في تطوّر فلكي أثار فضول العلماء، حذّر عالم الفيزياء الفلكية غراهام جونز من أنّ كوكب الأرض يشهد تسارعاً غير معتاد في دورانه حول محوره، ما قد يؤدي خلال أسابيع إلى تسجيل أقصر يوم في التاريخ. وبحسب التوقعات، فإن اليوم المرتقب قد يصادف أحد هذه التواريخ: 9 أو 22 يوليو، أو 5 أغسطس 2025، بفارق زمني لا يتجاوز 1.66 مللي ثانية عن الـ24 ساعة المعتادة.

ورغم أن هذا التغير يبدو طفيفاً، فإن تسارع دوران الأرض يمثّل ظاهرة غير مسبوقة، خاصة أن الكوكب كان طوال العقود الماضية يتباطأ بفعل تأثيرات المد والجزر الناتجة عن جاذبية القمر.

ومنذ عام 2020، بدأ العلماء يسجلون تراجعاً طفيفاً في طول اليوم، بأرقام ميكروسكوبية، لكنها دقيقة للغاية بفضل استخدام الساعات الذرية.

حتى الآن، لا يملك العلماء تفسيراً قاطعاً لهذا التسارع، لكن بعض التوقعات تشير إلى ارتباط الظاهرة بحركة القمر حول الأرض وتغيّر موقعه بالنسبة إلى خط الاستواء.

ليس البعد النظري للظاهرة هو ما يثير، بل تأثيرها المحتمل في أنظمة التكنولوجيا العالمية التي تعتمد على دقة زمنية عالية مثل الأقمار الصناعية والمزامنة الإلكترونية.

أما على المدى البعيد، فيرجّح بعض الباحثين أن يتزامن دوران الأرض مستقبلاً مع مدار القمر، ما قد يؤدي إلى اختفاء ظاهرة المد والجزر وظهور وجه واحد فقط للقمر من الأرض.

ومع أن تأثير هذه التغيرات لا يُشعر به على المستوى اليومي حالياً، إلا أنه يفتح باباً واسعاً للأسئلة حول استقرار كوكبنا، ودقّة ما نظنه ثابتاً.. فالزمن، كما يبدو، ليس أبدياً على حاله.