نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي الساعد يكشف عن الدروس المستفادة من الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران.. ويوضح أبرز مواصفات حروب القرن الجديد - تليجراف الخليج ليوم الخميس الموافق 26 يونيو 2025 11:29 صباحاً
تليجراف الخليج - علق الكاتب محمد الساعد، على الدروس المستفادة من الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران.
حرب الخليج
وقال الساعد في مقال له بعنوان "دروس مستفادة من حرب الخليج الثالثة!" المنشور بصحيفة "عكاظ": هناك الكثير من النتائج والكثير من الأسئلة التي لن تغادر منطقة الشرق الأوسط لسنوات قادمة إثر حرب الخليج الثالثة، لعل أبرزها أن الحروب لم تعد تنتهي بالاستسلام أو برفع الراية البيضاء، آخر استسلام شهدته البشرية كان استسلام خيمة صفوان بعد خسارة الجيش العراقي في حرب تحرير الكويت أمام قوات التحالف، وربما سننتظر سنوات طويلة لنرى استسلامًا آخر".
أولويات التسليح
وأضاف: في الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، هناك العديد من الأسئلة التي لن تجد لها إجابة قاطعة، وهناك أيضًا العديد من الدروس المستفادة التي ستتبناها الدول، والتي ستشكّل وجه الحروب القادمة وتغيّر من معادلات وأولويات التسليح لعقود طويلة، مشيرا: فبرغم تحليق الجيش الإسرائيلي فوق أجواء إيران طوال أسبوعين، إلا أن طائرات الدرونز والصواريخ العابرة حلّت محل الرافال والميغ والـF-14، وربما تزيح تأثيرها في المستقبل، أو تصبح ذات أولوية ثانوية في تسليح الجيوش.
سقوط صاروخ
ولفت: كما أن تطوير منظومات الدفاع الجوي، ومضادات الصواريخ، سيشكّل أولوية قصوى في المستقبل؛ إذ إن تأثير سقوط صاروخ على حي سكني أقوى إعلاميًا من سقوطه على قاعدة عسكرية، ومع إرسال مئات الصواريخ مصحوبة بالآلاف من الطائرات المسيرة، يتعمق التحدي أمام الدول، وسيجبر الجيوش المتقدمة على ابتكار المزيد من التقنيات الحديثة التي تساعد في التصدي للهجمات الصاروخية.
الطرف الآخر
وأكمل: لكن الأهم في نظري هو بناء فكرة الانتصار في الوجدان الشعبي: فلم تعد جميع الأطراف مقتنعة بفكرة الخسارة، بل إن إدارة تحقيق النصر أصبحت أكثر أهمية من تحقيقه فعليًا. ولعل هذا السؤال سيظل موضوع نقاشات عديدة، ولن يستطيع طرف أن يقنع الطرف الآخر من هزم ومن انتصر.
النقاشات والوساطات
وزاد: لقد تغيرت أساليب الحروب وأصبحت تُدار سياسيًا عبر النقاشات والوساطات، مع تقديم التضحيات والتنازلات. بل إن الوسطاء يقبلون ببعض التضحيات ليحصدوا شيئًا من ثمار المعركة، ثم تنفذ تفاصيل الاتفاق على الأرض من خلال قصف أو ضربات منسقة. وستظل العديد من الاتفاقات سرية، طالما أنها تحقق للمشرفين على المشهد «مصالحهم»، وسيتركون للشارع أن يصيغ وجدانه ويحقق أفراحه، حتى وإن كانت وهمية أو غير حقيقية.
طريقة التسليح
وواصل: أنه تحول عميق وعملي في أساليب الحروب الحديثة، فلم تعد الضربة الجوية قادرة على إحداث الاستسلام وإلحاق الهزائم بالجيوش كما حدث في حرب 1967 بين دول الطوق وإسرائيل، التي هُزمت في أول ساعتين، مردفا:" بلا شك، ستثار العديد من الأسئلة داخل أروقة السياسيين، لكن أكثرها أهمية داخل جيوش المنطقة ستكون: هل هم بحاجة إلى إعادة طريقة التسليح؟ وعلى ماذا يتم التركيز مستقبلًا؟ وأي الأسلحة أكثر تأثيرًا؟".
صناع القرار
وتساءل، قائلا:"هل الطائرات ذات التكلفة العالية، أم الصواريخ العابرة، أم الطائرات بدون طيار (الدرونز) خفيفة الحركة ومنخفضة التكلفة؟ وهل الجيوش بحاجة للاشتباك المباشر على الأرض كما كانت في الحروب التقليدية سابقًا أم لا ؟، وغالبًا سيبقى هذا السؤال يؤرق صناع القرار لسنوات طويلة"، مردفا: لقد أثبتت تجارب أوكرانيا وغزة -على سبيل المثال- أن الاشتباك المباشر بين القوات لم يُسفر عن انتهاء المعارك، ومع ثلاث سنوات في أوكرانيا وسنتين في غزة، لا تزال الاشتباكات قائمة، لأنها تعتمد على الإنسان، والإنسان لا يفنى.
الرايات البيضاء
وأردف: كما أن قواعد الاشتباك الجديدة التي فرضتها الحرب الأخيرة، تقول إن الحروب لم تعد تشن من أجل تحقيق الانتصارات فقط، بل لتحريك الملفات، وتطويق الأخطار دون رفع الرايات البيضاء، ودون إزاحة الأنظمة أو استبدالها.
حروب القرن
وتابع، قائلا:"أصبح من المهم عند خوض أي معركة أن تمنح خصومك انتصارات هنا وهناك، وأن تتبادل معهم النتائج، وتتفق على مناطق القصف قبل بدء العمليات، لتحقيق نتائج سياسية وشعبية، هذه هي حروب القرن الجديد التي لم تعد تشبه أي حروب سابقة".
0 تعليق