نعمت مختار، الراقصة المصرية التي تركت أثرًا لا يُمحى في الفن المصري، عاشت حياتها ممزقة بين المجد الفني والشعور العميق بالذنب، الذي لازمها حتى آخر أيامها، وسعت دومًا للتكفير عنه بكل ما أوتيت من وسائل.

وُلدت عام 1932، ومرت بطفولة صعبة؛ إذ فرت مع والدتها من والدها، لتجدا المأوى في منزل الراقصة نبوية سليم، وهناك بدأت نعمت أولى خطواتها في عالم الرقص بشارع محمد علي، الذي كان في ذلك الوقت مركزًا للحياة الفنية.
لم يقتصر طموحها على الرقص، بل دخلت عالم التمثيل، وشاركت في أعمال درامية من أبرزها مسلسل "بنت الحتة" و"سعدية الغجرية"، حيث أظهرت موهبة لفتت الأنظار.
إلا أن مسيرتها لم تخلُ من الجدل، فقد أثارت موجة من الاستياء حين ظهرت في إحدى الرقصات وهي ترتدي مصحفًا حول رقبتها، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضدها، وانتهى الأمر بمحاكمتها.
وفي خطوة اعتبرها البعض محاولة للتوبة، قررت نعمت بناء مسجد من مالها الخاص، لكنها فضّلت أن تظل المبادرة سرًا، حتى لا تتحول إلى مادة إعلامية، وانتظرت حتى اكتمل البناء لتكشف عن الأمر.
بحلول عام 1974، اتخذت قرارًا نهائيًا بترك الفن والرقص، وصرّحت لمجلة "الموعد" اللبنانية، بأنها استعادت ذاتها، وتعيش أجمل أيام حياتها في قربها من الله.