رسّخت موانئ دبي العالمية مكانتها كأحد أهم محركات التجارة الدولية، عبر سلسلة توسعات استراتيجية طالت موانئ ومحطات وخدمات لوجستية في قارات العالم الست، وأثبتت الشركة قدرتها على الاستجابة بفاعلية، وتقديم حلول متكاملة، وبناء بنية تحتية متطورة تدعم استدامة حركة التجارة الدولية في الوقت الذي تعاني فيه سلاسل الإمداد العالمية من التباطؤ والتعقيد. وامتدت توسعات موانئ دبي العالمية من البرازيل إلى السنغال، ومن لندن إلى السخنة، لتجسد استراتيجية تهدف إلى إعادة تعريف دور مشغلي الموانئ في الاقتصاد العالمي الحديث، حيث تجاوزت هذه التوسعات حدود الامتداد الجغرافي، ورفعت الطاقة التشغيلية إلى أكثر من 100 مليون حاوية نمطية، ضمن خطط تنموية شاملة شملت الطاقة المتجددة، والابتكار الرقمي، والاستحواذ على خدمات نقل جديدة.

أمريكا اللاتينية

في البرازيل، وقّعت موانئ دبي العالمية اتفاقاً مع شركة السكك الحديدية «رومو» لبناء محطة شحن ضخمة في ميناء سانتوس، مخصصة لنقل الحبوب والأسمدة بطاقة 12.5 مليون طن سنوياً، وباستثمار يبلغ 500 مليون دولار. ويعتبر هذا المشروع استثماراً في مستقبل الأمن الغذائي وسلاسل القيمة الزراعية في أكبر اقتصاد بأمريكا اللاتينية.

أما في بيرو، فقد استكملت موانئ دبي العالمية مشروع توسعة ضخم بقيمة 400 مليون دولار في ميناء كالاو، والذي سيعزز قدرة مناولة الحاويات في المحطة الجنوبية للميناء بنسبة 80%، ويرسخ مكانة كالاو كبوابة رئيسية للتجارة العالمية على الساحل الغربي لقارة أمريكا الجنوبية.

وركز مشروع توسعة «بايسنتينيال بير» على زيادة طول الرصيف من 650 متراً إلى 1050 متراً، مما يجعل كالاو أحد الموانئ القليلة في أمريكا الجنوبية القادرة على استيعاب ثلاث سفن، أو سفينتين ضخمتين، في وقت واحد. وقد رفع المشروع قدرة المناولة من 1.5 مليون حاوية نمطية (قياس 20 قدماً) إلى 2.7 مليون حاوية نمطية سنوياً، كما تمت أيضاً توسعة ساحة الحاويات لتصل مساحتها الإجمالية إلى 40 هكتاراً.

أوروبا

في المملكة المتحدة، ضخّت موانئ دبي العالمية استثماراً قدره مليار جنيه استرليني في ميناء «لندن جيتواي»، مضيفة أرصفة جديدة ومحطة سكك حديدية متقدمة، ما يجعل الميناء قادراً على استقبال أكبر السفن في العالم، ويعيد تشكيل سلاسل الإمداد البريطانية.

وسوف يكون «لندن جيتواي» أكبر ميناء بحري في المملكة المتحدة، حيث سيتعامل مع 55% من شحنات المملكة المتحدة القادمة عبر جنوب شرق البلاد، ويتعامل الميناء مع نحو 2.4 مليون حاوية، ومن المتوقع أن تتعزز السعة بنحو 1000000 حاوية عند افتتاح الرصيف 4 في وقت لاحق من الشهر الجاري. وسيبلغ إجمالي طول الرصيف 1680 متراً بعد عمليات التوسعة الجديدة. وفي تركيا، عزّزت الشركة حضورها عبر دمج عملياتها مع مجموعة «إيفياب»، ما أدى إلى ولادة «دي بي ورلد إيفياب»، التي تستهدف تعزيز الربط التجاري بين أوروبا وآسيا.

وبموجب اتفاق «دي بي ورلد إيفياب»، تستحوذ مجموعة موانئ دبي العالمية على حصة قدرها 58% في «إيفيابورت»، في حين تحصل مجموعة «إيفياب» على حصة 42% في «دي بي ورلد ياريمجا»، ونتج عن عملية الدمج مساحة لرسو السفن تبلغ 2088 متراً، وتسمح بوجود أكثر من سفينة حاويات من الحجم الكبير جداً في كلتا المحطتين في وقت واحد.

آسيا

أنجزت مجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، عملية الاستحواذ على شركة «كارجو سيرفيسز فار إيست»، المزود العالمي لخدمات سلاسل التوريد، التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها. وتعمل شركة «كارجو سيرفسيز فار إيست ليمتد» في الأنشطة اللوجستية المتكاملة، بنقل المنتج من أرض المصنع إلى عتبة باب المتعامل، ويعمل لديها أكثر من 2500 موظف في الصين الكبرى (الصين القارية، وتايوان، والمناطق الإدارية الخاصة هونغ كونغ وماكاو)، وفي جميع أنحاء آسيا وأوروبا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية. وأصبح لدى مجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد» بهذا الاستحواذ الآن، أكثر من 115 ألف موظف يعملون في أكثر من 800 موقع حول العالم.

الشرق الأوسط وأفريقيا

وفي الإمارات، أطلقت الشركة مشروع «بهارات مارت» في دبي– سوق تجارية عملاقة تربط بين المصنعين الهنود والأسواق العالمية – ضمن خطط الدعم. وفي السعودية، بدأت الشركة أعمال التطوير في «حديقة جدة اللوجستية»، أكبر منطقة لوجستية متكاملة في المملكة.

وفي مصر، انطلقت المرحلة الأولى من مشروع «السويس لوجستيكس بارك»، على مساحة 300 ألف متر مربع ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ما يعزز من قدرة مصر التنافسية كمحور ربط بين آسيا وأفريقيا.أما في السنغال، فقد بدأت المرحلة الأولى من أعمال بناء ميناء ندايان بتكلفة 1.2 مليار دولار، والذي سيعالج نحو 1.2 مليون حاوية سنوياً، ويعد أحد أكبر الاستثمارات اللوجستية في غرب أفريقيا.

استثمار في المستقبل

وتبنت موانئ دبي العالمية تحولاً رقمياً غير مسبوق من خلال تطوير منصة «CARGOES»، التي دمجت بين تتبع الشحنات، والجمارك الرقمية، وتمويل التجارة، ما سمح بخفض زمن معالجة الشحنات وتوفير ملايين الدولارات على شركاء الشركة.

وأصدرت مجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، باعتبارها مساهماً رئيسياً في الاقتصاد الأزرق المستدام، سندات زرقاء بقيمة 100 مليون دولار لتمويل مشاريع مستدامة تشمل النقل البحري والبنية التحتية للموانئ والتعامل مع التلوث البحري، إضافة إلى المبادرات الإيجابية في مجال حماية البيئة والمياه. ونجحت المحطات التابعة لها في تحقيق معدل اعتماد على الكهرباء المتجددة بلغ 65% في الربع الثالث 2024، مع التزام بخفض الانبعاثات بنسبة 42% بحلول 2030. وعلى صعيد الخدمات اللوجستية، أطلقت موانئ دبي العالمية شبكتها العالمية للشحن، حيث افتتحت 200 مكتب شحن في أكثر من 90% من طرق التجارة العالمية.