تليجراف الخليج - في تطور بيئي مقلق، بدأت جحافل من نمل "تابينوما ماغنوم" الخطير بالانتشار في أراضي المملكة المتحدة، قادمة من موطنها الأصلي في حوض البحر الأبيض المتوسط.

هذا النوع من النمل، المعروف بضخامته وعدوانيته، يعيش في مستعمرات هائلة قد يصل عدد أفرادها إلى 20 مليون حشرة، ويشكّل تهديداً حقيقياً للبنية التحتية والبيئة المحلية.

ووفقاً لما نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية، فإن نمل "تابينوما ماغنوم"، الذي سبق أن دمر مشاريع ضخمة في أوروبا، شوهد مؤخراً في المناطق الريفية البريطانية، لكنه يواصل زحفه نحو المدن.

الصحيفة حذّرت من أن هذا النمل لا يكتفي بالوجود البيئي، بل يعبث بالتربة ويحفر أنفاقاً عميقة قد تؤدي إلى انهيار الأرصفة والبلاط، وحتى تشققات في الطرق.

وأشار اختصاصيون إلى أن لدغات هذا النمل مؤلمة وقد تسبب تهيجاً جلدياً حاداً للإنسان. وهو ما يجعل منه خطراً مزدوجاً، يجمع بين الأذى المباشر للناس والضرر الخفي للبنى التحتية.

وفي حادثة شهيرة نقلتها الصحيفة، تسببت مستعمرة من هذا النمل بانهيار مشروع نفق للسكك الحديدية في سويسرا، كان من المقرر إنشاؤه بتكلفة تجاوزت 3 مليارات جنيه إسترليني، بعد أن استولت الحشرات على مساحة تعادل 10 ملاعب كرة قدم.

ويرجّح الخبراء أن يكون انتشار هذا النوع قد تم عبر تجارة النباتات والأشجار المحفوظة، إذ نُقلت مستعمرات النمل دون قصد إلى دول أوروبية مثل ألمانيا وسلوفينيا، ومنها إلى بريطانيا.

"تابينوما ماغنوم" معروف أساساً في دول جنوب أوروبا مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، وكذلك شمال أفريقيا، من بينها الجزائر والمغرب وتونس. لكن ظاهرة الاحتباس الحراري وسلاسل النقل التجاري جعلته يتسلل تدريجياً إلى وسط وشمال القارة الأوروبية.

ويحذّر الباحثون من أن تجاهل هذا الغزو البيولوجي قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية وبيئية فادحة، في حال لم تُتخذ إجراءات عاجلة للسيطرة عليه.