في حفل رسمي أقيم في قصر الشعب بدمشق، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، الخميس، عن إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، التي يتصدرها شعار عقاب ذهبي تعلوه ثلاث نجمات.

وقال الشرع، في كلمته خلال المراسم، إن الهوية الجديدة تمثّل "سوريا الموحدة التي لا تقبل التقسيم، من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها"، في إشارة إلى رفض أي مشاريع انفصال أو تقسيم جغرافي أو سياسي.

الهوية الجديدة التي جاءت ثمرة عمل لفريق متخصص بالتعاون مع عدد من مؤسسات الدولة، أعادت استخدام طائر العقاب الذي اعتمدته سوريا أول مرة عام 1945، قبل حكم حزب البعث، لكن مع تعديلات جديدة، أبرزها إضافة ثلاث نجوم ترمز – بحسب بيان وزارة الإعلام – إلى "تحرر الشعب"، وخمس ريشات من ذيل العقاب تمثل المناطق السورية الخمس: الشمالية، الشرقية، الغربية، الجنوبية، والوسطى.

وقالت الوزارة إن الهوية تحمل خمس رسائل رئيسية، أبرزها "بداية عهد جديد منبثق من إرادة الشعب"، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية، و"عقد وطني جديد" يعيد صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع.

وشهدت ساحة الجندي المجهول على جبل قاسيون تجمعًا شعبيًا واسعًا لمتابعة المراسم، وسط انتشار أمني، ورفعت في الساحة شاشات عملاقة وشعارات وطنية، فيما ردد المشاركون هتافات من بينها "ارفع راسك فوق أنت سوري حر" و"واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، إلى جانب رفع الأعلام السورية الجديدة ذات النجوم الحمراء الثلاث.

غسان خليف، أحد سكان دمشق، قال من ساحة الاحتفال إن الهوية الجديدة تمثل له "سوريا الكرامة"، مشيرًا إلى أن "الكرامة كانت مفقودة سابقًا، واليوم استُعيدت".

ووصفت مواطنة أخرى المشهد بأنه "حياة جديدة"، فيما قال ناصر أبو راشد، الذي حضر الحفل مع زوجته، إن إطلاق الشعار "يشبه تحقيق حلم طال انتظاره".

وفي مشهد احتفالي موازٍ، شهدت عدد من المدن السورية، من بينها حلب وحمص واللاذقية وطرطوس ودرعا ودير الزور، فعاليات مشابهة شارك فيها الأهالي في الساحات العامة.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة إجراءات أعلنها الشرع منذ توليه السلطة في ديسمبر 2024، بعد خلع الرئيس السابق بشار الأسد، وكان أبرزها حل مجلس الشعب السابق، وتوقيع إعلان دستوري ينظم مرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات، وتشكيل حكومة انتقالية جديدة.