مزاد في برشلونة يُثير جدلًا ثقافيًا: قطعة أثرية... - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مزاد في برشلونة يُثير جدلًا ثقافيًا: قطعة أثرية... - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 12:58 صباحاً

تُعرض اليوم الخميس، ضمن مزاد علني بمدينة برشلونة الإسبانية، قطعة أثرية يمنية نادرة، ما أثار موجة من التساؤلات والقلق حول مصير الآثار اليمنية المهددة بالضياع نتيجة عمليات النهب والتهريب المستمرة.

القطعة المعروضة هي شاهد قبر حجري ضخم يعود إلى مملكة قتبان القديمة، إحدى أعظم الحضارات التي ازدهرت في جنوب الجزيرة العربية قبل نحو ألفي عام، وتتراوح فترة تصنيعه بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي.

وتُعد هذه الشاهد دليلاً على الازدهار الفني والنحتي الذي كانت عليه تلك الحضارة، وهي تُعرض الآن كجزء من مجموعة "دار تمبلوم" للفنون الجميلة، إلى جانب عشرات القطع الأثرية النادرة من مختلف الحضارات الإنسانية.

ويصف الباحث اليمني المتخصص في علم الآثار، الدكتور عبدالله محسن، القطعة بأنها تحفة فنية استثنائية، تجسد رأس ثور منحوت بدقة عالية، وهو رمز تقليدي للقوة والخصوبة والحماية في الفن الجنائزي لليمن القديم.

ويقول محسن في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "القطع مميزة بتفاصيل دقيقة؛ مثل العيون اللوزية، والخطم البارز، والأذنين المرفوعتين، مما يعكس مدى براعة الصانع وتطور تقنيات النحت في تلك الفترة".

لكن المثير للجدل، بحسب الباحث، هو وجود نقش على الشاهد بخط المسند الجنوبي القديم، يبدو - من حيث الطراز والأسلوب - غير أصيل أو مُضاف لاحقًا، وهو ما يرجّح أن يكون قد أُدرج بهدف تعزيز القيمة السوقية للقطعة في سوق تهريب الآثار الدولي.

وتُعتبر الشاهد جزءًا من مجموعة خاصة تعود لجهة أوروبية، وهو أمر يعيد للأذهان حقيقة مريرة، وهي أن عمليات تهريب الآثار اليمنية لم تتوقف، بل تفاقمت مع تصاعد الأوضاع الأمنية وانهيار الدولة تحت وطأة الحرب المستمرة منذ سنوات.

ومع غياب الرقابة وغياب آليات الحماية المحلية والدولية، أصبحت كنوز اليمن التاريخية سلعة تُباع في مزادات العالم، بعيدًا عن موطنها الأصلي.

وتُعد هذه الحادثة جرحًا ثقافيًا جديدًا يضاف إلى قائمة طويلة من الانتهاكات التي طالت الإرث الحضاري لليمن، أحد أهم مراكز الحضارة في العالم القديم.

كما أنها تطرح أسئلة مؤلمة ومُلحة: إلى متى سيظل هذا الإرث العريق يُسرَق ويُباع في صالات المزادات؟ وأين دور الدولة اليمنية، وفي أي مستوى أعلى، المجتمع الدولي، في حماية تراث إنساني لا يُعوَّض؟

ويأمل المهتمون بالآثار والتاريخ أن تكون مثل هذه الوقائع دافعًا لتفعيل آليات حماية أكثر صرامة، وتشجيع التعاون الدولي لإعادة القطع الأثرية المنهوبة إلى بلدانها الأصلية، ووقف نزيف الحضارة اليمنية التي تُفقد شيئًا فشيئًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق