إبراهيم في مؤتمر البقاع التاسع للأورام في مستشفى تل شيحا: الورم قد يسكن الجسد لكنه لن ينتصر على الإنسان - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: إبراهيم في مؤتمر البقاع التاسع للأورام في مستشفى تل شيحا: الورم قد يسكن الجسد لكنه لن ينتصر على الإنسان - تليجراف الخليج ليوم السبت 5 يوليو 2025 08:07 مساءً

استضاف ​مستشفى تل شيحا​ في ​زحلة​ للمرة التاسعة على التوالي ​مؤتمر البقاع للأورام​، برعاية وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، ممثلًا برئيسة مصلحة الصحة في البقاع لارا البراك، وذلك بتنظيم من جمعية زحلة لرعاية مرضى السرطان "ZACC" بالتعاون مع مستشفيي اوتيل ديو وتل شيحا.

وألقت لارا البراك كلمة وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين، حيث أشارت إلى "أنني أنوه بأهمية وضرورة تفعيل مثل هذه المؤتمرات الهادفة إلى تبادل الخبرات حول الأمراض السرطانية والتطورات الأخيرة في تشخيصها وعلاجها، وأحدث الجراحات والعلاجات الكيميائية والشعاعية، إضافة إلى تقديم منصات تفاعلية للأطباء والممرضين والعاملين في المجال الطبي. كما أحيي جميع أفراد الطاقم الطبي من أطباء وممرضين وعاملين في القطاع الصحي في منطقة البقاع على جهودهم وتفانيهم في عملهم".

واضافت "إن العمل كفريق طبي متعدد التخصصات يضمن تقديم رعاية متكاملة تلبي جميع احتياجات المريض، وقد أثبتت الأبحاث أن هذا النهج يساهم في تحسين نتائج العلاج وزيادة رضا المرضى. كما أن التطورات الحديثة، مثل دراسة الجينات والعلاجات المناعية المخصصة واستخدام التقنيات الرقمية، تفتح آفاقًا جديدة لاكتشاف المرض مبكرًا وتقديم علاجات أكثر فعالية وأقل ضررًا، مما يمنح الأمل في مستقبل أفضل لمرضى السرطان. ويجب أن يكون المريض محور كل قرار، بحيث تهدف جميع طرق العلاج إلى تحسين تجربة المريض وجودة حياته ونتائج علاجه".

وأوضحت أنّه "يبقى علاج السرطان في صدارة أولويات وزارة الصحة العامة، بسبب التهديد الكبير الذي يمثله على أعداد متزايدة من المرضى. وكانت الوزارة قد أطلقت في العام 2023 الخطة الوطنية لمكافحة السرطان في لبنان، التي أُعدت بدعم من شركاء محليين ودوليين، وأصبحت ضرورة ملحة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة وتزايد التحديات الاقتصادية".

وفي كلمة له خلال المؤتمر، أشار رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك رئيس مستشفى تل شيحا المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، إلى أنّ "عشق الشفاء هو نصف الدواء، والعلاج هو رقص مع الحياة، لا مع الممات".

وقال "نحن هنا اليوم لا لنناقش مرضًا فقط، بل لنتأمل حكاية الإنسان حين يتعرض للاهتزاز العميق في كيانه: الجسد ينهار، النفس تتألم، ولكن في القلب لا تزال شمعة مضيئة تُقاوم"، مضيفًا "الورم السرطاني، من منظور علمي، هو نمو غير منضبط لخلايا الجسد. خلايا تتحول من خادم إلى خائن، ومن عنصر من عناصر التوازن إلى سبب في الانهيار. إنه كالتعصب في الدين، اختلال في توازن الإيمان، إلى أن يأتي العلاج كدعوة للتأمل، للمواجهة، للعودة إلى الذات، وإلى الله. إذا استُعمل الدين أداة سلطة، أو تم تحريفه، فإنه قد يتحول من دواء إلى ورم آخر أي إلى فساد ديني، أو نفاق، أو قمع باسم المقدس".

وذكر أنّ "الخلل لا يأتي من الخارج دائمًا. في أحيان كثيرة، العدو ينشأ من داخل المنظومة، حين يفقد أحد عناصرها إحساسه بحفظ الحدود. سواء كانت خليةً تنمو بجنون، أو ضميرًا يضعف أمام الإغراء، فإن الحاجة إلى التوازن، والوعي بحدود الذات، هي الدواء الحقيقي".

وتابع إبراهيم: "مثلما أن الخلية تنقلب على نظام الجسد، كذلك يفعل الفساد الأخلاقي في المجتمع وفي الوطن: يبدأ صغيرًا، ينمو في الخفاء، يتغذى على الضعف، ثم يُدمّر ما حوله. وكما نحارب الورم بالدواء والجراحة، فإننا نحارب الفساد بالضمير، بالإيمان، وبقيم راسخة. فالدواء في كلتا الحالتين ليس فقط علاجًا، بل فعل حب، وفعل مقاومة"، مشيرًا إلى أنّ "التدخل الطبي ليس غزوًا، بل تسونامي محبة".

وقال "لكن علينا أن ننتبه: ليست كل معركة ضد المرض تُكسب بالجسد. في منظومة الإيمان المسيحي، الشفاء لا يعني دائمًا الشفاء الجسدي. فالرب يسوع يقول: "كل شيء ممكن للمؤمن" (مرقس 9:23) لكن هذا لا يعني أن من لم يُشفَ ليس مؤمنًا. بل إن هناك نوعًا آخر من الشفاء لا نراه بالعين، بل نلمسه في العمق. شفاء في نظرة رجاء، في صمت صلاة، في سلام عميق وسط الألم".

وأوضح أنّ "المرض قد يُهين الإنسان، لكن نظرتنا للمريض هي التي قد تُهينه أكثر. هذه النظرة تُضعف كرامته، وتُفسد علاقة الثقة بينه وبين الطبيب، وتُعطل العلاج".

وختم المطران ابراهيم: "نعم، الورم قد يسكن الجسد، لكنه لن ينتصر على الإنسان. الإيمان، الحب، والكرامة... هم آخر ما ينهار. في قلوبكم، أيها الأطباء كما في قلوب المرضى، وميض نور، لا ينطفئ. شكراً".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق