نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أبو نوار: لا ضمانات لوقف إطلاق النار في غزة والحرب دخلت مرحلة الاستنزاف الطويل #عاجل - تليجراف الخليج اليوم الخميس الموافق 10 يوليو 2025 12:33 مساءً
مالك عبيدات _ قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار إن المبادرة المطروحة للهدنة في غزة تفتقر إلى أي ضمانات لوقف إطلاق نار مؤقت أو دائم، مبينًا أن الصراع سيبقى متصاعدًا في ظل غياب الحسم وعدم وجود نهاية واضحة في الأفق.
وأضاف أبو نوار في تصريح لـ"الأردن 24" أن إسرائيل لم تتعلم من الحروب السابقة، وأن غياب عقيدة قتالية ثابتة للتعامل مع الحرب في غزة سيؤدي بها إلى الهزيمة. وأشار إلى أن إسرائيل باتت تدرك أن حركة حماس كانت مستعدة جيدًا لهذه الحرب، لا سيما من خلال تكتيكات الكمائن المتنوعة، مما أدى إلى تعقيد كبير في المواجهة مع المقاومة.
وأوضح أن الحرب في غزة تحولت إلى حرب عصابات، مشيرًا إلى أن الأنفاق باتت تنتشر تحت كل شارع تقريبًا، لدرجة أن غزة أصبحت مكونة من طابقين أو ثلاثة حسب عمق تلك الأنفاق، الأمر الذي يُربك الجنود الإسرائيليين، خصوصًا عند تعرّضهم لهجمات من أماكن غير متوقعة، مما يزيد من خطر المواجهات.
وبيّن أبو نوار أن حماس نجحت في إنشاء "غزة تحتية"، حوّلتها إلى قلاع وحصون منيعة، وفشلت الاستخبارات الإسرائيلية في تقدير حجم القدرات الدفاعية للمقاومة، خصوصًا في ظل وجود شبكة الأنفاق التي وفّرت لحماس نظرية "الدفاع المتحرك"، ما مكّنها من تفادي القوة النارية والهجمات البرية والبحرية، وتنفيذ هجمات مباغتة، كما يحدث حاليًا في بيت حانون. وأشار إلى أن حروب العصابات بطبيعتها غير متكافئة ولا يمكن تحديد أهداف واضحة لها بسبب عنصر المفاجأة المستمر فيها.
وأكد أن جميع الحروب السابقة كانت تنتهي بتهدئة مقابل تهدئة، بعد إعلان إسرائيل تقليص قدرات حماس، وهي سياسة استنزاف إسرائيلية تهدف إلى تحقيق فترة هدوء مؤقت دون حل جذري للصراع، وغالبًا ما تتخلل هذه الفترات اشتباكات جديدة.
ورأى أبو نوار أن على المقاومة تجاوز مفهوم "التهدئة مقابل التهدئة" في أي اتفاق، متسائلًا عن مدى تلبية الاتفاق لمتطلبات وتطلعات الشعب الفلسطيني، ومن سيكون الجهة المسؤولة عن تطبيقه؟
وأشار إلى أن إسرائيل تعمل على تدمير ما تستطيع في غزة، معتقدة أن هذا الدمار سيمنحها ميزة في مفاوضات وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الأمور ستبقى كما هي، وأن حماس ستحافظ على سلاحها رغم كل محاولات نزعه.
وأضاف أن إسرائيل فشلت في مراحل الحرب المختلفة، ولم تضع خطة تؤهلها للحسم الكامل، نظرًا لحاجتها إلى جهد عسكري أكبر من المستخدم حاليًا، كما أنها أخفقت في تحقيق "نظرية الردع المتراكم" واكتفت بإنشاء مناطق محصنة.
وشبّه أبو نوار ما تفعله إسرائيل في المناطق العازلة بما فعله النازيون في الحرب العالمية الثانية من خلال حصر السكان في مناطق معينة، وإنشاء ما يسمى بـ"المدينة المدنية الإنسانية" في غزة، واصفًا ذلك بأنه جريمة بشعة تضاف إلى سلسلة الجرائم التوسعية الإسرائيلية.
وحذر من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية مستقبلية ستكون كلفتها السياسية والعسكرية والاقتصادية أسوأ مما هي عليه الآن، موضحًا أن إسرائيل تدخل كل عملية عسكرية بتوقعات غير واقعية، دون أن تملك استراتيجية خروج واضحة، ولا تعلم إلى أي مدى يمكن أن تصل هذه العمليات.
وتساءل أبو نوار: هل الهدنة الحالية إنسانية فقط؟ وهل ستقود إلى وقف إطلاق نار فعلي، يعقبه مفاوضات وتفاهمات؟ وما الهدف من التهجير؟ هل هو تحويل غزة إلى محافظة فلسطينية مستقلة سياسيًا واقتصاديًا، مع بقاء إسرائيل مسؤولة عن الأمن؟ وهل سيتم تطوير الوضع إلى شكل من الحكم الذاتي الإداري؟
كما تساءل عن الدول التي قد تضمن استمرار الهدنة، وإن كانت إسرائيل ستلتزم بها، وما إذا كانت هذه الهدنة ستقود فعليًا إلى انسحاب إسرائيلي من غزة.
وختم اللواء أبو نوار تصريحه بالتأكيد على أن إسرائيل لن تنسحب من غزة، ولا توجد أي ضمانات لاستمرار الهدنة، كما لا توجد قوات دولية على الأرض لمراقبة وقف إطلاق النار، ما يجعل من الصعب التكهّن بنتائج هذه المرحلة.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق