نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الكساد الكبير.. "صفقة روزفلت" للفنون الأمريكية المعاصرة - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 11:23 مساءً
رشا عبد المنعم
في أواخر عشرينيات القرن العشرين وأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، تسبب الكساد الكبير في أضرار كبيرة للعالم، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكنه وللمفاجاة قد رسم خارطة طريق لجديدة لمسار الفنون التشكلية وتقنياتها وكذلك الموضوعات التى تناولتها خلال تلك الحقبة .
ولتبين حقيقة ما حدث بكثير من الدهشة والحماس لأعمال خالدة على مر العصور علينا ان نستحضر وواقع الفنون المعاصرة في تلك الحقبة عبكافة تفاصيلها ومنها سقوط سوق الأسهم عام 1929، مما أدى إلى بطالة جماعية، وتشرد، وتدهور جودة المعيشة في جميع أنحاء البلاد.
صفقة روزفلت
في عام 1933، تم انتخاب فرانكلين د. روزفلت رئيسًا للولايات المتحدة. تحت شعار "صفقة جديدة"، و تم إدراج الفنانين كجزء من هذه الصفقة عبر توفير تمويل غير مسبوق لهم لإنتاج فنونهم، والتي تميزت في تلك الفترة بكثير من التقنيات أهمها الطباعة الحجرية (الليثوغراف) واللوحات الزيتية ، ضمن مشروع "الفن الفيدرالي" ، الذي أُنشئ بواسطة روزفلت عام 1935 لدعم الفنانين الذين يعانون من ظروف صعبة، معتبرًا إياهم عمالًا مهمين، في جميع أنحاء البلاد.
من خلال مشروع "الفن الفيدرالي"، حصل العديد من الفنانين على موارد كثيرة خلال فترة الكساد الكبير، حيث عمل مئات الآلاف من الفنانين من عام 1935 حتى 1943، بعد دخول الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية مباشرة. هؤلاء الفنانون أبدعوا لوحات، منحوتات، صور فوتوغرافية، وغير ذلك. كانت أعمالهم تصور العمل والصناعة الأمريكية من المزارع إلى المدن الصغيرة إلى حياة الحضر النابضة بالحياة، حيث وصلت العمارة وفنون الــــ " آرت ديكو " إلى عنان السماء.
النمو الصناعي
ومع أن ذلك كان غير مسبوق بالنسبة لرئيس أمريكي قبل الكساد الكبير وبعده، فقد وفر روزفلت للفنانين التمويل والموارد لإنتاج أعمال فنية خالدة. وفي المقابل، عمل هؤلاء الفنانون على تعزيز قضية روزفلت، بالإضافة إلى تمجيد العمال الأمريكيين والنمو الصناعي في أمريكا أوائل القرن العشرين، وكان الفنان توماس هارت بينتون الذى سعت اعماله التشكيلية إظهار "الحقيقة" عن أمريكا الموجودة في الوسط، مؤمنًا أن أساسات البلاد وقيمها الفردية تكمن في بساطة الحياة الريفية.
أحد المستفيدين الرئيسيين من المشروع جانب غرانت ، وكذلك جون ستيوارت كوري، رائد المدرسة الواقعية الامريكية و تتكون تركيباته الديناميكية غالبًا من الطباعة الحجرية (الليثوغراف) والتركيز على مناظر طبيعية ريفية وزراعية.
والجدير بالذكر ان معظم اللوحات التي تصور فن الكساد الكبير، ، ركزت على النمو الصناعي في أمريكا.، ومنها على سبيل المثال اللوحة التي تصور العمال وهم يصلحون أنبوبًا في موقع صناعي للفنان روبرت جيلبرت.
البوابة الذهبية
في حين تظهر لوحة "جسر البوابة الذهبية" للرسام راي سترونج التطورات المبكرة لبناء جسر البوابة الذهبية في خليج سان فرانسيسكو. تؤكد لوحته على تحدي بناء الجسر من خلال قياس المنظر الطبيعي للخليج. كان روزفلت سعيدًا جدًا بتصوير اللوحة لقدرة أمريكا ونموها، لدرجة أنه علقها في البيت الأبيض
. كما أبدع الرسام جون كنينغ (عبر لوحته الشهيرة "أفق مانهاتن"، في تجسد النمو البطيء والمتوقف للبلاد من خلال ناطحات السحاب التي تعلو على عمال المستودعات.
وصور دوكس ثراش ، وهو رسام وطابع أمريكي من أصل أفريقي، إضراب عمال في لوحة مائية عام 1940 بعنوان " إضراب"، حيث يهيمن قائد الاحتجاج على إطار الصورة، موضحًا أن الأمريكيين من أصول أفريقية كان لهم دور بارز في الاضطرابات الاقتصادية خلال العقد الماضي. ومع ذلك، على الجانب الأيسر، يظهر رجل في نافذة يضع يده على وجهه، ما يشير أيضًا إلى أن ليس كل الأمريكيين كانوا يؤيدون هذه الاحتجاجات.
هذه الفترة من التاريخ الأمريكي مليئة بالفنون الغنية التي تصور الكساد الكبير وتأثيره على جميع الأمريكيين. في الحقيقة، عندما يتعلق الأمر بتاريخ الفن في الولايات المتحدة الأمريكية، لا يزال هناك شيء فريد مثل فترة الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات. كما قال الرسام الأمريكي جاكوب لورنس "أكبر فرصة للتعرض لأكبر عدد من الناس جاءت خلال هذه الفترة من تدخل الحكومة في الفنون."
0 تعليق