كاتب سعودي يحذر من نقل مصانع الأسلحة الحوثية... - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كاتب سعودي يحذر من نقل مصانع الأسلحة الحوثية... - تليجراف الخليج اليوم الخميس 10 يوليو 2025 12:05 مساءً

حذر كاتب سعودي من خطورة انتشار السلاح خارج سلطة الدولة في منطقتين أساسيتين لبنان واليمن.. وكذا انتقال التصنيع المحلي للأسلحة إلى محافظتين على الحدود مع المملكة.

وقال الكاتب "زيد بن كمي" رئيس التحرير السابق في صحيفة "الشرق الأوسط"، في مقال تحت عنوان "سِلاح يهدّد الأمنَ العالمي"، تحدث فيه عن سلاح "حزب الله" الذي أصبح عقبة أمام قيام الدولة ومصدر تهديد إقليمي، مشيرًا إلى رفض الحزب التخلي عن سلاحه الذي أصبح جزءًا من هويته وسلطته على حساب الدولة.

وبشأن اليمن، يقول الكاتب "إن المخاوف تتصاعد من تحول الحوثيين من استخدام السلاح المهرب إلى تصنيعه محلياً، خصوصاً في مناطق مثل صعدة وحجة، ما يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي بسبب موقع اليمن الاستراتيجي عند باب المندب".

ويشير الكاتب في هذا الشأن الى تقارير دولية تؤكد أن الحوثيين يمتلكون برامج متقدمة للطائرات المسيّرة تُستخدم خارج إطار القانون، وهو ما يعقّد التصدي لها.

ويحذر الكاتب من أن غياب الرقابة والفراغ السياسي يسمح بتخزين وتشغيل السلاح دون مساءلة، ما قد يجر المنطقة إلى صراعات تتجاوز الحدود الوطنية، تستوجب تحركا دولي منسق ومواجهة حاسمة لهذه التهديدات.

ويقول الكاتب، إن التَّحولُ من استخدامِ السّلاحِ إلى تصنيعِه داخلَ مناطقَ خارجةٍ عن السَّيطرة لا يهدّدُ اليمنَ فَحسب، بل يدفعُ بالأمنِ الإقليميّ والدوليّ إلى حافةِ الخَطر، فموقعُ اليمنِ الجغرافيّ عند مضيقِ بابِ المَندب وبحرِ العَرب، يجعلُه نقطةَ عبورٍ حيويَّةٍ للتّجارةِ العالمية، وأيُّ توتُّرٍ أو تصعيدٍ في هذه المنطقةِ من شأنِه أن يُزعزعَ استقرارَ المِلاحةِ الدَّوليةِ وسَلاسلِ الإمدادِ العالمية.

ويشير إلى أن هذه التحذيراتُ لا تبدُو معزولةً عن السّياق الدولي، فقدْ أشارَ تقريرٌ صادرٌ عن مركزِ دراساتِ الدّفاعِ الوطنيّ الكنديّ عام 2022 إلى أنَّ الحوثيين، إلى جانبِ أربعِ جماعاتٍ أخرى في المِنطقة، قد طوَّروا برامجَ طائراتِ مسيَّرةٍ متقدمةٍ ومستدامة، تختلفُ في أساليبِها، لكنَّها تتشابه في خطورتِها، وأكد التقريرُ أنَّ الخطرَ الحقيقيَّ لا يكمنُ فقط في امتلاكِ هذه التَّقنيةِ، بل في دمجِها داخلَ عقيدةٍ عسكريةٍ هجوميةٍ خارجَ أيِّ إطارٍ قانونيّ أو رقابيّ.

التقريرُ شدَّد علَى أنَّ الابتكارَ والتكيُّفَ السَّريعَ فيما يخصُّ هذه البَرامج، لا سيَّما داخلَ بيئاتٍ غيرِ خاضعةٍ للدولة، يمثّلُ تحدياً بالغاً لا يمكنُ مواجهتُه بالطُّرقِ التَّقليدية، فكلُّ جماعةٍ مسلحةٍ، وفقاً للتقرير، طوَّرتْ نمطاً خاصاً بهَا في استخدامِ المسيَّراتِ بمَا يتوافقُ مع مسرحِ عملياتِها وأهدافِها، ما يجعلُ هذه البرامجَ مَرنةً، وقابلةً للتَّوسع، وأكثرَ تعقيداً من أن تُعالجَ بردودٍ فعلٍ ظرفية، وفق الكاتب.

ويرى "زيد بن كمي" أن ما نشهدُهُ اليومَ لا يمكنُ تفسيرُه على أنَّه أمرٌ عَابرٌ وآنيٌّ، ولكنَّه جاءَ نتيجةَ مسارٍ طويلٍ من تراكمِ السّلاح النَّوعِي بأيدِي جماعاتٍ لا تعترفُ بسيادةِ الدَّولة، ولا تتردّدُ في توظيفِه عبرَ الحُدود، في تحدٍ صريحٍ للدولةِ، وإذا كانت تجربةُ «حزب الله» في لبنانَ قد انتهتْ إلى شللٍ سياسيّ وهيمنةِ فصيلٍ على أركانِ الدولة، فإنَّ ما تبنيه جماعةُ الحوثي في اليمن يُنذرُ بما هو أخطر، فهو تهديدٌ مفتوحٌ للأمنِ البحريّ العالميّ. لأنَّ التهديدَ قريبٌ من موقعٍ مائيّ ومن أكثر المضائقِ حيويَّةً في سلاسل الإمدادِ.

ويضيف أن الخطورةُ تكمنُ في الفراغِ السّياسيّ الذي يتيحُ لهذه الجماعاتِ تطويرَ السّلاح وتخزينَه وتشغيلَه، دون مساءلةٍ أو رقابةٍ من أحدٍ، وفي منطقةٍ بالغةِ الحساسية مثل جنوبِ البَحرِ الأحمر، فإنَّ أيَّ عملٍ اعتباطيّ، قد يشعلُ أزمةً تمتدُّ خارجَ حدودِ النّزاع اليَمنيّ.

ويؤكد على أن مسؤوليةَ الحكومةِ اليمنيةِ الشَّرعية ليست فقط في التَّعبيرِ عن المَخاوفِ، بل في تعزيزِ حضورِها السّياسيّ والنُّهوض بمجهودِها لمواجهةِ هذا الخَطر، ولو أدَّى ذلكَ إلى طلبِ دعمٍ دوليّ لضبط هذا الوضع. كمَا أنه ينبغِي إيجاد وسيلة لإعادة الحوثي إلى طاولة الحوار، لمحاولةِ اكتشاف مخرج للأزمة برمتها.

ولفت إلى أن تركَ هذا النَّوعَ من السّلاح في بيئةٍ غير خاضعةٍ للحكم، سيحوّل اليمنَ من ساحةِ صراعٍ داخليّ إلى منصةِ تهديدٍ عالميّ.

ويختتم الكاتب السعودي مقاله بالتأكيد على أنَّ التعاملَ مع ملفّ الطائراتِ المسيَّرة والصواريخِ الباليستية الخارجةِ عن سلطة الدّول أضحَى ضرورةً ملحةً تتطلب تحركاً دوليّاً منسقاً، فحينَ يُصنع السّلاحُ في الظّل، ويختبرُ في البَحر، ويُطلقُ عبرَ الحدودِ، فإنَّ الحديثَ عن الأمن المحليّ يفقدُ معناه؛ لأنَّ التهديدَ باتَ عالميّاً... والسّلاح لم يعدْ يَعرف حدوداً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق