نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: بعد قمة لاهاي .. هل أصبح "الناتو" أقرب إلى الانخراط في أوكرانيا؟ - تليجراف الخليج اليوم الخميس 26 يونيو 2025 10:12 مساءً
تليجراف الخليج - أكد خبراء أن قمة "الناتو" الأخيرة في لاهاي، كشفت عن تحول لافت في الخطاب الغربي تجاه الحرب الأوكرانية، في ظل شعور أوروبي متزايد بالخطر الروسي، وتنامي الدعوات لتعزيز القدرات الدفاعية الذاتية.
وقال الخبراء، إن "تصريحات الأمين العام المقبل للحلف مارك روته، تُعد مؤشرًا على احتمال الانتقال من الدعم غير المباشر إلى مرحلة أكثر انخراطًا، لا سيما في ظل تسارع وتيرة التصنيع العسكري داخل أوروبا، ومحاولة بناء جبهة دفاعية مستقلة عن المظلة الأمريكية التقليدية".
مخاوف أوروبية
وقال الخبير في الشأن الروسي نبيل رشوان، إن "الأوروبيين باتوا يستشعرون الخطر الروسي بشكل متزايد، خاصة في ظل التقدم العسكري الكبير الذي تحرزه روسيا داخل الأراضي الأوكرانية".
وأكد رشوان لـ"إرم نيوز"، أن "أوروبا ملت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأدركت أنها بحاجة إلى الاعتماد على نفسها، وأن الأوروبيين بدأوا فعليًا في اتخاذ خطوات نحو بناء نظام دفاعي خاص بهم، يشمل تطوير صناعات عسكرية داخل القارة".
وأشار إلى أن "أوكرانيا أُدرجت ضمن هذا المسار، خاصة أنها تمتلك قاعدة صناعية عسكرية تعود إلى الحقبة السوفيتية، ما قد يُسهم في تطوير هذه القدرات خلال المرحلة المقبلة".
وحول إمكانية تدخل "الناتو" عسكريًا في أوكرانيا، استبعد رشوان هذا السيناريو في الوقت الراهن، مؤكدًا أن "الحلف لن يدخل أي حرب إلا إذا تأكد من ضعف خصمه".
وأضاف أن "التدخل قد يحدث لاحقًا، سواء عبر قوات حفظ السلام أو بأي صيغة دعم أخرى، ولكن ليس الآن، لأن روسيا ما زالت قوية وقادرة على المواجهة".
ورأى رشوان، أن "الحلف قد يسعى للتدخل في اللحظة المناسبة للحصول على (اللقطة الإعلامية) التي تُظهره كمحرّر لأوكرانيا من القبضة الروسية".
قمة "الرجل الواحد"
ومن جانبه، أكد الخبير في الشأن الروسي محمود الأفندي، أن قمة الناتو الأخيرة في لاهاي تُعد - من وجهة نظره - أفضل قمة لروسيا منذ قمة بوخارست العام 2008، مشيرًا إلى عدة مؤشرات اعتبرها دليلًا على تراجع دور الحلف وتزايد الهيمنة الأمريكية.
وأضاف الأفندي لـ"إرم نيوز"، أن القمة أظهرت بوضوح ما وصفه بـ"تحوّل الناتو إلى قمة الرجل الواحد"، في إشارة إلى الولايات المتحدة، التي باتت - بحسب تعبيره - تهيمن بالكامل على القرار الأوروبي.
ورأى أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سعى من خلال القمة إلى إرسال رسالة واضحة للأوروبيين مفادها أنه "الرجل الأقوى وصاحب القرار الأوحد في السلم والحرب"، على حدّ تعبيره.
وأشار إلى أن الاجتماع، الذي استمر ساعتين ونصف فقط على مستوى القادة، لم يتضمّن أي إشارات صريحة إلى "إذلال روسيا" أو "خسارتها الإستراتيجية"، بل اقتصر البيان الختامي على قضايا دفاعية عامة، ما اعتبره مؤشرًا على تحوّل في الخطاب السياسي داخل الحلف.
ولفت إلى تهميش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال القمة، إذ لم يُدعَ لحضور اجتماع القادة، واقتصر حضوره على مأدبة عشاء رمزية، ما اعتبره دليلاً على تراجع الدعم الغربي المباشر لأوكرانيا.
وأشار الأفندي إلى مشهد وصفه بـ"المحرج"، تمثل في ما اعتبره "توسّل" الأمين العام لحلف "الناتو" أمام ترامب، معتبرًا أنه "يعكس اختلال التوازن داخل الحلف، وأن الولايات المتحدة باتت تتعامل مع الناتو كأداة سياسية لا كتحالف دفاعي".
وتساءل الأفندي، عن مدى التزام واشنطن بتفعيل المادة الخامسة من ميثاق الحلف - التي تنص على أن الهجوم على دولة عضو يُعد هجومًا على جميع الدول - في حال اندلاع مواجهة مباشرة بين روسيا وألمانيا أو إحدى دول البلطيق، مرجّحًا أن تفضّل الإدارة الأمريكية أن يتحمل كل طرف تكلفة حمايته منفردًا.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق