، الذي نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر استخباراتية مطلعة، أن القصف أغلق مداخل منشأتين نوويتين، لكن لم تُدمر المنشآت تحت الأرض، فيما لا تزال إيران تحتفظ بمعظم مخزونها من اليورانيوم المخصب.

وأفاد التقرير أن إيران كانت قبل الضربة قادرة على إنتاج قنبلة نووية في غضون 3 أشهر، وبعد الضربات تأخر البرنامج النووي إلى أقل من 6 أشهر فقط، حسب تقديرات وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA).

كما أشار التقرير إلى أن طهران نقلت كميات من المواد النووية قبل تنفيذ الضربة، وربما إلى منشآت سرّية غير معلن عنها، الأمر الذي يثير تساؤلات حول فعالية القصف ونتائجه بعيدة المدى.

ورغم إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب أن “المنشآت النووية الإيرانية دُمرت بالكامل”، إلا أن التقييمات الاستخباراتية تفيد بعكس ذلك، وسط تأكيدات بأن الضربات ألحقت أضرارًا كبيرة بالنظام الكهربائي في منشأة فوردو، لكنها لم تنجح في تدمير البنية التحتية تحت الأرض.

وفي تعليقه على ما ورد في الصحف الأميركية، هاجم الرئيس ترامب الإعلام الأميركي قائلًا:

“‏CNN الكاذبة بالتعاون مع صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة، تحالفتا لتشويه نجاح ضرباتنا على منشآت إيران النووية. 14 قنبلة خارقة للتحصينات أصابت أهدافها بدقة… النتيجة: دمار شامل!”

في المقابل، اتخذت وزارة الدفاع (البنتاغون) موقفًا أكثر تحفظًا، إذ أشار رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كاين، إلى أن العملية “صُممت لإضعاف بنية الأسلحة النووية الإيرانية بشكل كبير”، مؤكدًا أن التقييم النهائي للأضرار لا يزال قيد الإعداد.

وتبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت إيران ستستأنف برنامجها النووي بوتيرة أسرع كرد على الهجوم، وسط تحذيرات من أن منشآت سرّية قد تتيح لها مواصلة التخصيب دون رقابة.