عز الدين الحداد .. ”شبح القسام” الذي يدير... - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عز الدين الحداد .. ”شبح القسام” الذي يدير... - تليجراف الخليج اليوم الأحد 6 يوليو 2025 03:51 صباحاً

في قلب صراع غزة المستعر، برز اسم عز الدين الحداد كأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا وغموضًا داخل الجناح العسكري لحركة حماس؛ الرجل الذي أطلقت عليه الأوساط الإعلامية لقب "شبح القسام"، بات اليوم في موقع القائد الحقيقي للعمليات النوعية التي تستهدف الجيش الإسرائيلي، وسط تعقيدات المشهد العسكري والسياسي في القطاع.

قائد ميداني بوزن استثنائي

بحسب ما أوردته عدة تقارير دولية وإقليمية، تصاعد دور عز الدين الحداد في صفوف كتائب عز الدين القسام بشكل لافت، خصوصًا بعد مقتل أبرز قادة الصف الأول للحركة، مثل يحيى السنوار وشقيقه محمد السنوار، إضافة إلى مروان عيسى، أحد أبرز العقول العسكرية في حماس؛ هذا الفراغ القيادي دفع بالحداد، المعروف بقدراته الميدانية وتكتيكاته المعقدة، إلى صدارة المشهد.

مصادر إعلامية عدة، منها "المدن" و"الجزيرة"، كشفت أن الحداد يشرف بشكل مباشر على إدارة العمليات النوعية في غزة، خصوصًا المعارك التي دارت في مخيم جباليا، والتي شهدت استنزافًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي، ويُعتقد أن الحداد يقود هذه العمليات بتنسيق محكم، معتمدًا على خبرة ميدانية طويلة وأساليب تخفٍّ متقنة، أكسبته سمعة الشبح الذي لا يُرصد.

العقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى"

أحد أبرز الأدوار التي تثبت نفوذ الحداد العسكري هو إشرافه الكامل على عملية "طوفان الأقصى"، الهجوم غير المسبوق الذي شنّته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023، واستهدف المستوطنات والبلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة.

في مقابلة نادرة بثّتها قناة الجزيرة ضمن برنامج "ما خفي أعظم"، كشف الحداد عن تفاصيل الاستعداد للعملية الكبرى، والتي وصفها بأنها نُفّذت بتنسيق دقيق بين الضربات الصاروخية والهجمات البرية والمسيّرات، كما أوضح الحداد أن العملية استهدفت بشكل رئيسي مواقع عسكرية وحواجز حدودية، مع تعليمات خاصة لأسر الجنود والمستوطنين، ما شكّل صدمة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

حامل "الفيتو" على اتفاقيات التهدئة

ولم يقتصر نفوذ الحداد على الجبهة العسكرية فقط، بل تعدّاه إلى طاولة المفاوضات السياسية غير المباشرة، فقد ذكرت تقارير لصحف عالمية مثل "التايمز" و"نيويورك تايمز" أن الحداد يمتلك فعليًا حق تعطيل أو الموافقة على أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما ظهر جليًا في تأخر التوصل لاتفاق تهدئة عبر الوساطة الأميركية والقطرية خلال الأشهر الماضية.

الحداد، وفق تصريحات نُقلت عنه، يشترط انسحابًا إسرائيليًا كاملاً من القطاع، وتقديم ضمانات دولية، قبل القبول بأي تهدئة دائمة، وهو ما يجعل مصير الهدوء أو التصعيد في غزة مرتبطًا بشكل مباشر بقراراته داخل المجلس العسكري لحماس.

قائد الجناح العسكري الأوحد بعد اغتيال السنوار

في الثالث عشر من مايو 2025، وبعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت القيادات البارزة لحماس، تم تعيين عز الدين الحداد رسميًا قائدًا عامًا لكتائب عز الدين القسام في قطاع غزة، وبذلك، بات الحداد الرجل الأقوى ميدانيًا في الحركة، وصاحب القرار العسكري الأعلى، في وقت يعيش فيه القطاع حالة حرب مفتوحة منذ شهور.

صحيفة "الوطن المتحدة" وموسوعة "ويكيبيديا" وثقتا هذه الخطوة، مشيرتين إلى أن الحداد بات المطلوب الأول لدى إسرائيل، نظرًا لدوره المحوري في تصعيد المقاومة وتنفيذ الهجمات النوعية.

عين الاستخبارات الإسرائيلية تلاحقه

مصادر استخباراتية إسرائيلية وأجنبية، أبرزها مؤسسة "التايمز أوف إسرائيل"، وصفت الحداد بأنه "العقبة الأصعب" أمام استقرار الأوضاع في غزة، مشيرة إلى أن الرجل يتّبع أسلوبًا بالغ الحذر في تحركاته، معتمدًا على التخفي والسرية المطلقة، ما يجعل محاولات اغتياله معقدة للغاية.

وتضيف التقارير أن الحداد، رغم تصاعد نفوذه، ما زال يحافظ على شبكة اتصال محدودة، ويحرص على الابتعاد عن وسائل التكنولوجيا الحديثة، في إطار استراتيجية دقيقة لتفادي الرصد والملاحقة.

تأثير الحداد في مستقبل غزة

تحركات عز الدين الحداد لا تقتصر على الميدان العسكري، بل تلقي بظلالها أيضًا على مستقبل غزة السياسي والأمني، فالرجل الذي يجمع بين الحنكة العسكرية والقرار الاستراتيجي أصبح اليوم طرفًا رئيسيًا في أي تفاهمات إقليمية أو دولية تتعلق بالقطاع.

ويرى مراقبون أن أي سيناريو للتهدئة، أو حتى تصعيد جديد، سيظل مرهونًا بشكل كبير بمدى رغبة الحداد في المضي قدمًا بالعمليات العسكرية، أو الاستجابة للضغوط الإقليمية والدولية للتهدئة، وهو ما يجعل شخصه مفتاحًا لفهم المرحلة المقبلة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

توصيات للرصد والمتابعة

من المهم لمراكز الأبحاث وصنّاع القرار متابعة تحركات عز الدين الحداد عن كثب، خاصةً فيما يتعلق بتصريحاته النادرة عبر المنصات الإعلامية كقناة الجزيرة، أو التطورات الميدانية في مناطق نفوذ كتائب القسام، تحديدًا شمال غزة ومخيم جباليا.

وتشكّل الاتصالات غير المباشرة بين حماس والوسطاء الدوليين، خصوصًا تلك التي يشارك فيها الحداد أو يضع شروطها، مؤشرًا حيويًا يمكن من خلاله استشراف مستقبل الأوضاع الأمنية في غزة، والوقوف على فرص التهدئة أو احتمالية تجدد التصعيد.

خلاصة المشهد

عز الدين الحداد، الرجل الغامض الذي خرج من الظلّ إلى دائرة القرار العسكري في غزة، يمسك اليوم بزمام المبادرة في العمليات النوعية ضد إسرائيل، ويملك سلطة تعطيل أو إقرار أي اتفاق لوقف إطلاق النار، ما يجعله اللاعب الأكثر تأثيرًا في معادلة غزة، وسط صراع معقد لا يبدو أن نهايته قريبة.

عز الدين الحداد، شبح القسام، قائد كتائب القسام، العمليات النوعية في غزة، طوفان الأقصى، محمد السنوار، يحيى السنوار، مروان عيسى، المقاومة الفلسطينية، غزة، حماس، اتفاق وقف إطلاق النار، التصعيد في غزة، جباليا، كتائب عز الدين القسام، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عز الدين الحداد الجزيرة، عز الدين الحداد ويكيبيديا، قائد حماس الجديد، المجلس العسكري لحماس، العمليات الخاصة في غزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق