نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: خبراء: الصباح المثالي لدى المؤثرين خرافة - تليجراف الخليج اليوم الخميس 26 يونيو 2025 05:30 صباحاً
تليجراف الخليج - أسهمت ثقافة المؤثرين اجتماعيا في ترسيخ صورة لـ"الصباح المثالي“، عبر طقوس منسقة بدقة تبدأ قبل شروق الشمس وتتضمن حمامات جليدية، وعصائر خضراء، وتدوينًا يوميًا، وتأملًا، وممارسة التمارين الرياضية.
لكن خبراء يقولون إن هذه العادات المتطرفة أقرب إلى الخرافة منها إلى الوسيلة الفعلية للنجاح، وقد تكون أضرارها أكثر من منافعها، بحسب تقرير نشره موقع ”ميديا فيد“.
ما علاقة القهوة الصباحية بزيادة التوتر واختلال الهرمونات؟
فخ الإنتاجية المفرطة
اكتسبت فكرة أن النجاح يتطلب الاستيقاظ عند الخامسة صباحًا زخمًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وغالبًا ما تُقدَّم كعنصر لا غنى عنه في الأداء العالي. لكنّ علماء الأعصاب وباحثي النوم يتحدّون هذه الرواية.
وقال عالم الأعصاب راسل فوستر في محاضرة على منصة TED حول الإيقاع اليومي: "لا يوجد دليل على أن الاستيقاظ والنوم المبكرين يؤديان إلى المزيد من الثروة. لا يوجد فرق في الوضع الاجتماعي والاقتصادي“. ففكرة أن النهوض المبكر يعني نجاحًا أكبر تتجاهل عوامل أكثر تأثيرًا مثل التعليم، والفرص، والوراثة.
كما أنها تعزز ما يُعرف بـ"الإنتاجية السامة"، حيث تُربط قيمة الإنسان بمدى استغلاله لكل دقيقة من يومه. وهذا النمط من التفكير قد يؤدي إلى إجهاد مزمن وإنهاك طويل الأمد.
ليس الجميع مبرمجًا على الاستيقاظ المبكر
وفقًا لمؤسسة النوم الأميركية، فإن أنماط النوم البيولوجية، المعروفة باسم "الأنماط الزمنية“، تحدد ما إذا كان الشخص يميل بطبيعته إلى الاستيقاظ باكرًا أو السهر. وهذه الأنماط وراثية إلى حدٍّ كبير، ولا يمكن تغييرها بشكل دائم من خلال العادة أو الانضباط.
وقد تؤدي محاولة فرض روتين يبدأ عند الخامسة صباحًا على شخص يعمل دماغه بكفاءة أكبر في وقت لاحق إلى تراجع في التركيز وزيادة في التوتر والإرهاق. باختصار، لا يمكن للانضباط أن يتجاوز بيولوجيا الجسد.
نهج واقعي ومرن
بدلاً من تبني عادات صارمة، يشجّع الخبراء على تبني روتين صحي مرن ومستدام ويتناسب مع طبيعة كل فرد. وفيما يلي مجموعة من الاستراتيجيات المدعومة علميًا لبداية يوم أكثر اتزانًا:
1. استيقظ في الوقت نفسه يوميًا سواء كان ذلك الساعة 6 أو 9 صباحًا، فإن الحفاظ على وقت استيقاظ منتظم يساعد على استقرار الإيقاع اليومي للجسم. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة The Lancet أن الأنماط اليومية الثابتة ترتبط بتحسن جودة النوم والصحة النفسية.
2. التعرّض للضوء الطبيعي في الصباح الخروج إلى ضوء الشمس بعد الاستيقاظ يدعم الشعور باليقظة ويساعد على تنظيم هرمون الميلاتونين. ووفقًا للمكتبة الوطنية الأميركية للطب، فإن بضع دقائق في الضوء الطبيعي أو فتح الستائر يمكن أن يُحسِّن من مستويات الطاقة خلال النهار.
3. اشرب كوب ماء فور الاستيقاظ يساعد شرب الماء في الصباح على تعويض الجفاف الطبيعي الذي يحدث خلال النوم. وتشير الدراسات إلى أن الترطيب الجيد يحسن المزاج والوظائف الإدراكية.
4. استمع إلى الموسيقى أو بودكاست محفّز الاستماع إلى موسيقى مبهجة أو بودكاست ملهم يمكن أن يعزز الحالة النفسية والدافعية. وقد وجد باحثون في جامعة نيفادا أن الموسيقى تقلل التوتر بشكل ملحوظ وتُحسّن من التركيز العقلي.
5. التدوين، فقط إذا كان يناسبك، يُعد التدوين وسيلة مفيدة للتركيز والتفكير، لكنه ليس ضروريًا للجميع. ويقول خبراء إن التدوين الليلي قد يكون بنفس الفعالية، بل وقد يكون أكثر فائدة للبعض كوسيلة للاسترخاء ومراجعة أحداث اليوم.
حدد معنى النجاح بطريقتك الخاصة
بعكس ما يُروّج له، لا يُقاس النجاح بعدد المهام المنجزة قبل الإفطار أو بمدى الاستيقاظ باكرًا. بل يكمن النجاح الحقيقي في وضع روتين يُعزز الرفاه الشخصي والطاقة والتركيز، بغض النظر عن وقت المنبّه.
في نهاية المطاف، لا توجد وصفة موحدة لصباح مثالي. سواء بدأ يومك مع شروق الشمس أو بعده بساعات، ما يهم فعلًا هو الاستمرارية، والتوازن، واحترام إيقاع جسدك الطبيعي.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق