نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: حياة وجوهرة تكتبان فصلهما الأول مع الريشة الطائرة - تليجراف الخليج اليوم الخميس 3 يوليو 2025 09:00 صباحاً
في مشهد نادر وفريد على الساحة الرياضية، تجتمع الموهبة والإصرار تحت سقف واحد، حين تحمل شقيقتان صغيرتان طموحات كبيرة، وتصنعان معاً طريقاً جديداً في واحدة من الرياضات الواعدة بدولة الإمارات.
حياة وجوهرة خليفة، الأولى في الثالثة عشرة من عمرها، والثانية تصغرها بعام واحد، لكن خطواتهما في ملاعب الريشة الطائرة تبدو أكبر بكثير من سنهما.. تمضيان في مشوارهما بثبات، وتجمعهما شراكة ليست فقط في النسب، بل في الطموح والأحلام والتتويجات.
بدأت القصة في نادي النصر، حين اختارت حياة أن تدخل عالم الريشة الطائرة بشغف دفعها سريعاً نحو البطولات والمنصات، قبل أن تلتحق بها شقيقتها جوهرة، مستلهمة التجربة، لتخوض التحدي إلى جانبها، ويصبحا ثنائياً لافتاً في البطولات المحلية.
ورغم صغر سنهما، استطاعت كل منهما أن تحقق إنجازاتها الخاصة، وأن تكتب اسمها في قائمة اللاعبات المصنفات على مستوى الدولة، في مشهد يعكس صورة مشرقة عن مستقبل الرياضة النسائية في الإمارات.
وفي تصريحات لـ «تليجراف الخليج»، كشفت الشقيقتان عن كواليس رحلتهما، من التدريبات الأولى وحتى الصعود إلى منصة التتويج، مروراً بالدعم العائلي والمنافسات المشتركة، والطموحات التي تحملها كل منهما للوصول إلى منصات التتويج القارية والعالمية.
منذ اللحظة الأولى التي أمسكت فيها المضرب، أيقنت حياة خليفة أن الريشة الطائرة ستكون مشروع إنجاز حقيقياً، وطريقاً نحو رفع علم الإمارات في البطولات الكبرى، لم تكن تتجاوز الثانية عشرة من عمرها حين تربعت على قمة الترتيب في فئة أكبر منها عمراً، لتعلن نفسها واحدة من أبرز المواهب الصاعدة في الرياضة الإماراتية.
وفي تصريحاتها لـ «تليجراف الخليج»، كشفت حياة عن تفاصيل مشوارها، مؤكدة أن بدايتها كانت عام 2022، حين جذبتها سرعة اللعبة وتكتيكها العالي، لتقرر خوض التحدي بكل ما تملك من شغف، قائلة: «أحببت هذه الرياضة من اللحظة الأولى، وأعجبتني فكرتها في التحدي الفردي والتكتيك العالي، شعرت أنني أستطيع التميز فيها».
وتابعت: «بدأت التدريب بانتظام، وواجهت فئات عمرية أكبر وجنسيات آسيوية، مما ساعدني على تطوير مهاراتي».
ورغم حداثة سنها، سرعان ما أثبتت نفسها في البطولات المحلية، إذ حصدت المركز الأول في بطولات الشارقة، أبوظبي، الفجيرة، وبطولة شرطة دبي الرمضانية، إضافة إلى بطولات المدارس الحكومية، وصولاً إلى بطولة الإمارات المفتوحة تحت 17 سنة، والتي تعتبرها نقطة التحول الأبرز في مشوارها.
وقالت حياة: «في بطولة الإمارات المفتوحة 45 للريشة الطائرة بالنادي الهندي، كنت أصغر من معظم المشاركات، وكنت وقتها في الثانية عشرة من عمري، ورغم ذلك حصلت على المركز الأول ولقب المصنفة الأولى تحت 17 سنة، وهو إنجاز أعتز به كثيراً».
ورغم طبيعة اللعبة الفردية، فإن وجود أختها جوهرة بجانبها جعل المشوار مختلفاً، قائلة: «كنا نتدرب سوياً ونتبادل النصائح، وشعرت دوماً أنني لست وحدي»، مشيرة إلى أن التنافس بينهما كان صحياً، وأن الدعم العائلي لعب دوراً مهماً في تعزيز طموحاتهما.
ولا تخفي اللاعبة الشابة طموحاتها الكبيرة، إذ تحلم بتمثيل دولة الإمارات في البطولات القارية والدولية، والتأهل إلى أولمبياد الشباب، معربة عن أملها في تحقيق ميدالية ذهبية تليق باسم الوطن.
واختتمت حديثها برسالة ملهمة للفتيات الإماراتيات، قائلة: «آمني بنفسك، ولا تترددي في دخول عالم الرياضة.. الرياضة تبني الشخصية وتعزز الثقة، والريشة الطائرة تمنحك مساحة لإبراز ذاتك وتحقيق التميز».
ولم تبدأ جوهرة خليفة مسيرتها الرياضية من أرض الملعب، بل من المدرجات، حيث كانت تراقب شقيقتها الكبرى حياة وهي تخوض التدريبات بحماسة.. تلك المشاهد التي رافقتها في بدايات عام 2022، سرعان ما تحولت إلى دافع حقيقي لخوض التجربة بنفسها، لتلتحق برياضة الريشة الطائرة وتبدأ رحلة مختلفة، كان شغف الأسرة وأجواء التحدي الأخوي أبرز ملامحها.
وقالت جوهرة لـ«تليجراف الخليج»: «كنت أشاهد حياة وأشعر بالحماس، وأرافقها أحياناً إلى الملعب.. أعجبتني روح المنافسة عندها، وأحببت اللعبة من خلالها، فقررت أن أبدأ التدريبات أيضاً، نعم.. حياة كانت مصدر إلهام لي».
ومنذ التحاقها بنادي النصر تحت إشراف اتحاد الإمارات للريشة الطائرة، لم تستغرق جوهرة وقتاً طويلاً لتترك بصمتها، إذ حققت المركز الأول في بطولة الألعاب المدرسية بدبي، وتوجت كذلك بذهبية بطولة شرطة دبي للريشة الطائرة في الهواء الطلق، ضمن فئة تحت 13 سنة، لتؤكد قدرتها على تحقيق الإنجازات في سن مبكرة.
لكن تلك المسيرة لم تكن خالية من التحديات، لا سيما في الموازنة بين الدراسة والتدريبات، والحفاظ على اللياقة البدنية والتركيز الذهني... وقالت جوهرة: «كنت أملك ميولاً لهوايات أخرى، وكنت أضعف من الناحية البدنية، وأحياناً أشعر بالتعب، لكن الدعم من المدربين والأسرة ساعدني على الاستمرار، والمشاركة ضد لاعبات أكبر سناً طورت من مستواي كثيراً».
وعن العلاقة الخاصة بشقيقتها حياة داخل المنتخب، قالت جوهرة: «العلاقة بيننا قوية جداً، نكون سنداً لبعضنا في المعسكرات، ونتعامل كفريق.. طبعاً توجد روح تنافسية، لكنها صحية، وكل واحدة تحب أن تتفوق في فئتها، ونحتفل دوماً بنجاح بعضنا». وللأسرة دور بارز في هذه المسيرة، لا سيما الأم التي رافقتهما في كل تمرين وبطولة، حيث قالت جوهرة: «أمي لم تفارقنا لحظة... الأسرة وفرت لنا كل الإمكانات، وزرعت فينا حب التحدي والنجاح».
أما عن رؤيتها لمستقبل اللعبة في الإمارات، فأكدت جوهرة أن الطريق أمامها واعد، مشيرة إلى وجود دعم جيد من الجهات المختصة، لكنها تأمل في زيادة المعسكرات الخارجية والاحتكاك الدولي، باعتبارها أدوات مهمة لصقل المهارات ورفع المستوى الفني للاعبات.
0 تعليق