عاد محمود شريف لاعب منتخب الإمارات للبلياردو من طنجة المغربية وهو يحمل في جعبته إنجازاً استثنائياً، بعد أن توج بثلاث ميداليات ذهبية في بطولة كأس الاتحاد العربي للبلياردو والسنوكر، مؤكداً مكانته كأحد أعمدة المنتخب الوطني الإماراتي.. حيث حقق الذهب في منافسات الفردي لكل من 9 كرات و10 كرات، إلى جانب ذهبية الفرق التي أحرزها إلى جانب زميله خالد الزرعوني، في تأكيد جديد لحضوره القوي في الساحة العربية ومسيرته المستمرة في رفع راية الإمارات في المحافل الرياضية.

وفي تصريحات لـ«تليجراف الخليج»، وصف محمود شريف مشاركته في بطولة كأس الاتحاد العربي بأنها واحدة من أنجح المحطات في مسيرته الرياضية، نظراً لما حملته من تحديات ومسؤوليات، قائلاً: «المشاركة كانت ممتازة، وكنت جاهزاً للدفاع عن اللقب لأنني صاحب لقب النسخة السابقة، وهو ما وضع على عاتقي مسؤولية إضافية للحفاظ على هذا الإنجاز.. لكن الأهم من الدفاع عن اللقب، هو أنني تمكنت هذه المرة من إحراز ثلاث ميداليات ذهبية لدولتي الإمارات، وهو شرف كبير لأي رياضي يرتدي قميص المنتخب الوطني ويسعى إلى رفع علم بلاده في كل المحافل الدولية».

وأوضح أن البطولة لم تكن سهلة، وأنه تعامل مع كل مباراة بتركيز كامل وإصرار على تقديم أفضل أداء ممكن، مشيراً إلى أن شعوره بالمسؤولية تجاه الوطن كان دافعه الأكبر لتحقيق هذا الإنجاز، إلى جانب حرصه على مواصلة مسيرة النجاح التي بدأها منذ سنوات مع المنتخب الوطني.

وعن شعوره بتحقيق إنجاز فردي مزدوج لأول مرة في مسيرته، عبر شريف عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز، واصفاً اللحظة بأنها من أبرز المحطات الشخصية له كلاعب، وقال: «على المستوى الشخصي، الشعور كان رائعاً، لأنها المرة الأولى التي أتوج خلالها بذهبيتين فرديتين في البطولة نفسها.. كنت على أتم الاستعداد لهذه اللحظة، فقد عملت كثيراً من أجلها، ووضعت هذا الهدف نصب عيني قبل انطلاق البطولة، لحظة التتويج كانت مليئة بالفرح والفخر، خاصة أن رفع علم الدولة عالياً هو الحلم الأكبر لأي لاعب إماراتي، لأن الإمارات مكانها الطبيعي هو الذهب والمراكز الأولى، وهذا الإنجاز جاء تتويجاً لعمل جماعي وجهود مستمرة، وليس فقط لحظة نجاح فردية».

إصرار وتخطيط

وأضاف أن هذه اللحظات تعني له الكثير، فهي تعكس حجم الإصرار والتخطيط والعمل المتواصل الذي يسبق كل بطولة، مشيراً إلى أن الفوز بلقب فردي واحد إنجاز، أما الفوز بلقبين فرديين خلال بطولة واحدة، فهو تأكيد على الجاهزية العالية والثبات الذهني والفني في مواجهة أقوى المنافسين.

أما عن سر النجاح في مسابقة الفرق، فأكد شريف أن التفاهم مع زميله خالد الزرعوني كان أحد أهم أسباب التتويج، مشيراً إلى أن علاقتهما داخل وخارج الملعب تمتد لسنوات طويلة، حيث جمعتهما العديد من البطولات والمواقف التي عززت من انسجامهما، قائلاً: «أنا وخالد أصدقاء منذ زمن بعيد، ومنذ انضمامنا إلى المنتخب ونحن نلعب سوياً في بطولات كثيرة.. هذا التاريخ المشترك خلق بيننا تفاهماً كبيراً في طريقة اللعب، واتفاقاً على كيفية إدارة المباريات، سواء من حيث توزيع الأدوار أو التعامل مع لحظات الضغط، في كل بطولة ندخلها، نكون على يقين بأننا قادران على إحراز العديد من الإنجازات والميداليات، لأننا نثق في إمكانيات بعضنا البعض، وندرك أن التعاون والعمل الجماعي هو طريق النجاح، وهذا ما تحقق في طنجة، حيث انعكس انسجامنا في الأداء والنتائج».

تحديات

وعن التحديات التي واجهته خلال البطولة، أوضح شريف أن ضغوط الحفاظ على المستوى العالي، والتعامل مع قوة المنافسين وتنوع المباريات في فترة زمنية قصيرة، كانت من أبرز الصعوبات التي واجهها، قائلاً: «التحدي كان في الحفاظ على التركيز طوال أيام البطولة، خاصة مع تعدد المسابقات وتوالي المباريات دون فترات راحة طويلة.. إلى جانب ذلك، واجهنا منافسين أقوياء من دول مختلفة، وكل مباراة كانت تحتاج إلى استعداد ذهني وفني خاص، وبفضل العمل الجاد والاستعداد المسبق، استطعت تجاوز هذه التحديات وتحقيق الهدف الذي وضعته أمامي».

ووجه رسالة شكر وعرفان إلى القيادة الرشيدة، قائلاً: «أود أن أشكر دولتي الإمارات، فنحن دائماً على استعداد تام لتمثيلها وخدمتها في كل المجالات.. وأهدي هذا الإنجاز إلى القيادة الرشيدة، كما أتقدم بالشكر إلى الشيخ جمعة بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم رئيس اتحاد الإمارات للبلياردو والسنوكر، تقديراً لدعمه المتواصل للعبة وللاعبيها.

وعن المرحلة المقبلة، أكد شريف أن طموحه لا يتوقف عند حدود البطولات العربية، بل يمتد إلى العالمية، قائلاً: «من خططي المستقبلية أن أواصل رفع علم الإمارات في المحافل العالمية، فهذا هو الإنجاز الحقيقي.. أستعد حالياً للمشاركة في بطولة العالم، وهي البطولة الأكبر في عالم البلياردو، وحلم أي لاعب.. ستقام في شهر يوليو الجاري في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وأسعى خلالها لتحقيق مركز مشرف يعكس مكانة الإمارات وتطور رياضة البلياردو فيها».