نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: نور الحق أقوى.. بين الحصار في شعاب مكة وغزة - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء الموافق 2 يوليو 2025 01:38 مساءً
كتبت د. ميمونه عبد ربه -
في العام السابع من البعثة اجتمعت قريش على ظلمٍ لم يُشهد له مثيل في تاريخ العرب حين كتبت صحيفة المقاطعة وعلقتها في جوف الكعبة تحظر على القبائل التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن آمن معه و أقاربه( بني هاشم وبني عبد المطلب) لا بيعًا ولا شراءً لا زواجًا ولا حمايةً ولا يكلموهم و لا يجالسوهم .
هذه المقاطعة كانت شاملة اقتصادية واجتماعية ونفسية هدفها كسر شوكة محمد صلى الله عليه وسلم وتفريق الناس عنه و تسليمه لهم لقتله .
لقد قضى النبي وأصحابه في شعب أبي طالب ٣ سنوات حتى أصبح يسمع صوت بكاء أطفالهم من شدة الجوع حتى اضطروا إلى أكل أوراق الشجر .
فاليوم التاريخ يُعيد نفسه في (غزة هاشم) حيث لا ورقة تُؤكل ولا ظل يُحتمى به بل صواريخٌ فوق الرؤوس ودماءٌ تغسل الشوارع وحصارٌ خانق حتى أضحى الجوع رفيقًا، والعطشُ قاتلًا والخوفُ مقيمًا.
شتّان ما بين الأمس واليوم من حيث الوسائل والادوات لكن الظلم واحد. في شعب مكة كانت الأبواب مؤصدة واليوم تُقصف الأبواب على من فيها. في المقاطعة الأولى كان الحصار من بشرٍ بأيديهم الأقلام واليوم من دولٍ بأيديها الطائرات والقنابل .
من لم يتأمل مقاطعة النبي وأصحابه في مكة لن يفهم الصمود الذي تبديه غزة. ومن لم يقرأ التاريخ بعينٍ إنسانية لن يعرف أن الحصار يُكسر بالصبر والثبات والإيمان بعدالة القضية لا بالقوة .
وفي ظل هذه المعاناة، يبرز الموقف الأردني الرسمي والشعبي كموقف أخلاقي وإنساني مشرّف يُعيد التذكير بثوابت الأمة.
فقد عبّر الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني عن موقف ثابت وراسخ في دعم الشعب الفلسطيني ورفض العدوان على (غزة هاشم) والدعوة المستمرة إلى وقف إطلاق النار وفتح المعابر ورفع الحصار فورًا.
لم يكتفِ الأردن بالمواقف السياسية بل تجاوزها بالفعل الإنساني، عبر إرسال المستشفيات الميدانية والطواقم الطبية وتسيير قوافل الإغاثة من الهيئة الخيرية الهاشمية، لتكون رسالته واضحة: "لن تُتركوا وحدكم "
غزة لا تطلب المستحيل، بل تطلب كسر الظلم، وإنهاء الاحتلال، ورفع الحصار، وحقّ الحياة.
كما انتصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رغم قلة العدد والعُدة ستنتصر غزة لأنها تُشبه الأنبياء في صبرهم وتُشبه الأحرار في عزيمتهم.
المقاطعة الأولى كتبها كفار قريش فمزقها الحق. أما حصار غزة فكتبه جبناء هذا العصر وسيُمزق هو الآخر حين تعلو الإرادة وتنهض الأمة من سباتها.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق