كوريا الشمالية تدشن أكبر موقع سياحي.. تحوّل اقتصادي أم دعاية داخلية؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كوريا الشمالية تدشن أكبر موقع سياحي.. تحوّل اقتصادي أم دعاية داخلية؟ - تليجراف الخليج اليوم الخميس 26 يونيو 2025 08:32 مساءً

في خطوة مفاجئة ومثيرة للانتباه، دشن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مشروعاً سياحياً ضخماً على الساحل الشرقي للبلاد، أطلق عليه اسم "منطقة وونسان – كالما السياحية"، وذلك بحضور عدد من كبار المسؤولين، إلى جانب زوجته وابنته، في مشهد نادر يعكس توجهاً متجدداً في لغة الرسائل السياسية الداخلية والخارجية.

المجمع الجديد، الذي يمتد على مساحة شاطئية بطول نحو 4 كيلومترات، يضم فنادق ومنتجعات ومرافق رياضية وترفيهية، ويُتوقع أن يستقبل ما يصل إلى 20 ألف زائر محلي سنويًا، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية.

افتتاح هذا المشروع يأتي في ظل ظروف اقتصادية خانقة تمر بها بيونغ يانغ، نتيجة العقوبات الدولية المفروضة بسبب برامجها النووية والصاروخية.

ومن هنا، يرى مراقبون أن هذا التحوّل نحو الاستثمار في السياحة يحمل أبعاداً اقتصادية براغماتية، تهدف إلى خلق موارد بديلة عن القطاعات العسكرية والتصنيعية الخاضعة للحصار.

ورغم أن حدود كوريا الشمالية لا تزال مغلقة أمام السياح الأجانب، باستثناء الزوار الروس، فإن الترويج المحلي لهذا المشروع يعكس محاولة لتأكيد قدرة النظام على الاستمرار في التنمية والبناء، رغم العزلة الدولية.

اللافت أيضاً، حضور السفير الروسي في مراسم الافتتاح، في إشارة واضحة إلى متانة التحالف المتزايد بين بيونغ يانغ وموسكو، وهو تحالف اتخذ في الأشهر الأخيرة أبعادًا عسكرية ولوجستية متعددة.

الزعيم والأسرة

من الناحية الرمزية، أثار ظهور كيم برفقة زوجته وابنته الصغيرة "جو-آي" كثيراً من التساؤلات. ففي بلد نادراً ما تظهر فيه عائلة الرئيس أمام العدسات، بدا أن الزعيم يسعى إلى تكريس صورة أكثر "أبوية" ومدنية، في تباين واضح مع صور التجارب الصاروخية والاستعراضات العسكرية.

ويرى مراقبون أن هذا الظهور قد يكون أيضاً تمهيداً ضمنياً لإعداد الرأي العام لفكرة التوريث السياسي، وهو أمر ظل محل تكهنات منذ ظهور "جو-آي" في عدد من الفعاليات الرسمية خلال العامين الأخيرين.

عموماً، يمثل مشروع "وونسان – كالما" رسالة استراتيجية في اتجاهين: داخلي، يقدّم للكوادر الحزبية والمواطنين نموذجاً "لنجاح ممكن" في ظل العقوبات. وخارجي، يُظهر للدول الصديقة – وعلى رأسها روسيا – قدرة النظام على تنفيذ مشاريع عمرانية وسياحية ضخمة، رغم الحصار والتضييق.

ولعلّ استخدام السياحة كأداة دبلوماسية داخلية، واستعراضها في الإعلام الرسمي، يؤكد سعي كيم إلى ترسيخ نموذج "القائد البنّاء"، مقابل الصورة النمطية للقائد العسكري المتصلّب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق