المهرة.. حين يتعثر القانون في شعاب الخديعة - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المهرة.. حين يتعثر القانون في شعاب الخديعة - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 09:56 صباحاً

(ينبغي أن لا تكون المهرة لعبة بيد الحريزي، ولا مأوى للحوثيين.)


في شرق البلاد، تشرق الشمس متأخرة عن ضجيج صنعاء، وتقف الجبال شاهدة على التاريخ الغابر، تُختطف المهرة من بين ضلوع الوطن وتُساق كما تُساق القصائد العمومدية إلى ألسنة من لا يجيد وزنها.
.. فالشاهد أن محافظة المهرة اليوم ليست مجرد بقعة جغرافية فقط، بل إنها مساحة رخوة يطحنها الصراع، وتتحكم بمصيرها اياد لا تحمل مشروع دولة، بل مشروع خراب.

في البيان الرسمي للجنة الأمنية بمحافظة المهرة، وردت تفاصيل دقيقة حول توقيف شخص يحمل جوازا دبلوماسيا من جهة غير شرعية، يُدعى محمد أحمد علي الزايدي. وهو قيادي حوثي كبير ، رجلٌ قادم من ظلال مأرب، بجواز ح. وثي الصنع، وصفته المهنة بأنه "ضابط"، وكأن الحوثيين صاروا يصدرون شهادات الانتماء للقوات المسلحة في مزرعتهم الخاصة بصنعاء!
أوقفوه في منفذ صرفيت وهو يحاول مغادرة البلاد إلى سلطنة عمان، وبجانبه طقم مسلح يتموضع بخبث على تخوم المنفذ.!

ولكن هل يُعقل أن تُعامل مثل هذه القضايا الحساسة، المرتبطة بالأمن القومي، بهذه البيروقراطية الباردة؟ وهل ما زال في اليمن من يعتقد أن الح...وثيين يوزعون جوازات دبلوماسية لأغراض السياحة؟

طبعا البيان لا يُخفى شيئا، بل يفضح كل شيء.. يُخبرنا أن الزايدي لا يزال قيد الاحتجاز، وكأن الأمر مجرد توقيف روتيني، لا قضية تمس سيادة الدولة، ولا فخا محكما تترصده الأجندات العابثة.

ثم جاءت الفاجعة، كمين غادر في منطقة دمقوت، يستهدف قوات رسمية خرجت لحفظ القانون.

شهيدٌ جليل يرتقي، هو العقيد عبدالله زايد، ضابط من الطراز الذي لا تصنعه خطابات الإعلام، بل تصنعه ميادين النار. يُغتال في ممر ترابي بين الجبال، لا لشيء سوى لأن المهرة تحولت إلى حقل تجارب لمشاريع التخريب القادمة من صنعاء، والمتواطئة من الحريزي ورفاقه، أذرع الحوثيين في ثياب "نشطاء".!

والحريزي، الاسم الذي يمر كسم على ألسنة الوطنيين، ظل يعبث بكرامة المهرة منذ سنوات. يختبئ خلف شعارات "السيادة" بينما يفتح الأبواب للتمدد الحوثي عبر المنافذ، ويستنطق الجبال بلهجة لا تمت للمهريين بصلة. فأي سيادة هذه التي تأتي على جثة عقيد ودماء جنود؟ أي مقاومة تلك التي تستنجد بالحوثي وتفتح له طريق الهروب عبر البحر والصحراء؟

على إن المهرة لا تحتاج إلى "بيانات إيضاح"، بل إلى فعل تطهير حقيقي. تحتاج أن تتخلص من العبثيين، من المت..حوثين، من الزنابيل الذين يتقنعون بقناع النضال.
بمعنى أدق تحتاج المهرة أن تفيق، أن تغسل وجهها من الغبار، وتلفظ من أحشائها من يبيعها قطعة قطعة في سوق السياسة الرخيصة.

فالمهرة ليست مجرد منفذ حدودي، إنها شريان استراتيجي، وإن أُهملت، نزف اليمن حتى الموت. فهل ننتظر حتى يتحول صرفيت إلى صعدة جديدة؟ أم ننتظر أن تُنكس أعلام الجيش مرة أخرى أمام طقم مسلح تابع للحوثيين "الدبلوماسيين"؟

إن لم تُفعل الدولة القانون بكل صرامة، فليُقال لنا بوضوح إن لا دولة هنا. أما إن كنا نُصر على أن اليمن ما زالت على قيد الحياة، فلتبدأ المعركة من المهرة. وليُكتب على جدران حوف: هنا وقف العقيد زايد، وهنا يُولد مشروع تحرير جديد، من تركة الفشل إلى وطن يستحق الحياة.

تذكروا أن المهرة لم تعد نافذة عبور، بل صارت "سوبر ماركت" مفتوحا للتهريب، من السلاح إلى المخدرات، كل شيء يهرب إلا الكرامة!
وبينما تُغذى المليشيات الحوثية من خاصرة الوطن، تُدار المهرة كأنها شركة شحن لا دولة. يا للحزن النبيل!

لذلك ينبغي أن لا تكون المهرة لعبة بيد الحريزي، ولا مأوى للحوثيين.
..المهرة تحتاج إلى رجال دولة، لا رجال تسويات.!

ويا قومنا، آن أوان الحساب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق