نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: رئيس هيئة أركان الجيوش الإسبانية يتحدث عن التحرك المغربي لاسترجاع سبتة ومليلية - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 11 يوليو 2025 04:57 مساءً
خرج رئيس هيئة أركان الجيوش الإسبانية، الأميرال تيودورو لوبيز كالديرون، بتصريح لافت يوم الأربعاء 9 يوليوز، حيث استبعد فيه بشكل قاطع فرضية ما وصفه بـ"الغزو المغربي لسبتة ومليلية"، في وقت يتنامى فيه داخل الأوساط السياسية والعسكرية في إسبانيا نوع من القلق بشأن مستقبل المدينتين المحتلتين، خاصة في ظل التحولات المتسارعة في المنطقة، وصعود النفوذ المغربي على أكثر من واجهة.
وجاء كلام المسؤول العسكري الرفيع كرد غير مباشر على الموجة الجديدة من الخطابات الشعبوية التي تغذيها بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة، وفي مقدمتها حزب "فوكس"، والتي تحذر من نوايا مغربية مزعومة تهدف إلى استعادة سبتة ومليلية بالقوة.
وحاول الأميرال الإسباني تطمين الرأي العام الداخلي، قائلا إن "السياق الاقتصادي والديموغرافي الحالي يضمن الحفاظ على أمن المدينتين لخمسة عشر سنة مقبلة"، مضيفا أن الزيادة التي وصفها بـ"الكبيرة" في ميزانية الدفاع ستوظف لتعزيز قدرات الجيش الإسباني خلال نفس الفترة.
ولم يخف هذا التصريح، على الرغم من لهجته المطمئنة، حقيقة أن مدريد تتابع بقلق بالغ التحركات المغربية في ملف سبتة ومليلية، خصوصا مع تشبث ساكنتيهما بالمملكة، التي باتت تؤكد في أكثر من مناسبة على مغربية المدينتين وضرورة فتح هذا الملف من بوابة الحوار السياسي الهادئ.
وكان زعيم حزب فوكس، سانتياغو أباسكال، قد استغل الفرصة في جلسة عامة بالبرلمان الإسباني للهجوم على الحكومة، محذرا رئيس الوزراء بيدرو سانشيز مما وصفه بـ"خطر الغزو المغربي"، وداعيا إلى رفع ميزانية الدفاع إلى 5 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وهي نفس النسبة التي طالب بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة مؤخرا بهولندا.
وكان الأميرال لوبيز كالديرون قد شكل في أبريل الماضي لجنة خاصة داخل الجيش، مكلفة بتقييم ما تعتبره إسبانيا "التهديدات القادمة من المغرب"، سواء داخل التراب الإسباني أو خارجه، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرا على تحول واضح في العقيدة الدفاعية الإسبانية تجاه الجنوب، وعلى أن مدريد أصبحت تدرك أن وضع المدينتين قد لا يظل على ما هو عليه إلى الأبد.
وبين نبرة التطمين العسكري وخطاب التصعيد اليميني، يواصل المغرب سياسته الهادئة والواضحة، مرتكزا على الشرعية التاريخية والسياسية لاسترجاع سبتة ومليلية، دون أن ينساق وراء الاستفزازات أو المهاترات، في وقت بات فيه الرأي العام المغربي أكثر وعيا بأن استكمال السيادة الوطنية لم يعد مجرد شعار، بل ضرورة تاريخية قادمة لا محالة.
0 تعليق