نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الذكاء الاصطناعي فرصة لإعادة تشكيل أنماط التعلّم والعمل - تليجراف الخليج اليوم السبت 5 يوليو 2025 09:54 صباحاً
أكد أكاديميون ومختصون أن القفزة النوعية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يشهدها العالم بمختلف القطاعات، فرصة لإعادة تشكيل أنماط التعلم والعمل وخلق وظائف لم تكن موجودة من قبل، لافتين إلى أهمية التأهيل المهني وتوسيع المهارات وتنويعها.
وأشاروا إلى أن التحدي الأهم يكمن في سرعة استجابة المؤسسات التعليمية والحكومات وسوق العمل للتطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأوضحوا لـ«تليجراف الخليج» أنه بحسب تقرير حديث صادر عن LinkedIn، فإن وظائف الذكاء الاصطناعي في الإمارات تشهد نمواً سنوياً بنسبة 74%، ما يجعلها من أسرع الوظائف نمواً في الدولة.
فيما أشارت وزارة الموارد البشرية والتوطين إلى أن الطلب على الوظائف التقنية سيرتفع بنسبة 15% خلال العام الجاري، مع التركيز على مجالات الابتكار والاستدامة والتحول الرقمي.

وقال الأكاديمي الدكتور عيسى البستكي، إن التاريخ الاقتصادي يخبرنا أن كل ثورة صناعية أو تكنولوجية مرت بها البشرية جلبت معها مخاوف، لكن في النهاية أدت إلى إعادة تشكيل سوق العمل وليس تدميره بالكامل وارتفع دور الإنسان بسبب هذا التغير التقني ولم يقل، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يلغي الوظائف بقدر ما سيعيد تشكيلها.
ولفت إلى أن الوظائف الروتينية والمكررة هي الأكثر عرضة للخطر، بينما تنمو الحاجة إلى محللي البيانات، ومطوري الخوارزميات، ومصممي الذكاء الاصطناعي ومطوري هندسة التلقين.
وأضاف أن دولة الإمارات تنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة تمكين لا إقصاء ولا تهميش، حيث أطلقت الحكومة «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031»، التي تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية والصناعية والتجارية والخدمية والتعليمية دون الاستغناء عن العنصر البشري.
بل تأهيله وتدريبه، عبر إعادة توجيه الطاقات نحو وظائف أعلى قيمة، وأكثر إبداعاً، مؤكداً أن المهم هو الاستثمار في التعليم والتدريب المستمر.
وشدد البستكي على دور الجامعات في رفع المهارات أو توسيعها أو تنويعها ليستعد الفرد استعداداً كاملاً في مواكبة التغيرات السريعة للوظائف وتطوير مهاراته حسب تطوير الوظائف، أو اندثار الوظائف، أو استحداث الوظائف.
مشيراً إلى أن المستقبل سينصاع لمن يتكيف مع طفرة التغيير من الوقت المرن والمكان المرن والمدرب أو المعلم المرن والمنهج المرن والتخصص المرن أيضاً.
وأضاف، أن هناك أيضاً مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الحكومات ومؤسسات التعليم والتدريب لتأهيل الأفراد وتمكينهم من اكتساب هذه المهارات المستقبلية، حتى لا يتحول الذكاء الاصطناعي إلى عامل تهميش وإقصاء، بل إلى أداة تمكين وتقدم تعود بالنفع على الجميع.
وظائف جديدة

ورأى الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية أن الذكاء الاصطناعي لا يشكل تهديداً بقدر ما هو فرصة لإعادة تشكيل أنماط العمل والتعلم والإنتاج.
مشيراً إلى أن العديد من الوظائف ستتغير، وستنقرض أخرى، لكن بالمقابل ستنشأ وظائف جديدة في مجالات لم تكن موجودة من قبل، تستند إلى مهارات التفكير التحليلي، والابتكار، والتفاعل مع التقنيات الذكية.
وأوضح أن جامعة حمدان الذكية تبنت منذ تأسيسها نهجاً استباقياً في توظيف التكنولوجيا لتعزيز جودة التعليم، وتعكف حالياً على دمج الذكاء الاصطناعي ضمن البنية التربوية والبرامج الأكاديمية، بهدف إعداد أجيال قادرة على التكيف مع مستقبل متغير، والمساهمة في رسم معالمه.
وقال الدكتور العور: إن التحدي الحقيقي ليس في سرعة تطور الذكاء الاصطناعي، بل في سرعة استجابتنا كمؤسسات تعليمية وحكومات وسوق عمل، لتهيئة بيئة مرنة تعيد تأهيل الكفاءات، وتستثمر في رأس المال البشري، وتعزز ثقافة التعلم مدى الحياة.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي، إذا ما ووجه بالشكل الصحيح، سيكون أداة لتمكين الإنسان، وليس لإقصائه، لا شك أن الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة، لكنه لا يعني نهاية الوظائف، بل تحولها، والتحدي الحقيقي يكمن في سرعة تأقلم الأفراد والمجتمعات مع هذا التحول، من خلال إعادة التدريب والتأهيل وتبني مهارات المستقبل.
تأثير نهائي

بدوره قال الأكاديمي، الدكتور محمد أحمد عبد الرحمن: لا يمكن إنكار أن الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة سوق العمل، ولكن لا يمكن الجزم بأنه سيكون بالضرورة ظاهرة سلبية.
فالتأثير النهائي له على الوظائف سيعتمد على كيفية استخدامه وتنظيمه، إذا تم استخدامه بشكل مسؤول، مع التركيز على تطوير مهارات الكوادر البشرية وتوفير فرص التدريب والتأهيل.
ورأى أنه يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي قوة دافعة للنمو والازدهار، ومحفزاً للنمو والابتكار؛ كونه يحرر البشر من المهام الروتينية، ما يتيح لهم التركيز على المهام الإبداعية والمعقدة التي تتطلب مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.
حل استراتيجي

من جهته، قال البروفيسور خالد المري، إنه مع التحول الذي يفرضه الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، تصبح مهارات التأهيل المهني وإعادة التأهيل هي الحل الاستراتيجي.
فبينما تستحوذ الآلات على المهام الروتينية الإدارية واليدوية، تنشأ وظائف جديدة تتطلب قدرات متقدمة في تحليل البيانات، وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وتنسيق الأتمتة، والأمن السيبراني.
وأضاف أن دولة الإمارات تعتبر نموذجاً رائداً في هذا المجال عبر «الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031»، كما توفر برامج أكاديمية وتنفيذية مرنة عبر الجامعات والمنصات الإلكترونية لإعادة التأهيل المهني وتطوير المهارات الحالية.
لافتاً إلى أن القطاعين الحكومي والخاص يدعمان هذه الجهود مالياً ولوجستياً، ما يسهل على الموظفين الانتقال من وظائف تقليدية إلى أدوار رقمية جديدة أو تعميق خبراتهم الحالية.
وأوضح المري أنه بفضل هذه المبادرات، يمكن مثلاً لموظف خدمة العملاء أن يتقن الدعم الرقمي، أو لمدير المشاريع أن يحترف تحليل البيانات اللحظي لاتخاذ قرارات أكثر دقة.
مشيراً إلى أنه تبقى المبادرة الشخصية مفتاح النجاح، فالموظف القادر على التعلم المستمر وصقل مهاراته هو من يحافظ على مكانته المهنية، ويقود مستقبل العمل في عصر الذكاء الاصطناعي.
عصا سحرية

وقال الأكاديمي الدكتور عبد اللطيف الشامسي: إن الذكاء الاصطناعي ليس قدراً حتمياً يؤدي إلى فقدان الوظائف، كما أنه ليس عصاً سحرية لحل كل مشكلات الإنتاجية، هو ببساطة أداة قوية تعتمد نتائج استخدامها على كيفية إدماجها ضمن سياسات عادلة واستراتيجيات تنموية رشيدة تضع الإنسان في قلب العملية الإنتاجية، لا على هامشها.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي سيدخل في القطاعات كافة، سواء الطبية والهندسية والصناعية والزراعية والتجارية والصحية والتعليمية، ما يعني ضرورة تطوير مهارات العاملين في تلك القطاعات.

بدوره، قال ألفريد منسى، خبير تقني، إن التكنولوجيا الحديثة قادرة على فتح آفاق جديدة لوظائف لم تكن موجودة من قبل، خاصة تلك التي تتطلب الإشراف على الأنظمة الذكية وتطويرها وصيانتها، فضلاً عن الوظائف التي تعتمد على التفكير الإبداعي والابتكار وحل المشكلات المعقدة التي يصعب أتمتتها كلياً.
0 تعليق