لم تكن الأوضاع في فريق تشيلسي الإنجليزي الأول لكرة القدم، مطلع يوليو الماضي، تسر أنصاره بعد تدهور النتائج تحت قيادة الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، الأمر الذي أجبر الإدارة على إقالة الأخير، وخوض مغامرة التعاقد مع الإيطالي إنزو ماريسكا، المدرب الشاب، قليل الخبرة.
لم تكن مسيرة الإيطالي، المولود في 10 فبراير 1980 بمقاطعة ساليرنو، مغرية للتعاقد معه، خاصة من جانب الفريق اللندني الذي اعتادت جماهيره على مدربي الصف الأول في أوروبا، وهو الذي بدأ ماريسكا مشواره التدريبي بعد اعتزاله لاعب وسط في 2017، وعمل مساعدًا في أسكولي وإشبيلية ووست هام يونايتد، ثم تولى تدريب فريق الشباب في مانشستر سيتي عام 2020، قادهم للفوز بدوري الشباب الإنجليزي في 2021، انضم بعدها إلى الجهاز الفني لبيب جوارديولا في مانشستر سيتي عام 2022، واكتسب خبرة في أسلوب اللعب التموضعي القائم على الاستحواذ، قبل أن يقود بارما في الدرجة الثانية الإيطالية عام 2021، لكن تجربته هناك انتهت سريعًا بعد 14 مباراة بسبب نتائج مخيبة، عاد إلى ليستر في يوليو 2023، وحقق لقب تشامبيونشيب في أول موسم له، ما جذب انتباه إدارة تشيلسي.
وقع الإيطالي عقدًا لمدة خمسة أعوام مع خيار التمديد لعام إضافي، ما يتيح له البقاء حتى 2030، وكلف تشيلسي دفع تعويض قدره 10 ملايين جنيه إسترليني لليستر لفسخ عقده، مصطحبًا معه ستة من طاقمه التدريبي، بما في ذلك حارس تشيلسي السابق ويلي كاباييرو، لدعم عمله في ستامفورد بريدج.
مع تشيلسي، اعتمد ماريسكا أسلوبًا هجوميًا يركز على الاستحواذ والتمرير السريع، مستلهمًا فلسفة معلمه جوارديولا، حيث ينضم الظهيران إلى العمق، أحدهما مدافع ثالث، والآخر وسط ثالث، مع الضغط العالي لاستخلاص الكرة.
بدأ الموسم 2024-2025 بتحديات، حيث كان الفريق قد أنهى الموسم السابق في المركز السادس برصيد 63 نقطة تحت قيادة بوكيتينو، على الرغم من إنفاق 400 مليون جنيه إسترليني على التعاقدات، شهدت البداية تقلبات، لكن الفريق حقق تحسنًا تدريجيًا، أنهى الدوري الإنجليزي الممتاز في المركز الرابع، ليضمن التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم التالي.
في البطولات الأوروبية، قاد ماريسكا تشيلسي للفوز بدوري المؤتمر الأوروبي في 2025، وهو اللقب الأول له مع النادي، ما جعله رابع مدرب إيطالي يحقق لقبًا أوروبيًا مع تشيلسي بعد جانلوكا فيالي «كأس الكؤوس 1998»، وروبرتو دي ماتيو «دوري أبطال أوروبا 2012»، وماوريسيو ساري «الدوري الأوروبي 2019»، بعد أن صنع الإيطالي توليفة شابة تضم كول بالمر، مويسيس كايسيدو، ليفي كولويل، ومالو جوستو، إضافة إلى الوافد الجديد توسين أدارابيويو من فولهام في صفقة انتقال حر.
تحت قيادة ماريسكا، وصل تشيلسي إلى نهائي كأس العالم للأندية 2025، ضد باريس سان جيرمان الأحد ، بعد فوز بارز على فلومينينسي البرازيلي بنتيجة 2-0 في نصف النهائي بملعب ميتلايف في نيويورك، سجل جواو بيدرو هدفين، وهي المباراة التي شهدت أداءً متماسكًا من الفريق، اعتمدت الخطة على الاستحواذ المكثف والضغط العالي، ما سمح بتفوق تشيلسي على الرغم من الفرص الضائعة من الخصم في الشوط الأول، هذا الأمر جعل تشيلسي منافسًا قويًا لتحقيق اللقب العالمي، وهو إنجاز لم يحققه النادي منذ تتويجه في 2021.