كادقلي– تليجراف الخليج

تشهد مدينة كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، أوضاعًا معيشية متدهورة تنذر بوقوع كارثة إنسانية وشيكة قد تصل إلى حد المجاعة الكاملة، بحسب مصادر محلية .

وأكدت المصادر أن معظم سكان المدينة يعانون من نقص حاد في الغذاء نتيجة لعدة عوامل متشابكة، من بينها الارتفاع الجنوني للأسعار، وندرة المواد التموينية الأساسية، إضافة إلى الغياب الكامل للمساعدات الإنسانية التي كانت تقدمها المنظمات الإغاثية العاملة سابقًا في المنطقة.

أسر كاملة بلا طعام ليومين متتاليين

بحسب الشهادات، فإن بعض الأسر لم تتمكن من تناول أي وجبة طعام لمدة يومين متتاليين، نتيجة عجزها الكامل عن توفير أبسط متطلبات الحياة في ظل الوضع الاقتصادي المنهار وتصاعد أسعار السلع.

وجاء ذلك في أعقاب الحصار العسكري المفروض على المدينة بعد أن قامت قوات الحركة الشعبية والدعم السريع بقطع طريق سوق النعام، وهو الشريان التجاري الرئيسي الذي كانت تُزود من خلاله كادقلي بالمواد الغذائية، بحسب “دارفور 24”.

الأسعار تشتعل… والتغذية اليومية خارج إمكانيات السكان

تشهد أسواق كادقلي ارتفاعًا جنونيًا في أسعار السلع الغذائية الأساسية، إذ وصل سعر:

• ملوة البصل إلى 85,000 جنيه
• جوال الملح (50 كيلو) إلى 750,000 جنيه
• كيلو السكر إلى 22,000 جنيه
• ملوة اللوبيا إلى 70,000 جنيه
• كيلو الدقيق إلى 20,000 جنيه
• ملوة الذرة إلى 17,000 جنيه
• رطل الزيت إلى 45,000 جنيه

وتشير التقديرات إلى أن الأسرة الصغيرة المكونة من خمسة أفراد تحتاج إلى ما لا يقل عن 75,000 جنيه سوداني يوميًا فقط لتوفير احتياجاتها الغذائية الأساسية، وهو مبلغ يفوق قدرة الغالبية العظمى من السكان، خاصة مع توقف مصادر الدخل وانعدام فرص العمل.

توقف المبادرات وإغلاق المنظمات الإنسانية

أوضحت المصادر أن غرف الطوارئ المحلية التي كانت تقدم مساعدات طارئة للنازحين والأسر الفقيرة قد توقفت تمامًا عن العمل. كما أقدمت السلطات على إيقاف أنشطة المنظمات الإنسانية واعتقال عدد من المتطوعين، متهمة إياهم بتلقي تمويلات مشبوهة، في ما وصفه مراقبون بأنه استهداف ممنهج للعمل الإنساني في المدينة.

ويأتي ذلك وسط دعوات من السكان والناشطين للمنظمات الدولية بضرورة التدخل العاجل لوقف التدهور الإنساني والكارثة التي تلوح في الأفق في كادقلي، قبل فوات الأوان.

إتبعنا