موضة تعكس الهوس بالجديد وتقليد المشاهير.. «لابوبو» سلوك شرائي يتواصل رغم التحذيرات والتحفظات - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: موضة تعكس الهوس بالجديد وتقليد المشاهير.. «لابوبو» سلوك شرائي يتواصل رغم التحذيرات والتحفظات - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 12:08 صباحاً

يتواصل هوس الإقبال على شراء «لابوبو» التي تحولت إلى ظاهرة رقمية واجتماعية بعد أن انتشرت في جميع أنحاء العالم، وأصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي بعد الجنون الدائر حول الرغبة في امتلاكها من قبل المشاهير والكبار قبل الصغار وشغلت عقولهم، حتى إن المطاعم ومحال الملابس والإكسسوارات والحقائب، أصبحت تتزين وتملأ المكان بملصقات اللعبة.

وأكد عدد من المختصين والتربويين والأطفال وأولياء الأمور أن الدمية ظهرت بداية على منصات التواصل الاجتماعي، كدمية غريبة الشكل، وسرعان ما تحولت إلى «ترند»، اجتاح كل المنتجات، مشيرين إلى أنه ربما تكون اللعبة بريئة، لكن الظاهرة تحتاج إلى توازن وتقنين، واحتضان تربوي على المستوى العالمي.

ولفتوا إلى أن بعض محال الملابس والمطاعم والحقائب والإكسسوارات بدأت بتخصيص تصاميم ووجبات كاملة مستوحاة من اللعبة، لجذب المستهلكين المولعين بهذه الدمية ما يرسخ ثقافة الاستهلاك المفرط وهدر الموارد.

ومن المشاهد المتكررة في إحدى زوايا محل تجاري مزدحم، كانت الطفلة مريم ذات التسعة أعوام، تمسك بدمية صغيرة ذات رأس دائري وأطراف قصيرة، تحتضنها كما لو كانت صديقتها المقربة، وبينما كانت والدتها تحاول إقناعها بترك اللعبة وشراء واحدة أكثر فائدة، كانت مريم تقول بحماس: «هذه لابوبو الشهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وجميع صديقاتي قمن بشرائها».

وعندما أبدت الأم استغرابها وجهلها بهذه الدمية، استنكرت ابنتها ذلك وقالت لها: كيف لا تعرفينها فالجميع يتحدث عنها ويعرفها وذيلت كلامها بعبارة «هذه ترند يا أمي».

وتقول ندى كريم ولية أمر: أصبحت كل طلبات أبنائي مرتبطة بهذه الدمية، الحقيبة، الملابس، وحتى الوجبات من المطاعم، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر بأن الأبناء ينجذبون إلى كل ما هو ترند من دون التفكير فيما هل هو مفيد من عدمه.

وتقول الطالبة سلامة العامري: كل صديقاتي عندهن هذه الدمية، وباقتنائها نشعر بأننا جزء من «الترند» ولسنا بمعزل عن العالم، لافتة إلى أن هذه الصيحات تمارس ضغطاً نفسياً قوياً ولا سيما على فئة الأطفال والمراهقين، وتجعلنا لا نرغب في الإقصاء عن مجتمعنا أو حتى بالتنمر لعدم مواكبتنا لأحدث الصيحات، فيتحول الاستهلاك إلى مؤشر إلى المكانة الاجتماعية من خلال الشراء القهري.

زيادة المبيعات

من ناحيته يقول بسام أبو عسل، مدير عمليات في أحد المطاعم، إن الترند يوجه القرارات الشرائية للمستهلكين، لذا تحرص المطاعم على متابعة الترندات وكل ما هو جديد لجذب المستهلكين، وبالفعل يظهر ذلك من خلال زيادة المبيعات.

وأكد أن الدمية المشار إليها حققت انتشاراً واسعاً ما يغري أصحاب المحال لمضاعفة مبيعاتهم عبر تخصيص منتجات مستوحاة منها أو حتى تحتوي على ملصقاتها.

روتين نفسي

ومن جهته يرى الخبير النفسي محمد نجفي أن هذا النوع من التعلق ينبع من تكرار المحتوى وتأثيره الحسي، مشيراً إلى أنه عندما تستخدم المؤثرات الحسية في تسويق المنتجات، تصبح جزءاً من روتينهم النفسي المرتبط بالفرح، وهذا ما تستغله المتاجر الذكية.

وقال إن المشكلة تبدأ حين يتحول التعلق إلى هوس، ويصبح الطفل عدوانياً أو منعزلاً إذا لم يحصل على هذه اللعبة أو لم يشاهد مقاطعها، كما يسعى الكبار أنفسهم إلى تقليد المشاهير والمؤثرين باقتناء هذه الدمية، مشيراً إلى أن اللعبة ذاتها قد لا تحمل ضرراً مباشراً، إلا أن التعلق المفرط بها يفتح الباب لتساؤلات حول طبيعة المحتوى الذي يستهلكه الأطفال، ومدى رقابة الأهل على ما يتابعونه.

نشاط إبداعي

وحذرت التربوية ريهام فوزي من تسليع الطفولة وتحويل رغبات الأطفال إلى سوق مفتوح، مشيرة إلى أن الخطر ليس في اللعبة بحد ذاتها، بل في أن يصبح المجتمع ضحية دائمة للترندات، وشددت على أهمية تعزيز مشاهدة المحتويات الهادفة، لا ما تفرضه عليهم الترندات.

وشددت على أهمية أن يتحاور الأهل مع أطفالهم، لا أن يمنعوهم فقط، كما يمكن تحويل حب الطفل لهذه الدمية إلى نشاط إبداعي، كصنع قصة عنها أو مسرحية، بدلاً من الاستهلاك السلبي.

وأضافت المعلمة إيمان حسين: لاحظنا أن العديد من الأطفال أصبحوا يحملون حقائبهم المدرسية وأدواتهم الدراسية المزينة بصور هذه الدمية لافتة إلى أنه يعد نوعاً من التعلق المفرط الذي قد يكون بريئاً، لكنه يحتاج إلى وعي من الأهل، ونصحت بضرورة تقديم بدائل للأطفال تثير نفس المتعة، مثل الأنشطة التفاعلية، والفنون الإبداعية، والألعاب القائمة على الألغاز.

طرق جديدة

وأوضحت الدكتورة شاكيل أجنيو أستاذة علم النفس بجامعة هيريوت وات دبى، أن ثقافة الترويج تبحث باستمرار عن طرق جديدة لجذب المشترين وتشكيل أذواقهم وتوجيه رغباتهم دون وعي، من خلال القوة الإقناعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضافت إن هذا ينطبق على دمية «لابوبو» التي تعكس قضايا أعمق في استهلاك العصر الرقمي حيث أصبحت الهوية والانتماء ورأس المال الاجتماعي مرتبطة بشكل متزايد بصيحات تقودها الخوارزميات والمؤثرون.

وأوضحت أن وسائل التواصل الاجتماعي أعادت تشكيل سيكولوجية الاستهلاك بشكل عميق، حيث يستغل المؤثرون مع المتابعين لتعزيز الارتباط العاطفي والثقة، ما يخلق بيئة خصبة للتسويق المقنع، هذا إلى جانب الآثار المسببة للقلق الناتج عن (الخوف من تفويت الفرصة)، فتشجع هذه الديناميكية الأفراد على الانخراط في استهلاك سريع مدفوع بالاتجاهات للحفاظ على الشعور بالأهمية والاندماج.

مكانة اجتماعية

وأضافت إن جوهر هذا السلوك يشير إلى شراء وعرض السلع ليس لقيمتها الوظيفية، ولكن لأنها تساعد على الإشارة إلى مكانة اجتماعية أو هوية معينة أو للشعور بالانتماء إلى هذا العالم، مشيرة إلى أن الخوارزميات قد تزيد من شعبية بعض السلع من خلال التضخيم وترويج المؤثرين.

وأشارت الدكتورة أجينو إلى أن هذا السلوك لا يعكس نظرة الأفراد إلى أنفسهم فحسب، بل يعكس أيضاً كيف يرغبون في أن يراهم الآخرون في محيطهم الاجتماعي ما يؤدي إلى زيادة في معدل الهدر والإفراط في الاستهلاك واستنزاف الموارد.

كسر المألوف

ولفتت الدكتورة آشا دولاب، أخصائية علم النفس السريري في دبي، إلى أن المتابعين ينجذبون إلى كل ما ينتشر بسرعة هائلة، مستغلاً 3 جوانب وهي العاطفة، والبصر، عنصر المفاجأة، مشيرة إلى أن الألعاب والمقتنيات مثل دمية لابوبو كسرت المألوف وهو الشكل الجمالي للدمى مثل «باربي» وغيرها، لا تتوافق مع توقعات المجتمع وهذا جزء من جاذبيتها لأنها تبدو حقيقية في عالم مليء بالكمال وفلاتر الصور.

وأوضحت أن جيل الشباب، ينجذب إلى الشخصيات غير المثالية، وغير المتوقعة، والتي يسهل التعاطف معها، فلم يعد الأمر يتعلق فقط بالهروب من عالم الخيال، بل يتعلق بإيجاد انعكاسات لمشاعرنا في صورة رقمية.

وأوضحت أن الصناديق العمياء التي تغلف الدمية تثير عنصر التشويق والفضول في أدمغة المستهلكين حيث لا تعرف أي نسخة ستحصل عليها، مما يفعل نظام الدوبامين، إذ إن فكرة وجود نسخة نادرة أو سرية تعزز هذه النشوة العاطفية لدى المستهلكين.

مزاج وسلوك

وأضافت إن مثل هذه الألعاب والمقتنيات تبني علاقات اجتماعية عابرة، حيث يشعر الأفراد بارتباط عاطفي بشخصية أو تجربة ما، ويمكن أن يمتد هذا الارتباط إلى الحياة الواقعية، ما يؤثر في المزاج والسلوك، وحتى التعبير عن الذات.

ونوهت بخطورة هذا السلوك على الأطفال على وجه الخصوص، حيث قد يتسبب التعرض المتكرر لشخصيات فوضوية أو فكاهية أو مشوهة، في عدم القدرة على التنبؤ لديهم، كما قد يخلق صعوبة في ضبط أنفسهم، ويؤثر بشكل سلبي في الأداء اليومي والنوم والدراسة والحياة الاجتماعية.

وأوضحت أن هناك جوانب إيجابية إذ إن التفاعل مع شخصيات مثل لابوبو، يعزز الإبداع ورواية القصص والاستكشاف العاطفي لدى الأطفال، مشيرة إلى أن اللعب القائم على التخيل يساعدهم على معالجة مشاعرهم السلبية، شريطة ألا تحل هذه الألعاب محل التواصل في العالم الواقعي.

اقرأ أيضاً:

تعليق مبيعات دمية "لابوبو" في المتاجر البريطانية بسبب حشود الراغبين في شرائها

«لابوبو»... وتحديات ضعف المناعة الثقافية

دمية تركب أمواج الـ«ترند».. ما قصة «لابوبو»؟

في انتظار «لابوبو»

هل هي مجرد دمية؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق