نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مكون شائع في واقيات الشمس يهدد الأنظمة البيئية البحرية - تليجراف الخليج اليوم الخميس الموافق 10 يوليو 2025 08:05 صباحاً
كشفت دراسة حديثة عن تأثير مقلق لمكون كيميائي شائع الاستخدام في مستحضرات الوقاية من الشمس، حيث قد يساهم هذا المركب في زيادة مقاومة البلاستيك الموجود في المحيطات للتحلل.
ويبدو أن المركب المعروف باسم "إيثيل هيكسيل ميثوكسي سيناميت" (Ethylhexyl Methoxycinnamate)، أو اختصارا EHMC، يعيق عملية التحلل الطبيعي للبلاستيك في البيئات البحرية، وفي الوقت نفسه يشجع نمو نوعية معينة من البكتيريا التي تشكل أغشية حيوية تسمى "بيوفيلم" (Biofilm)، تتمتع بقدرة أكبر على تحمل الظروف القاسية.
وتوضح الدكتورة ماتالانا-سورجيه أن هذه الظاهرة تنطوي على مخاطر جسيمة، حيث أن تثبيط البكتيريا الهوائية المسؤولة عن تحليل البلاستيك مع تعزيز نمو البكتيريا المقاومة التي تعزز استقرار الأغشية الحيوية، قد يؤدي إلى إطالة عمر البلاستيك في المحيطات بشكل كبير، ما يجعله أكثر مقاومة لعوامل التحلل سواء بواسطة أشعة الشمس أو الكائنات الدقيقة.
وتنبع خطورة هذه الظاهرة من الطبيعة الكارهة للماء في مركبات واقيات الشمس، والتي تشبه في ذلك الزيوت، حيث لا تذوب في الماء بل تلتصق بالأسطح البلاستيكية العائمة في المحيطات، ما يخلق تهديدا مركبا للبيئة البحرية.
ومن النتائج المثيرة للقلق في هذه الدراسة ما كشفته عن التغيرات التي تطرأ على المجتمعات الميكروبية التي تعيش على الأسطح البلاستيكية. فعند تلوث البلاستيك بمركب EHMC، لوحظ انخفاض في أعداد البكتيريا المفيدة مثل Marinomonas التي تلعب دورا في تحليل الملوثات، بينما زادت أعداد بكتيريا مثل Pseudomonas التي تنتج بروتينات تعزز استقرار الأغشية الحيوية.
ومن الاكتشافات الرئيسية في الدراسة زيادة إنتاج بروتين porin F (OprF) في بكتيريا Pseudomonas المعرضة لـ EHMC، وهو بروتين حيوي للحفاظ على بنية الأغشية الحيوية الواقية. وكما لوحظ تحول في عملية التمثيل الغذائي لدى هذه الميكروبات نحو التنفس اللاهوائي، ما يشير إلى تغير جذري في سلوكها في وجود هذا الملوث.
وتشير الدكتورة ماتالانا-سورجيه إلى أن الخصائص الواقية من الأشعة فوق البنفسجية في مركب EHMC قد تحمي البلاستيك بشكل غير مباشر من التحلل الضوئي والحيوي، ما يزيد من استمراريته في البيئة البحرية. وهذا التأثير، مقترنا بزيادة أعداد البكتيريا المحتمل ضررها، يثير مخاوف جدية حول توازن النظم البيئية وصحة الإنسان، خاصة في المناطق الساحلية التي تشهد نشاطا سياحيا مكثفا وتلوثا بلاستيكيا مرتفعا.
وهذه الدراسة التي نشرتها مجلة Journal of Hazardous Materials تمثل تتويجا لـ15 عاما من التعاون البحثي بين جامعة ستيرلينغ وجامعة مونس في بلجيكا، بتمويل من عدة جهات بحثية مرموقة.
المصدر: Eurekalert
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق